صفاقس: فتح محاضر عدلية ضدّ أشخاص شاركوا في أحداث عنف بمنطقتي العامرة وجبنيانة (مصدر قضائي)    اختتام أشغال الدورة 25 للجنة العسكرية المشتركة لتونس وإيطاليا    هيئة الانتخابات:" التحديد الرسمي لموعد الانتخابات الرئاسية يكون بصدور امر لدعوة الناخبين"    جلسة عمل وزارية حول عودة التونسيين بالخارج    وزيرة الاقتصاد: الحكومة على اتم الاستعداد لمساندة ودعم قطاع صناعة مكونات الطائرات في تونس    الإقامات السياحية البديلة تمثل 9 بالمائة من معدل إختراق السوق وفق دراسة حديثة    مصر.. موقف صادم في الجامعة الأمريكية بالقاهرة    البطولة الافريقية للاندية البطلة للكرة الطائرة - مولدية بوسالم تنهزم امام الاهلي المصري 0-3 في الدور النهائي    رابطة الأبطال الافريقية - الترجي الرياضي يتحول الى بريتوريا للقاء صان داونز    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب ويطالبون بتكثيف الحملات الدعائية لاستقطاب الزوار    وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن    فيلم "إلى ابني" لظافر العابدين يتوج بجائزتين في مهرجان "هوليوود للفيلم العربي"    الاتحاد الجزائري يصدر بيانا رسميا بشأن مباراة نهضة بركان    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    الألعاب الأولمبية في باريس: برنامج ترويجي للسياحة بمناسبة المشاركة التونسية    فازا ب «الدربي وال«سكوديتو» انتر بطل مبكّرا وإنزاغي يتخطى مورينيو    المهدية .. للمُطالبة بتفعيل أمر إحداث محكمة استئناف ..المُحامون يُضربون عن العمل ويُقرّرون يوم غضب    أولا وأخيرا .. الله الله الله الله    بنزرت .. شملت مندوبية السياحة والبلديات ..استعدادات كبيرة للموسم السياحي الصيفي    فيروسات ، جوع وتصحّر .. كيف سنواجه بيئتنا «المريضة»؟    رمادة: حجز كميات من السجائر المهربة إثر كمين    نابل: السيطرة على حريق بشاحنة محملة بأطنان من مواد التنظيف    توزر.. يوم مفتوح احتفاء باليوم العالمي للكتاب    الليلة: أمطار متفرقة والحرارة تتراجع إلى 8 درجات    حنان قداس.. قرار منع التداول الإعلامي في قضية التآمر مازال ساريا    التضامن.. الإحتفاظ بشخص من أجل " خيانة مؤتمن "    النادي الصفاقسي : تربّص تحضيري بالحمامات استعدادا للقاء الترجّي الرياضي    أي تداعيات لاستقالة المبعوث الأممي على المشهد الليبي ؟    إكتشاف مُرعب.. بكتيريا جديدة قادرة على محو البشرية جمعاء!    ليبيا: ضبط 4 أشخاص حاولوا التسلل إلى تونس    عاجل/ إنتشال 7 جثث من شواطئ مختلفة في قابس    عاجل/ تلميذ يعتدي على زميلته بآلة حادة داخل القسم    يراكم السموم ويؤثر على القلب: تحذيرات من الباراسيتامول    طبرقة: فلاحو المنطقة السقوية طبرقة يوجهون نداء استغاثة    عاجل : الإفراج عن لاعب الاتحاد الرياضي المنستيري لكرة القدم عامر بلغيث    سيدي بوزيد: وفاة شخص واصابة 8 أشخاص في حادثي مرور    إنطلاق فعاليات الاجتماع ال4 لوزراء الشباب والرياضة لتجمع دول الساحل والصحراء    طلاق بالتراضي بين النادي الصفاقسي واللاعب الايفواري ستيفان قانالي    عاجل : مبروك كرشيد يخرج بهذا التصريح بعد مغادرته تونس    الجامعة تنجح في تأهيل لاعبة مزدوجة الجنسية لتقمص زي المنتخب الوطني لكرة اليد    جربة: إحتراق ''حافلة'' تابعة لجمعية لينا بن مهنّى    جندوبة: السيطرة على إصابات بمرض الجرب في صفوف تلاميذ    وزير الدفاع الايطالي في تونس    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    جرايات في حدود 950 مليون دينار تُصرف شهريا.. مدير الضمان الإجتماعي يوضح    تونس : 94 سائحًا أمريكيًّا وبريطانيًّا يصلون الى ميناء سوسة اليوم    المرصد التونسي للمناخ يكشف تفاصيل التقلّبات الجوّية    بعد الاعتزال : لطفي العبدلي يعلن عودته لمهرجان قرطاج    نابل: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه    بسبب فضيحة جنسية: استقالة هذا الاعلامي المشهور..!!    