أعلن الناطق الرسمي لحزب العمال الشيوعي التونسي حمة الهمامي أمس أن الحزب يستعد لعقد اول مؤتمرعلني له ايام 22 و23 و24 جويلية ومن المقرر أن يتم النظر في عدد من المسائل السياسية العالقة ذات الصلة بالوضع العام في تونس. وقال الهمامي خلال ندوة صحفية له بالمقر الاجتماعي للحزب بالعاصمة أن المؤتمر سيناقش عدة قضايا منها تقييم الثورة وضبط البرنامج المرحلي للحزب وتقييم مسيرة " العمال "طيلة ال25 سنة الماضية بالاضافة إلى تقييم الثورات العربية والوضع العالمي الراهن إلى جانب مراجعة القوانين الاساسية للحزب. ونفى عضو المكتب السياسي للحزب عبد المؤمن بالعانس أن يكون الحزب قرر التخلي عن عبارة " الشيوعي " من التسمية الاصلية للحزب كما استبعد عبد المؤمن أن يتم التخلي عن الشعار الاساسي لحزب العمال ( المطرقة والمنجل ) مؤكدا في ذات السياق على أن الامر يبقى بيد المؤتمر الذي من حقه أن يناقش كل المسائل بشكل ديمقراطي وحر. ومن جانبه دعا عضو المكتب السياسي للحزب محمد مزام إلى ضرورة تكاتف كل الجهود لانجاح الاستحقاق الانتخابي والعمل في اطار كامل من الشفافية ومن استقلال الاعلام العمومي والقضاء والإدارة التونسية. وبين مزام انه من المهم اليوم التاكيد على احترام القوانين المنظمة للحياة السياسية سيما منها مسالة التمويل حتى لا يقع المس من اهمية الانتخابات القادمة والاعتماد على المال السياسي الذي من شانه أن يساهم في تزوير ارادة الشعب والتاثير على سيرورة الانتخابات وبالتالي تعويض تزوير صناديق الاقتراع من قبل الإدارة بالمال السياسي الذي ينشط بشكل مكثف.
انتخابات التاسيسي.. والتمويل
في معرض حديثه اقترح الناطق الرسمي باسم الحزب حمة الهمامي أن يكون الفائز بانتخابات التأسيسي متطوعا لخدمة البلاد وذلك قصد القطع مع الأساليب القديمة التي يعتمدها بن علي مع إمكانية حصول عضو المجلس على معلوم التنقل والإقامة لا غير. واضاف الهمامي أن ما دعا له حزب العمال بتاجيل موعد انتخابات المجلس التاسيسي يندرج في اطار الحرص على أن يتمتع كل حزب في التعريف بذاته اولا وضبط الاطر الملائمة لانتخابات تعددية حقيقية وشفافة لاول مرة في البلاد ثانيا. واعتبر الهمامي أن دعوته تلك انطلقت من خلال دراسة موضوعية ومقارنة علمية بالتجارب الديمقراطية الاخرى ولم تكن من باب المزايدة السياسية او المصلحة الحزبية الضيقة كما روجت عدة جهات. وحول مسالة التمويل دعا الهمامي إلى ضرورة ضبط مدونة سلوك يلتزم من خلالها الاحزاب باحترام كل الشروط ما قبل الانتخابات كالحملة الانتخابية وتمويل الاحزاب.
محاكمة بن علي.. التطبيع
ولم يخف حزب العمال موقفه من محاكمة الرئيس المخلوع التي جرت اول امس حيث اعتبر ناطقه الرسمي حمة الهمامي انه يخشى أن تكون المحاكمة مجرد مسرحية لامتصاص غضب الشارع التونسي معتبرا أن من بين القضاة من كان ضمن قضاة بن علي , طالبا بمزيد من الضغوطات على النظام السعودي لجلب بن علي. وفيما يتعلق بقضية التطبيع قال الهمامي أن من الاشياء التي اضرت البلاد في فترة حكم بن علي هي " التطبيع مع الكيان الصهيوني لذلك نعتبر أن الثورة رفعت شعار الكرامة الذي نرى فيه من الضروري تجريم التطبيع والتنصيص عليه من خلال الدستور.
جبهة 14 جانفي.. القطب الحداثي
اكد الهمامي أن الحزب مع العمل الجبهوي شرط أن يستند إلى قاعدة عمل مشترك تقوم على احترام اهداف الثورة. وبين الهمامي أن جبهة 14 جانفي شهدت تراجعا مذهلا نتيجة التحاق بعض الاطراف المكونة للجبهة بالهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة موضحا أن الحزب يعمل على اعادة احياء وتنشيط الجبهة من جديد. اما بخصوص القطب الحداثي فقد اعتبر المتحدث أن الحزب اوقف النقاش مع الاطراف المكونة له ومن الصعب الالتحاق به على ارضية فيها من المبادئ العامة غير المرتبطة بواقع الحياة اليومية للتونسيين كما لم يتحرج الهمامي بالقول "نحن لا نشارك في جبهة كردة فعل سياسية على حزب آخر".