النسق الثوري ذو بعدين،بعد نظري يتلخص فيما يجب أن يكون بعد تحقق المطلوب وهو حد أعلى مُتمنَّى و يُسعَى له ،و بعد عملي يتحوصل فيما هو ممكن الحدوث، وهو الحد الأدنى الذي يرضى به الحراك الثوري العام رغم التجاذبات و الانجذابات و التخاذل والتهاون أو الارتعاش . البعد العملي في حد ذاته له حدين، حد أدنى يتمثل في المرور بقافلة الوطن من مربع الاستبداد إلى مربع الاعتماد على الذات في ظل صناعة الحرية بين المسؤولية الوطنية والفاعلية المجتمعية،بأقل خسائر و اخف ضرر مع المحافظة على التوازن العام للمجتمع،نفسي مالي وصحي و طاقي...،بمعنى أدق الحفاظ على مركز ثقل الوطن دون انزياحات عشوائية و متوترة لليمين أو لليسار،و حدُّه الأعلى خط الوصول بالأداء العام للتماس مع الحد الأدنى للمعجم الثوري النظري المتصور. النسق هذا تلاحظه عند اغلب المكونات تقريبا،معارضة أو ترويكا"بعد مد وجزر كادت تخمس"أو من يستنكف التموضع مع احد منهما، ما يسميه البعض الخط الثالث،و لكل كتلة نسق ثوري داخلي خاص بها،وما يمكن الإشارة إليه أيضا أن كل جسم له نسق ايجابي أو سلبي و مستواه بالضرورة متغير حسب التموقع و الحالة و الزمن و هذا يبرز أكثر في البعد النظري منه أما في المجال العملي فهو يراوح مكانه عند اغلب الأجسام وعمليا فتقريبا كل الكتل لها نفس مستوى التدفق ونفس إشارات الانبثاق. فان كان الجسم معارضا،فان نسقه الثوري و مستواه،يغلب عليه التدفق اللغوي و الإشعاع الكلامي والحضور الإعلامي مع تشبع بفائض ألْسني ملون ليس له حدود و بلا هوية أو ملامح ومثله كمثل ساحر إفريقي يستحضر الأشباح بزئبق احمر أو بكروم مشع (51rC). وان كان الجسم أو الجسيم من أتباع الرعاة الرسميين للمنتخب الثوري فنسقه عوارضه كمصاب بشلل نصفي أو بتجلط دموي أو بتشدد عضلي أو بترقق في العضام و تحلل للنخاع العظمي،مستوى الدفق عنده يراوح بين الحلم الطوباوي لما قبل الفرز الانتخابي و لما قبل الخروج من بين الجدران الرطبة لمعتقلات دولة الفساد وبين واقعية بلاستيكية مصطنعة و ركيكة لما بعد المائة يوم المطلوبة كهدنة للحكومة العتيدة!!! دفقه هنا هجين و متداخل لا طعم ولون له إلا لون المقود وطعم الحبار،لم يستطع ضبط إيقاع منسوبه ليتناسق مع الحركة التحت-بطيئة،لهذا تعتريه بين فينة وأخرى توترات جانبية لكنها حادة مثل الربو السياسي(ASTHME) ربما جراء فوبيا النزول من كراسي القصور الثلاث أو ترويكا القصور بالمقلاع. أما من استنكف و أبى الولوج إلى مربعات المعارضة أو مكعبات الحكومة ،إما خوفا منهما أو تركا لهما أو قلة ثقة فيهما و في مساراتهما أو إيمان عجائز بان النسق الثوري الحقيقي لا يبرز إلا في غيابهما ،فان منسوب نسقه أو دفقه يتراوح بين الحد العملي الأدنى و الحد النظري الأعلى و ذلك حسب اللحظة و المكان والمُكَوَّن ، والرسم التكتيكي لهذا الجسم هو المحدد الرئيسي للضابطة الشعبية و لتطور كل من النسق الثورجي المعارض و النسق البيروقراطي الحكومي و متى ما تموقع في المنزلة الوسطى بين الحدين أي العدوة الوسطى، أين يلتحم الثقل الشعبي مع الحلم الثوري البسيط ، وهي ساحة رمز يتجمع فيها وحولها وبيسر كل الذين انزاحوا عن شظايا معارضة عدمية و مريدي حكومة تحمل في أحشائها بذور فنائها، ووقتها يتناسب التدفق و الحلم مع الاستعصاء على التدجين و تتم العملية الطبيعية وتُجذب الحواشي،للمعارضة وللترويكا،أولا وينصت الجميع للنبض الشعبي و ينقادوا لإشاراته المرورية تمنيا لصفح آخر و لولادة سليمة ليست من منتجات اكبر البقايا العاشورية الأولى....ربما في انتخابات قادمة إن اتفقوا ....و التي بها تتم الصالحات للوطن. و السلام على النبض الشعبي، حين يكمن و حين ينمو وحين يُبْعثُ منه الجيل الثاني من الثورة. باحث وسجين سياسي سابق