مع الانتهاء من صياغة الدّستور ومن ثمّ اقتراب موعد الانتخابات تتعرّض حركة النّهضة الى قصف مركّز من جميع خصومها...ومن نيران صديقة لا تقّل شراسة. الكلّ يرمي بقوس واحدة لخلخلة البناء من الدّاخل بعد تحقّق الجميع من استحالة ذلك من الخارج.لم تنفع الحملات الاعلاميّة المتتالية تحت عناوين شتّى ولذا كشّر القريب (أو من نظنّه كذلك) والبعيد عن أنيابهم. الانتخابات تلوح في الأفق ولو من بعيد والكلّ يعلم أنّ نتائجها محسومة سلفا لحركة النّهضة ولا بدّ ممّا ليس منه بدّ: استعمال كلّ الأسلحة دفعة واحدة لضرب تحصينات النّهضة ومن بعد خلخلة صفوفها...النّهضة الموحّدة لا قبل لهم بها فرادى أو مجتمعين وهم لن يدخلوا قصر الحكومة حتّى تخرج منه النّهضة. المرحلة شديدة الحساسيّة ولا بدّ من حنكة بالغة لادارة المعركة دون التورّط فيما قد يلهينا عن الهدف الأساسي المرحلي: الوصول بتونس الى شاطئ الامان بتمرير الدّستور عبر المجلس التأسيسي أو عبر الاستفتاء وإجراء الانتخابات في أحسن الظروف السياسية والأمنية. الشيخ راشد الغنّوشي هدف في حدّ ذاته من جميع الخصوم في الدّاخل والخارج...هدف سياسي وأمني في ان ولذا لا بدّ من جعله فوق جميع التّجاذبات وبمأمن من كلّ سوء. ووحدة الحركة خطّ أحمر قد يكتوي الجميع بنيرانه ان تمّ التغافل عنه لحظة واحدة. والأسلم تقويس الظّهر وترك العاصفة تمرّ دون الخوض في الرّدود والرّدود المعاكسة فالصّمت دائما حكمة. أمّا من يسمّون أنفسهم معارضة فليعلموا أنّ مسلكهم يهدّد مستقبل تونس برمّته وأنّ انتكاساتهم المتتالية أصبحت وراثية مثل الأمراض الجينية ولا شفاء منها.ونحن نعذرهم دائما في سعيهم الدّؤوب عمّا يهدّأ من روعهم ويصبّرهم الى حين الهزيمة القادمة التي لا ريب فيها. تونس في 09 جوان 2013