من المتعارف عليه بأن الحياة عبارة عن فرصة وقد قيل الكثير من الحكم والنصائح قديماً باستغلال الفرص التي تسنح للإنسان ومن أبرز هذه الحكم للكاتب والسياسي البريطاني السابق بنجامين ديزايلي حيث قال "سر النجاح في الحياة هو أن يكون الإنسان جاهزاً للفرصة عندما تأتي." لعل ما قاله رئيس الوزراء البريطاني السابق ينطبق كثيراً على مسيرة لاعب نادي الكويت الكويتي ومنتخب تونس شادي همامي الذي سيحاول استغلال مشاركته مع منتخب بلاده بكأس الأمم الأفريقية 2013 أحسن استغلال خصوصاً وأن تواجده بالعرس الأفريقي سيكون للمرة الأولى. وتكمن أهمية مشاركة همامي في جنوب أفريقيا 2013 لأنه كان جزءاً من تشكيلة المنتخب التونسي في بطولة 2010 ولكنه جلس على مقاعد الإحتياط ولم يشارك لأي دقيقة بينما غاب عن النسخة الأخيرة العام الماضي وبالتالي سيحاول أن يثبت وجوده مع منتخب بلاده بنسخة هذا العام. وقد قال همامي حول مشاركته مع منتخب بلاده بالعرس القاري "لقد تم استدعائي للبطولة التي أقيمت في أنجولا ولكني لم ألعب بينما في 2012 لم أكن ألعب مع فريقي محلياً ولم يتم استدعائي للمنتخب،" مضيفاً "لقد أتت الفرصة أخيراً وأتمنى أن أقدم انطباع جيد مع المنتخب في جنوب أفريقيا." وتحدث لاعب الوسط الذي بدأ مشواره الكروي مع نادي الصفاقسي التونسي عن قراره بالإنتقال إلى نادي الكويت الكويتي عوضاً عن الإنتقال إلى أوروبا الذي يعتبر الوجهة الأولى للاعبين التونسيين حيث قال "في عام 2010 حصلت على فرصة للإحتراف في أوروبا ولكن الأمور المالية وقفت بوجه انتقالي على الرغم من أن طموحي كان هو الإنتقال إلى أوروبا وأعتقد أنني أملك القدرة على التطور باللعب بالملاعب الأوروبية." وأضاف "ولكن مع نهاية عقدي مع الصفاقسي، انتقلت إلى نادي الكويت والذي يعتبر من بين أبرز الأندية بمنطقة الخليج وقد كان هدفي من الإنتقال للعب بالكويت هو الحصول على فرصة للإنضمام إلى المنتخب لأنني إذا ما ذهبت لأوروبا فإنني ربما سأفوت المشاركة بكأس الأمم الأفريقية وتصفيات كأس العالم." إثبات وجود استدعي همامي للمشاركة مع منتخب تونس بكأس الأمم الأفريقية للاعبين المحليين عام 2011 وساهم بفوز منتخب بلاده باللقب وهو ما اعتبره اللاعب ذو السادسة والعشرين من العمر نوع من إثبات وجود له ولباقي اللاعبين بالمنتخب وهو يأمل بأن تساعده الخبرة التي راكمها بتقديم مستوى جيد في جنوب أفريقيا 2013. وقال اللاعب الذي قاد نادي الكويت العام الماضي للفوز بكأس الإتحاد الآسيوي "لقد كانت المشاركة بكأس الأمم الأفريقية للاعبين المحليين نوع من التحدي بالنسبة لنا خصوصاً وأن اللاعبين كانوا يلعبون في الدوري التونسي وكان هناك انتقادات كثيرة للمنتخب الأول. فوزنا بالبطولة جعل المدرب الوطني يضع ثقته باللاعبين المحليين وساعدنا الأمر أكثر بالدوري المحلي." وتحدث همامي عن مجموعة تونس التي تضم منتخبات كوت ديفوار وتوجو والجزائر قائلاً "إنها مجموعة حديدية وكل المنتخبات لها حظوظ للتأهل. منتخب كوت ديفوار لعب بنهائي البطولة السابقة ولديه لاعبين على مستوى عالمي بينما منتخب توجو دائماً ما يحقق المفاجئات فيما ستكون مباراة الديربي مع المنتخب الجزائري من أصعب المباريات." إلا أن همامي اعتبر أن "تواجدنا بمجموعة صعبة جعلنا نتحضر 100 % وأتمنى أن نستغل هذا العامل لمصلحتنا واذا ما نجحنا بالتأهل من الدور الأول سيعطينا هذا الأمر شحنة معنوية كبيرة للإستمرار أكثر نحو الأدوار المتقدمة. المدرب سامي الطرابلسي وصل إلى المباراة النهائية عندما كان لاعباً مع المنتخب عام 1996 وفي جنوب أفريقيا تحديداً وبالتالي أتمنى أن نكرر هذا الأمر بالبطولة الحالية." الثنائي المتجانس ستكون الأعين شاخصة على الأداء الذي سيقدمه همامي إلى جانب زميله بنادي الكويت والمنتخب عصام جمعة حيث ظهر التفاهم والتجانس بشكل كبير بينهما سواء على صعيد النادي أو المنتخب بعدما سجلا معاً أربعة من أهداف منتخب تونس الخمسة بالدور الثاني من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم البرازيل 2014 FIFA. وأشار همامي إلى أن وجود عصام جمعة إلى جانبه بالنادي هو أمر مهم بالنسبة له خصوصاً وأنها "التجربة الإحترافية الأولى لي خارج تونس ومن المهم بالنسبة لي أن ألعب بجوار أحد زملائي بالمنتخب وهذا الأمر يساعدنا في التفاهم وقد كانت الأمور جيدة وقدمنا مستويات جيدة." وأضاف "خلال حديثي مع مدرب المنتخب سابقاً، أبدى سعادته بتواجدنا معاً في نادي واحد وبالتطور والمردود الذي نقدمه سوياً ونحن متفاهمين بشكل كبير سواء في النادي أو المنتخب وأتمنى أن يظهر هذا الأمر بشكل كبير بكأس الأمم الأفريقية وتصفيات كأس العالم." وتطرق همامي للحديث عن الطريق إلى البرازيل 2014 قائلاً "لدينا فرصة كبيرة بالتأهل من الدور الثاني وستكون المباراتين المقبلتين حاسمتين. خلال التصفيات السابقة فشلنا بالتأهل في آخر مباراة وقد كان لهذا الأمر آثار سلبية على اللاعبين. أتمنى أن لا يتكرر هذا الأمر وأن نكون قد تعلمنا الدرس من أجل مواصلة المشوار للتأهل إلى البرازيل." وبينما يطمح همامي لتحقيق المزيد من الإنجازات خلال مسيرته الكروية، فإنه بدون شك سيحاول استغلال فرصة المشاركة بكأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى لتثبيت أقدامه مع المنتخب مستنداً لحكمة الكاتب الفرنسي نيكولاس تشامفورت "لا تتوقع أن تقرع الفرصة على بابك مرتين."