فظيع/ جريمة قتل تلميذ على يد زميله: تفاصيل ومعطيات صادمة..    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس..    عاجل : وفيات في سقوط طائرتي هليكوبتر للبحرية الماليزية    جمعية منتجي بيض الاستهلاك تحذّر من بيض مهرّب قد يحمل انفلونزا الطيور    حادثة سقوط السور في القيروان: هذا ما قرره القضاء في حق المقاول والمهندس    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفجرنيوز تحاور د. المقرئ الإدريسي أبو زيد : حاوره : الحبيب لعماري

الشهر القادم ربما يشهد ميلاد شكل متطور للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
لا مخرج للفلسطينيين إلا بمصالحة فيما بينهم ولكن مشكلة فلسطين وغزة أنها كما يقول الإخوان المصريون محلك سر
الفصل بين الدين والسياسة نرفضه اما التمييز بينهما فنحن ندع إليه
الأنظمة مصممة على التشبث بالكرسي والاستمرار في الانبطاح
لا أتمنى عودة امثال بوش المتخلف والديني الظلامي واليميني المتطرف
حاوره :الحبيب لعماري
نبذة عن د. المقرئ الإدريسي أبو زيد : هو من مواليد 19 سبتمبر 1960 بمراكش.
حاصل على الإجازة في الأدب العربي سنة 1982، ثم دبلوم الدراسات العليا في اللسانيات سنة 1987.
أستاذ جامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية
عضو الفريق النيابي للعدالة والتنمية للولايتين التشريعيتين 1997-2002 و2002-2007.
عضو منتخب في البرلمان المغربي إلى سنة 2012
عضو مجموعات الصداقة البرلمانية: (لبنان، باكستان، إيران "الرئاسة")
أمين مال ائتلاف الخير فرع المغرب.
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
عضو المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي بالخرطوم.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الفكرية والسياسية داخل المغرب وخارجه
في ما يلي نص الحوار
# اسمح لي فضيلة الشيخ أن أبدأ من الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بصفتكم عضو فيه. ما هو تقييمكم لأدائه وهل من سبل عملية لتطويره أم أن عمله ينحصر في المتابعة وإصدار البيانات ؟
بسم الله الرحمان الرحيم اشكركم على هذه الفرصة التي أتحتم لي
إتحاد علماء المسلمين فكرة عظيمة كان ورائها رجل عظيم هو الشيخ يوسف القرضاوي، إشتغل عليها دهرا الى ان أنجزت بطموح كبير وبجهد كبير، ولكن للاسف الشديد لم تمض هذه الفكرة الى مداها والسبب في كونها ارتبطت بشخص الشيخ فهو اذا تفرغ أو تحسنت حالته الصحية أو وجد فرصة لتقوية هذا العمل ودعمه فإن الاتحاد يمضي وإذا مرض الشيخ او انشغل أو توقف فان الاتحاد يتوقف وأظن بأن فكرة الاتحاد ومبدأ قيامه شيء مهم جدا ومكسب عظيم لم يقع أظن في تاريخ المسلمين هيئة جامعة لكل علماء المسلمين ولها صفة الفاعلية و الاستقلالية والاعتدال والشمولية ومناقشة القضاية الشرعية والسياسية ومخاطبة الجماهير عبر الوسائل المفتوحة ومنها القنوات الفضائية، لكن هذه الفكرة العظيمة بهذا الوجه العظيم تحتاج الى تفعيل والى تطوير، وقد طرح بعض الشباب في الاتحاد منذ مدة مقترحات عملية لتطوير الاتحاد وتفعيله وذلك بفتح فروع له وتفويض هذه الفروع بالعمل وعدم مركزة العمل بيد مجموعة قليلة تجتمع لماما وتباعد بينها شقة الاقامة وهي مشغولة في الغالب باشغال عديدة، وربما يشهد الشهر القادم ميلاد شكل متطور لهذا الاتحاد يسر ان شاء الله الناظرين
