منذ انتخبنا نوابا لنا نحن بعض المغتربين التونسيين العائشين في مدن فرنسية صغري بعيدة علي العواصم مثلها مثل نلك الجهات التونسية الداخلية في الشطر الغربي من وطننا الأم العزيز فلا أحد يكترث بزيارتنا و لا من يأخذ بآرائنا و لا من يستشيرنا و لا من يهتم بمشاكلنا و لا من يحيطنا علما بما يقع تحت قبة المجلس التأسيسي نراسله و لا نحض بالرد منه كما نراسل السادة الوزراء و لا يضيعوا وقتهم في الرد علينا و ما تغير شيئا بين البارحة و اليوم أما الإعلام البنفسجي يبث علي الهوي جلسات مجلس التأسيسي متي شاء و يقطعها متي شاء و نقمة و حنبعل ففضلوا المادة و التحقوا بالقنوات المشفرة . أما المقربون لأصحاب النفوذ و ذوي الشأن الذين كنا نستنشق منهم عطر تونس الثورة و رائحتها الطاهرة الزكية فسرعان ما تغيرت الأحوال لما صار الوزير وزيرا و الرئيس رئيسا و النائب نائبا و كل أخذ مكانه كما كان عليه العهد البورقيبي و حفيده المخلوع و مازلنا أحينا نتلقى من خلال البعض منهم أخبار البلاد و ما يدور في مجلسنا الدستوري و هم المقربين لنواب كنا شاركنا في انتخابهم و أرسلناهم ليبلغوا عنا مشاكلنا و لما بلغوا مقاصدهم تخلوا عنا وأهملوا وعودهم لنا و خانوا الرسالة و بقينا سلعة تباع و تشتري في أسواق الشركات البحرية الناقلة للتونسيين بالخارج و الشركات الجوية و كلاهما ينهش في لحمنا ولا من يرفع عنا عصاة الذل و يطلق صيحات الغضب حني أنهم عينوا لنا كاتب دولة للهجرة ما رأيناه يتعامل إلا معي الأحبة كالعادة و لا يزور إلا مواقعهم فأين الفرق بين هذا و هذا و نحن بينهما كرة تتلاقفها أرجل اللاعبين في الملاعب المفتوحة للجماهير. ذاك عهد بال قديم ركب علي ظهر التونسي و كسب منه و تركه في آلامه يتخبط و اليوم يتكرر المشهد في صورة مختلفة و في ثوب جدد و تبقت الجروح تنزف و الألم يزيد والغبن مسلط و الفقر عنيد, لما كانت الثورة في مهدها تنخر أجسام الشباب منهم من أستشهد في سبيل ربه ووطنه و انتقل إلي جواره فرحا مسورا و منهم من جرح وهو إلي الآن يعاني و كان حقا علينا أن يفرح بنضاله و يكسب شغلا يكرمه و يكرم أهله و ذويه و لكن شاءت الأقدار أن يتصدى التكريم من واكب الثورة من بعيد يشجع الشباب أن لا يتراجعوا إلي الوراء و أن يتقدموا و لا يبالوا بالرصاص الحي الذي يتلقونه بصدور عارية حني ترجع أنت يا حضرة الدكتور محمد المصف المرزوقي و كنت دائنا تحلم أن تترأس تونس و ها أنت رئيس و تبخر كلامك المعسول و أنجب الأكاذيب و أنساك ارض الشهداء و معانات الجرحي و نال اهتمامك من رفعت علما و من ادعت الاغتصاب و نسيت تكريم الشهداء الذين أهدوك دمائهم لتعود رئيسا و لو لا أنصارك الذين تهاجمهم من حين لآخر لما وصلت إلي قصور تونس الأبية. وأنت يا حضرة الدكتور المنصف بن جعفر كانت تراودك نفس الأحلام و إلي الآن تسعي لمنصب الرئاسة فماذا قدمت لمن مكنوك من رئاسة المجلس التأسيسي أم كل أمالك و أحلامك هي ما يهم أشخصك و بس . أما أخونا الأستاذ العلامة راشد الغنوشي عشنا معك أحلام تونس الإسلام والشريعة مصدر التشريع و علي أعلي هرم الدستور و تجريم و تحريم التطبيع معي الكيان الصهيوني و العدالة الاجتماعية و التنمية الجهوية و أولوية البنية التحتية رفع مستوي الحيات الكريمة و الاعتراف للشهداء و الجرحي في أواسطهم و يا خيبة المسعى تخليت يا أستاذنا علي أحلامنا مقابل أحلامك و أحلام بقايا النظام المخلوع و المقبور .كنت يا أخونا تواكب الثورة من لندن ببريطانيا و انهمرت عيناك بدموع الفرحة و كنت أضن أنها فرحة الثورة و التخلص من الطغاة و بداية الحياة الجديدة لكل التونسيين و لكن ما استنتجته إنها كانت دموع فرحو العودة و الاهتمام بالأقارب و تنصيب أبتاء الجهة الأعزاء علي قلوبنا و لكن المدهش إنكم تخليتم علي من هم اصحاب الثورة الحقيقين و أدرجتم بالفعل أعداء الثورة إلي رموز ما بعد الثورة. صحيح إن الضغطات عليكم شديدة و قاصية و لكن كنا لجانبكم و ترجيناكم أنجاز و تحقيق أهداف الثورة و أعتصم الشباب أما قصور الإعلام البنفسجي و خذلتموهم و تخليت مرة أخري عنهم لحسابات غير صحيحة. أما سي حمادي الجبالي ففي تضري تغلب عليه الجانب العاطفي و ما تركوك تتخذ القرارات الصحيحة وخاصة لما يتعلق الأمر بمحاسبة رموز الفساد و علي رأسهم المرماجي ألكبير. أنت أيضا يا أخي رئيس الحكومة تنكرت للقصرين كما تنكر لها من سبقوك و أنت تعرف من هم !... أما السادة الوزراء فخاب ضننا في كيفية أدائهم للواجب و لا أشك في نزاهتهم و لكن الخوف تغلب عليهم و لا أعرف لماذا و كم كنا نريد مشاركتهم تلك الهموم. و خاصة هم عدم التشغيل و هم الغلاء في المعيشة و المواطنة؟ النواب محضوضين فيهم من أتي ليسترجع حقوق و فيهم من أتي ليقبض مقابل و فيهم من أتي ليستخف بالشعب و فيهم من أتي ليحرض هذا علي ذاك و فيهم من أتي ليكسب شهرة و يصبح من منبر إلي منبر و من سفارة إلي أخري و منهم من يخوف و منهم من يهدد و منهم من يشتم و منهم من ينشف عرقه في كتابة الدستور حسب أمكنياته المهم كلهم لا يعملون يدون مقابل و لا هم متفضلين علي الشعب صاحب السيادة. أما إذا تصفحنا وجوه المعارضة أو ما تقول عن نفسها معارضة فهي لا تعرف من هي و لا تعرف ما هم دورها؟ أ هو هذا الدفاع عن مصلحة تونس ؟ و كيف ؟إذا أخذنا في الحساب الزيادات المشطة في الأجور و الترسيم و الإضرابات و الإعتصامات و عمليات الشغب و قطع الطرق و التخويف و التهريج تحت القبة وخارجها و عدة مصانع أغلقت و عدة باعثين هربوا و المستثمرين في حيرة و ترقب كل هذا إذا حولناه إلي عملة بالدينار أو غيره فستكون لنا مليارات من الدنانير نتصرف فيها بأولويات منها التشغيل و التحكم في معيشة التونسي وطبعا الزيادة المعتبرة و هكذا تكون مصلحة تونس بالأولويات وبالتوازي و بمساندة الاقتصاد و كل منا يلعب دور الدفاع علي وطن الجميع و لا ندخل تحت لعبة "عكلني وانعكلك " و يسود الاحترام الساحة التونسية و و لا تفقد الثقة من النخبة . لا يمكن ذكر من ترون وجوههم علي مدار الساعة و تسمعون أصواتهم علي الأثير فالأجدر بالإنسان أن يحكم عقله ويسأل نفسه و يحاور ضميره من هم تلك الناس الذين يدخلون بيوتنا بدون إستإذان و قلة احترام وتعسف في الكلام و وحشية في ملامح وجوههم و ماذا يريدون من التوجه إلينا و بإقناعنا به و إلي أين يريدون الوصول بنا ؟ هل هو ما فيه خيرا لتونس و المحافظة علي مكاسبها و مساندة اقتصادها و لملمة وحدة شعبها؟ فكيف سيحصل هذا و كلامهم متناقض كليا معي أفعالهم اليومية و وصاياهم المتتالية إلينا و تحريضهم علي إنهاك مجهودات شعبنا و محصول خزينتنا والتضامن في ما بيننا و إعانة الضعيف منا و إعطاء الأولوية لمن يستحقها قبل الذي يقدر علي الترقب و الصبر و لو قليلا؟ أما كان أجدر بهم أن يرعوا مطالب شعب قام بثورة و مطالبه واضحة وضوح الشمس في قلب النهار و ظاهرة للعيان و لا لبس فيها؟ أليست أولويتنا هي تحقيق أهداف الثورة و وحدة الشعب و التريث قليلا لإعطاء الفرصة لمن يستحقها من الشباب العاطل عن العمل و الجهات المفقرة عوضا أن افكر في ما حوله و لا يهم الباقي؟ يا سادتنا من لا يقر بأمر الله و يعمل بالمعروف و يعترف بجميل غيره و يتماشى معي مطالب شعبه عوضا عن مطالبه فلن يكون أهلا لثقة الله و لا لعباد الله و من لا يخاف الله فكيف به سيخاف عباده. يا سادة و يا سيدات تونس تصبح في الإسلام و تتكلم لغة القرآن و تصل علي نبي الرحمة و إمام المسلمين و مبعوث الحي الذي لا ينام و لن تكون يوما إلا في هذا الطريق سائرة فكيف ببعض منكم يبشروننا بالأوهام الذائبة كالملح في الماء الساخن ؟ لن تكون تونس غربية علمانية ملحدة متصهينة خارجة عن العروبة و الإسلام و لن تكون قطعة من فرنسا و لا من لأوربا ولا من أمريكا و لا من إسرائيل.تونس ستتعايش معي سكان العالم صديقة لكل الشعوب مسالمة في سلوكها و تتعامل مع كل الأنظمة باحترام و لا تتدخل في شؤون غيرها إلا بالنصح و المساندة و تقديم الدعم لمن يستحق. هذه تونس الخضراء كما أحبها أن تكون سجادا قيروانيا جميل المنضر مزخرفا بجميع الألوان حاضنة لكل أبنائها في كنف الاحترام و اختلاف الآري الأفكار فيها نختلف و لا نتصادم نعبر و لا نتشاجر نبدع و لا نستفز الديمقراطية نعيها و نعرفها و هي أداة حوار و تفاهم وهي جسر عبور حضاري من خلالها تعايش الجميع في احترام و تآخي . إن أحببناك يا تونس بحق فستكوني لنا الأم الحنون و سنضعك تاجا فوق رؤوسنا كلنا و ستؤويننا و تأوي غيرنا و ستحتضنيننا في أمن و أمان و سنكونوا في حضنك عائلة واحدة نختلف و نتضامن ,نختلف و نتوحد ,نتشاجر و لا نغضب.