قناة نسمة الصهيونية حاملة لواء الثورة المضادة بامتياز و صدى الدولة النوفمبرية العميقة تمرّ الى اقصى سرعة ممكنة ل"مكينتها" البنفسجية الصدئة من اجل دقّ طبول الفتنة الكبرى ؛ فبعد البروموهات التحريضية الوضيعة التي تذاع منذ البارحة بمعدل اربع مرات في الساعة الواحدة هاهي تستغل اليوم وقت ذروة المشاهدة التلفزية لتحرم عددا كبيرا من عذراوات و امهات تونس من متابعة مسلسلهنّ اليومي المفضّل " حريم السلطان ... " و تنغصّ سهرتهنّ بعد مشاق يوم طويل ، فلا " حرملك " و لا " هيام " و لا " بالي بيك " .... و لا دراما تركيّة تبكي بعضهنّ و تسافر بعقول بعض اخر الى أروقة و جنان سرايا اسطنبول الساحرة ، لكن في الاخير تروّح عنهنّ رغم ما تحمله في طياتها من تزييف جليّ لتاريخ حضارة عريقة و حصرها في شهوات جنسية لسلطان شهد العالم بمشرقه و مغربه لعدله و حكمته و لقّبه بالقانوني . انها التاسعة مساء بتوقيت تونس الثورة التي لم تؤمن بها إدارة قناة النقمة و لو لوهلة واحدة و اصطفت في طابور الردة منذ الايام الاولى لاندلاعها و واصلت نهجها بلا هوادة من اجل تشويهها و اجهاضها و توجيه الراي العام نحو كره ثورته الوليدة و البكاء ندما و حسرة على ايام والدهم الحنون كما يحلو لباعث القناة تسميته ؛ احتلت الوجوه المكفهرّة و العيون الحاقدة و الالسن السليطة محل ّ الطلعة البهيّة لجواري الحرملك و مزّق سكون الاجواء الرومنسية للعصر الذهبي الجميل صخب حوارات الاتّجاه الواحد او بالأحرى مسرحيات الفولكلور التجمعي الانتهازي و بقايا يسار الكافيار في شكل كوكتال هجين نتن تحت عنوان ثورة مضادة الان و حرب على السلطة مؤجلة التنفيذ سيدفع ثمنها نفس الشعب و نفس الفئات المحرومة التي لا يجمعها ببرجوازيي الفساد و مستكرشي الأنظمة البائدة اي مشترك سوى الجنسية . قناة الطليعة في ترتيب احصاءات شركات سبر الآراء المشبوهة و قاطرة اعلام العار تضرب موعدا جديدا مع خيانة الشعب و استبلاهه و محاولة تحويل وجهته نحو الفوضى و التشويش على اول ايام انطلاق "حوار وطني" كانت هي احد أبواق الدعاية له في وقت قريب و كأنّ إدارتها تتناسى الهبة الشعبية الغاضبة و المنددة بتجرؤها على محاولة بث الفتنة و المس بمشاعر المواطنين التي خرجت منذ سنتين من الان في كل ثغر من ثغور الوطن احتجاجا على عرضها للفلم المجسّد للذات الالهيّة في وقت مدروس و ذلك قبيل موعد اول انتخابات شفافة و ديمقراطية تشهدها البلاد بعد الثورة في محاولة منها لتعكير الأجواء و التأثير سلبا على سيرها لكن هيهات ، فالسحر انقلب على الساحر و اليوم و مع تعنت إدارة هذه النقمة و عدم استخلاصها للعبر من سالف مصائبها ستجد نفسها مجددا في مواجهة شعب ابيّ لا تنطلي عليه بروباقندا التهويل و الوعويل و الكذب و التبشير بانقلاب بوليسي ويشيك قد ينقذ البلاد من براثن الارهاب و الأوبئة و الإفلاس التي تسببت فيه الثورة . لا خوف على تونس وفيها شباب امنوا بالثورة و فطنوا بألاعيب الدولة العميقة منذ البداية و سئموا من خيانة حكومة الأيادي المرتعشة للمبادئ الثورية و تفويت فرصة الضرب بقوة على ايادي العابثين في الوقت المناسب حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر و تسببت في رجوعهم للمشهد بجلباب ثورجي ؛ شباب سيثور من جديد على جميع الفصائل السياسية المتهاوية لينتصر لثورته و دماء شهدائها الطاهرة و سيلقي بأمثال نسمة بن علي و أصحابها الى مزبلة التاريخ بلا عودة . Med Zied Ben Said