# من واقع تجربتكم وزياراتكم المتكررة لأوروبا ما هي أولويات الأسرة المسلمة فيها ؟
أنا أبدأ من المأساة في هولندا منذ حوالي عشر سنوات استطاعت جهات معادية للإسلام وللأسرة المسلمة ان تنفذ الى داخل الاسرة المسلمة من خطأ المسلمين من ثقوب المسلمين من حالات العنف وسوء المعاملة التي وقع فيها بعض الجهال تجاه زوجاتهم، فاختطفت الزوجة والأولاد باسم الرعاية وحقوق الإنسان، وحقوق المرآة، وحقوق الطفل، وأخذوا الى حيث لا يعلم الرجل بموجب القوانين الجائرة التي تطبق بشكل قصري انتقائي على المسلمين، وهناك اخذ معول التنصير ومعول الإفساد طريقه اليهم. ولكن الاصل في هذه المؤامرة اننا نحن من افسح المجال لها نظرا للامية وللجهل والبداوة والتخلف والعقلية الذكورية التي عند كثير من الأزواج فالخطر على الاسرة المسلمة هو من الداخل أما ما يترصدها من الخارج فهو لن يجد طريقه اليها الا اذا وجد ثقوبا يتسرب منها اليها كالنمل كما قال نزار قباني
لم ينتصر العدو على جيوشنا ولكنه تسرب كالنمل من ثقوبنا
فالاسرة المسلمة أمام تحدي التماسك وأمام تحدي الاستقرار وأمام تحدي التعاون وهذا يشترط فيه تحقيق شروط الكفاءة وشروط التفاهم والتأهيل المسبق لهذه الاسرة
وعندما يتحقق شرط التماسك وشرط السكن والمودة والرحمة ينشأ الاولاد في ظل جو ملائم وتعجز كل الأخطاء التي تحدق بالاسرة المسلمة عن الدخول اليها وانذاك تنتقل الأسرة من مجرد الحفاظ على كيانها الى تفعيل وجودها في الواقع والتمكين لهذا الوجود والقيام على الاستمرا بالاسلام وعلى التعريف بالاسلام و لهذا اظن بان العمل الاسلامي في اروبا مراكز وجمعيات ومساجد ومؤسسات ومدارس ينبغي ان يركز على حماية الاسرة وعلى تطويرها والنصيحة، النصيحة لهؤلاء الشباب الصاعدين من الثاني والثالث الذين هم على ابواب الزواج أن يأخذ بايديهم وان يأطروا وان يكوّنوا وان يدرّبوا قبل ان يخوضوا غمار الحياة الزوجية في مجتمع هو مجتمع غربة ومجتمع تمزق في الهوية والتباس في الهوية، مجتمع تحديات اكثر من التحديات الموجودة في وجه الاسرة المسلمة في بلاد المسلمين
# ما هي برأيك نقاط الالتقاء والاختلاف لمفهوم الحرية من وجهة النظر القرآنية مع مفهومها من وجهة نظر المرجعيات الوضعية الأخرى؟
قد تتطابق كثير من مفرداة الحرية بين المرجعيتين كالحرية في التعبير، والحرية في المشاركة، والحرية في الاعتقاد، والحرية في الفهم، والحرية في الحركة والتنقل، والحرية في الكسب والاختصاص، والحريات العامة في الاسلام قد لا تختلف مفرداتها ظاهريا الا قليلا مع مفردات الحرية الغربية لكن في العمق الفلسفي هناك خلاف يصل الى حد التناقض المطلق، فمفهوم الحركة الحضارية عند الغرب قائم على حرية التمتع في حين مفهوم الحركة الحضارية في الاسلام قائم على حرية الالتزام، وفرق كبير بين انسان حر يلتزم طواعية بمبادئ الدين وبين انسان حر يتيح المجال لرغباته ونزواته وطموحاته وغرائزه وشهواته تقديرا لما يراه حرية وحرصا على صون هذه الحرية منذ توماس هو بز، الذي عاش في القرن السادس عشر مع مبدأ الحق الطبيعي، تفجرت هذه النزعة الفردية الانانية المتمركزة حول الذات والمتفلّة بالحرية عن ضوابط الوحي والتي ترى ان الانسان ليس كائن اجتماعيا بطبعه وانما