قتل خمسة أشخاص وأصيب آخرون في اشتباكات متفرقة بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ومجهولين، في عدة ميادين بالقاهرة فضلا عن مدن أخرى بالمحافظات المختلفة. وبينما تحدثت وكالة الأنباء الفرنسية عن أربعة قتلى في القاهرة، نقلت وكالة الأناضول عن مصدر طبي بوزارة الصحة أن خمسة قتلى سقطوا في اشتباكات وقعت شرقي العاصمة عند محيط وزارة الدفاع وقصر الاتحادية وميدان رابعة العدوية، حيث توفي اثنان منهم على الفور ثم توفي ثلاثة آخرون متأثرين بإصابتهم بعد نقلهم إلى مستشفى منشية البكري. وفي وقت سابق كان شخص آخر قد لقي مصرعه في وسط القاهرة إثر اشتباكات وقعت عندما حاول الأمن رفقة مجهولين التصدي لمظاهرات معارضي الانقلاب الذين حاولوا الوصول إلى ميدان التحرير، كما أكدت وكالة رويترز أن آليات عسكرية أطلقت الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين. كما ذكر مصدر طبي، وفقاُ لموقع "الجزيرة نت" أن قتيلا سقط في السويس أثناء تظاهرات نظمها المعارضون للانقلاب المؤيدون لمرسي والمتمسكون بشرعيته. وعلى صعيد الإصابات، جرح 18 شخصا، منهم ثمانية في القاهرة يتلقون العلاج حاليا بمستشفى قصر العيني، حسبما ذكر مصدر طبي أوضح أن الإصابات تنوعت بين "طلقات خرطوش وجروح وكدمات". في السياق اعتقلت قوات الأمن العشرات من معارضي الانقلاب في محيط ميدان التحرير بينهم المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة أحمد سبيع. وعمّت المظاهرات أرجاء القاهرة ومختلف المحافظات تلبية لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية للتظاهر فيما بدا أنه إعداد لدعوة الاحتشاد يوم الأحد في الذكرى الأربعين لانتصارات أكتوبر. وقال شاهد عيان ل"رويترز" إن عربة تابعة للجيش المصري أطلقت أعيرة نارية حية باتجاه أنصار جماعة الإخوان المسلمين الذين أبعدتهم قوات الأمن عن ميدان التحرير في القاهرة. وشارك عشرات الآلاف في مسيرات يوم الجمعة باتجاه موقع اعتصام سابق فضته قوات الأمن بالقوة في أغسطس الماضي في منطقة رابعة العدوية بحي مدينة نصر في شمال شرق القاهرة. لكن بحلول العصر كان المحتجون قد تراجعوا عن المنطقة. وحاول أنصار جماعة الإخوان المسلمين الوصول إلى قصر الرئاسة لكن قوات الشرطة صدتهم. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن المحتجين فشلوا في الوصول إلى وزارة الدفاع ودار الحرس الجمهوري. كما دارت اشتباكات في مدينة الاسكندرية وفي مدينتين أخريين في دلتا النيل. وذكرت الوكالة أن الجيش أطلق أعيرة تحذيرية وقنابل مسيلة للدموع لمنع مؤيدي الإخوان من عبور طريق علوي يؤدي إلى ميدان التحرير. وفازت جماعة الإخوان بجميع الانتخابات التي أجريت بعد الإطاحة بحسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011. وتعاني مصر من اضطراب سياسي واقتصادي منذ أن عزل الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة مرسي أول رئيس منتخب بشكل حر في البلاد في الثالث من يوليو إثر احتجاجات. وكانت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون قد أجرت محادثات في القاهرة يوم الخميس مع مسؤولين كبار بالحكومة ومع السيسي واثنين من مسؤولي جماعة الإخوان وحثت الطرفين على السير في طريق المصالحة. ولم تظهر أي دلائل تشير إلى استعداد أي طرف لتلبية دعوتها. وأثرت التوترات السياسية بقوة على الاستثمارات والسياحة وزادت الهجمات في شبه جزيرة سيناء بشدة منذ عزل مرسي وتشهد المنطقة عمليات شبه يومية تستهدف الجيش والشرطة. وذكرت مصادر أمنية أن مسلحين ملثمين قتلوا جنديين بإطلاق أعيرة نارية عليهما من سيارة مارة على طريق قرب مدينة الإسماعيلية المطلة على قناة السويس صباح الجمعة. وتقع المدينة على حدود شبه جزيرة سيناء. وأعلنت جماعة مقرها سيناء مسؤوليتها عن محاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية في تفجير شهدته القاهرة الشهر الماضي. وهددت جماعة سلفية جهادية يوم الجمعة باستهداف أي زعيم قبلي يتعاون مع السلطات المصرية.