اذا صح أن السيد الباجي قائد السبسي سيعلن ترشحه الى منصب الرئاسة قبل اعلان الدستور و طبيعة النظام السياسي و شروط الترشح للرئاسة و معرفة مدى أهمية هذا المنصب و صلاحياته و قبل تمرير قانون تحصين الثورة و قبل اصدار القانون الانتخابي ...معنى ذلك أن السيد الباجي قائد السبسي يشتغل بأسلوب تقليدي في المناورة و وضع الخصم أمام الأمر الواقع ليظهر الباجي بصورة الضحية المستهدفة بالقوانين و الشروط ...ما ينساه السيد الباجي قائد السبسي أنه باصراره على الترشح و المشاركة في الحياة السياسية يضع نفسه في موضع الادانة لأنه يعيدنا الى ذكرى مرفوضة في أذهان جيلنا السياسي و الأجيال التي سبقته و هي ذكرى ارتهان "الدولة " و مصير الحياة السياسية الى "هلوسات عجوز" ثمانيني كانت شيخوخته المزمنة عائقا حقيقيا أمام التطور الطبيعي للحياة السياسية في البلاد و تحول فيه نظام الحكم الى صراع أجنحة متناحرة على خلافة العجوز و التأثير عليه ليسقط النظام أخيرا بين يدي الأقدر على الاختراق الأمني و المخابراتي للجهاز و لتتجه تونس منذ نوفمبر 87 الى نظام مفرط في بوليسيته ليرتهن بسرعة عجيبة الى اخطبوط الاختراق العائلي المافيوزي لتتحول تونس على امتداد سنوات الالفين الى أكثر الدول استعصاء على الانتقال الديمقراطي الطبيعي بغد ان كانت في اوائل الثمانينات أكثرها تأهلا لذلك ...فهل يريد سي الباجي اعادتنا الى ذلك المربع الخطير ؟؟؟؟