هو كائن مقاتل أي كائن غير اجتماعي يقاتل دون حريته وحريات الاخرين وإنما يأتي القانون لينظم هذا التدافع السلبي وهذا التنافس الذي هو اقرب الى قانون الغاب ومن هنا جاءت الداروينية من نظرية الحق الطبيعي وجاءت كثير من نظريات الابادة كالنازية والصهيونية وغيرها من هذا الحق الطبيعي. في الاسلام هناك حرية هي حرية الالتزام بدين الله، هي حرية الالتزام بثوابت الفطرة هي حرية الالتزام بالاستجابة للغرائز في اطار ان لا تدمر هذه الغرائز الفرد والمجتمع وإذا أخذنا مثالا على ذلك، مفهوم الحجاب أواللباس الشرعي فما نراه نحن تحريرا للمرأة المسلمة من جسدها وتحريرا لها من نظراة الغريزة المتفلّة، وتحريرا لها من قيود البقاء في البيت. فالحجاب إذن لها بالخروج كما يقول الاستاذ راشد الغنوشي. ما نراه نحن بالحجاب حرية يراه الآخرون كبت لهذا الجسد وقمع له وتغطية له ومنع من ابراز مفاتنه لان المرأة في التصور الغربي انما تنطلق بحريتها الى حدود كشف جسدها والتمتع بهذا الكشف وتحقيق ذاتها من خلال الكشف فحين لا تحقق المسلمة ذاتها الا من خلال تغطية البعد الجنسي فيها لكي ينطلق العقل وينطلق الفكر وينطلق الانسان عوض ان يطفوا الجسد كالجثة الميتة فوق السطح فمفهوم الحرية وفي هذا الاطار أنا احيل على كتاب محمد خاتمي، الرئيس الإيراني السابق، (بين الموج المشهد الثقافي في ايران مخاوف وأمال ) وهو كتاب في الفصل الاول في نظرته الفلسفية العميقة، عمق الفرق بين مفهوم الحرية ومفهوم الالتزام، وقال ان التحدي للاسلام اليوم هو ان الغرب يطرح امامك معنى للحرية مرتبطا بالمتعة، فأنت لا تستطيع ان تبني انسانا محصنا في وجه هذا، والمغريات في الصف الاخر ومغريات عالية كيف تنشئ إنسانا وتحصنه في وجه هذه المغريات ومن هنا جاء بثقافة التحصين كمقابل ثقافة المنع وكانت ثقافة المنع فاشلة وثقافة التحصين التي يمكن ان تبني انسانا حرا ولكن حرا من شهواته وليس حرا بشهواته .
# التأزم الطائفي تحول إلى خطر داهم يهدد أمن واستقرار العالم العربي ويشوش على أداء الحركات الإسلامية كيف ترون التعامل معه؟
الطائفية خطر ماحق وان كانت داءا قديما في نفس الوقت، لكننا كنا كمسلمين لما كنا في موقع السيادة والريادة والقوة ولا يوجد خطر علينا من الخارج نعالج هذا الداء الطائفي في ما بيننا وان تفاقم تدافعنا السلبي في ما بيننا فالامر يبقي في حدود السيطرة عليه لكن لما دخل عنصر الآخر، وعنصر القوة الغربية المركزية وضعفنا أصبحت الطائفية ورقة في يد الاستعمار والصهيونية والطغيان الأمريكي في البيت الأبيض وغيرهم من المتربصين بنا لكي يزيدوننا تمزيقا. الآن من يراهن على صراع شيعي سني هم امريكا، من يسعى الى عزل ايران وضرب السعودية هو الذي يريد ان يلعب ورقة الطائفية. ورقة الطائفية لعبت في العراق بشكل قذر، ولعبت في لبنان بشكل قذر، وتهدد أي وحدة او أي مشروع وحدوي وتجعل من المستحيل اليوم ان نقفز على هذه الجراح بسبب هذه العقلية الطائفية المتخلفة لا خلاص من هذا الا بوعي ديني ووعي سياسي:
