تونس:علمنا من مصادر مطلعة من الجبهة الشعبية أن خلافات واسعة عرفتها جملة الأحزاب المشكلة للجبهة بسبب ما اعتبر تغليب التحزب داخل التنسيقيات وتنامي الصراعات الحزبية وتحويل مهمة الناطق الرسمي الى مهمة امين عام. ومن المقرر ان يتم مناقشة هذه المسائل وغيرها خلال اشغال الهيئة الوطنية التي ستنعقد نهاية هذا الاسبوع بمدينة سوسة. ويبدو واضحا ان التصدع بات يهدد الجبهة الشعبية وقد تجلى اساسا في المواقف المتضاربة بخصوص انعقاد المؤتمر الخاص بالاتحاد العام لطلبة تونس حيث انقسمت الاحزاب المشكّلة للجبهة بين مؤيّد لمؤتمر 24 ماي واطراف اخرى معارضة لمؤتمر 24 ماي وفشلت الجبهة في الخروج بموقف سياسي موحّد يخص المؤتمر. كما تجلّت المواقف المتضاربة ايضا في عدد من الاتحادات الجهوية للاتحاد العام التونسي للشغل كان اخرها ما حصل من تبادل للتّهم بين ابناء الجبهة. وقد علمنا ان حزبين قدما مشروعين يخص اعادة الهيكلة حيث يسعى الاول الى التاكيد على ضرورة توحيد واندماج الاحزاب المشكلة للجبهة ضمن حزب واحد وهو مشروع يتبنّاه بالاساس حزب العمال في حين يرى حزب تونس الخضراء باهمية المحافظة على العمل الجبهوي. واتهمت بعض الاطراف الناطق الرسمي باسم الجبهة حمة الهمامي بمحاولة الاستئثار والهيمنة على الجبهة عبر بالتفرد بالظهور الإعلامي وتقديم الأحزاب القريبة منه كفاعلين سياسيين أكثر من البقية والحال أن الجبهة عمل مشترك وليست جبهة ماركسية كما يتوهم البعض. كما علمنا أن هذه الخلافات خلقت معارضة قوية لهيمنة حزب العمال على مفاصل العمل السياسي بالداخل وقراراته وتقود احزاب حركة الديمقراطيين الاشتراكيين وحركة الشعب وحزب تونس الخضراء هذه المعارضة. ومن المتوقع ان تتم الدعوة الى ضرورة تخلي حمة الهمامي عن دوره كناطق رسمي للجبهة. وقد حاولنا الاتصال بالناطق الرسمي للجبهة الشعبية حمة الهمامي الا انه تعذر ذلك. خليل الحناشي