الوعي الديني بان نتذكر بأننا مسلمين وأنّ ابراهيم سمانا مسلمين ولا يوجد في القران لا شيعي ولا سني ولا إباضي، والمذاهب ايضا والتي يحولها البعض أيضا الى عنصرية طائفية هذه المذاهب هي اجتهادات فقهية فرقت أصحاب الطائفة الواحدة الى عناصر متنافسة أحيانا ومنغلقة وايضا من حاول ان يثير قضية التعدد الديني خارج الاسلام داخل المجتمع الاسلامي بأن يثير قضية النصارى مثلا في الشرق او يثير قضية النصارى في لبنان ينبغى ان نتذكر اننا مسلمون اولا، ثانيا ان غير المسلمين يعيشون في مجتمعنا بشكل طبيعي وانهم وان لم يكون من ابناء الملة فانهم من ابناء الامة وانهم داخلون في مفهوم المواطنة الاسلامية المتسعة والرحبة اذا ارتقينا الى الانتماء الى الاسلام، اذا تجنبنا هذه الانتماءات البغيضة. هذا الامر يحتاج الى معالجة تربوية، يحتاج الى معالجة في التعليم، يحتاج الى معالجة في المناهج التدريسية، يحتاج الى معالجة في الخطاب الاعلامي، الى معالجة في عقل الدعاة والمحاضرين، يحتاج الي ضبط صارم لخطاب القنوات الفضائية، يحتاج الى حالة من الحذر والتجند، نصبح عليها جميعا لكي لا نزيد من صب الزيت على النار. ما لم نفعل هذا سوف نستمر في اعادة النماذج القديمة والرؤية المتخلفة وبالتالي نمكن العدو من أوراق أخرى يدمر بها وجودنا. باكستان الان مهددة بالانفجار ما بين الشيعة والسنة، أفغانستان تتمزق بصراع شيعي سني قد يغطي الان صراع أمريكي إسلامي لكن هو قابل للانفجار وسيكون ورقة في يد الغرب اذا انهزم في أفغانستان. في كثير من بلاد المسلمين هذا النفس الطائفي سواء الديني او المذهبي او الأيدلوجي يمثل خطرا على المسلمين رغم ان الاختلاف يمكن ان يتحول الى عنصر غِنى، وعنصر ثراء، وعنصر خصب، وعنصر تنوع، والله عز وجل خلقنا مختلفين وجعل الاختلاف سنة وجعله اية وقال: "ولذلك خلقهم" جعل خلق الكون في غاية من غاياته ان يكون مختلفا، وتبين ان هذا الاختلاف هو من آيات الله فنحن يمكن ان نفعّل الاختلاف في الاتجاه الايجابي تنوعا وخصبا وثراء، ولكن المتخلف دائما يدخل على أمور ايجابية فيحولها الى مصائب والى وكوارث. ورحم الله جودت السعيد حيا وميتا كان دائما يقول ان الانسان متخلف كان يخاف من الصواعق الكهربائية التى كانت تحرقه وتقتله اما الانسان المتقدم فاستفاد من هذه الطاقة الكهربائية وحولها الى قوة، وحولها الى سعادة ورفاهية، وحولها الى وسائل عمل عند الانسان، فإذا ارتقينا الى إسلامنا، اذا رتبنا اولوياتنا، اذا نظرنا الى ما يجمعنا، وهو اهم مما يفرقنا، اذا وضعنا اختلافاتنا العقدية والفكرية والنفسية والتارخية في موضعها الطبيعي وتقدمنا الى الامام، اذا نظرنا الى اننا امة لها قبلة واحدة، لها رب واحد، لها كتاب واحد، لها نبي واحد.
اركان الخمس مجمع عليها، ثوابت العقيدة والشريعة والأخلاق والمبادئ العامة موحدة، فما دون ذلك يهون وبالتالي نستطيع ان نصرفه في مصرفه الطبيعي وهو الاختلاف الذي هو سنة يمكن ان يصبح ثراء وليس شقاقا .
# كيف تقيم لنا علاقة الحركة الإسلامية مع باقي مكونات الحالة السياسية في المغرب؟
قبل ظهور حزب العدالة والتنمية كان هناك حالة انفصال مطلق ما بين الاحزاب السياسية والنقابات والجمعيات السياسية من جهة والحركات الاسلامية بحيث كانت الحركات الاسلامية ماضية في عملها، وهذه المكونات ماضية في عملها، ولم تكن الحركة الاسلامية تؤمن بالمشاركة السياسية وبالتالي لم يقع أي احتكاك ولا أي اصطدام ولا أي تداخل او تقاطع معها وعشنا حالة غريبة جدا طيلة نصف قرن بحيث للاحزاب وللنقابات والجمعيات السياسية عالمها الحقوقي وعالمها النضالي وعالمها السياسي والتشريعي والانتخابي الذي تخوض فيه، وللحركة الاسلامية عالمها التربوي والدعوي والاحتكاك الفردي والجمعيات الثقافية والمجتمع المدني، ولم يقع أي تشابك الا على مستوى بعض القضايا التي تفجرت في الأعلام وابدى الإسلاميون فيها رأيا وابدت بعض الاحزاب الراديكالية اليسارية المتطرفة اديلوجيا فيها رأيا، لكن لما دخل على الخط العمل السياسي الاسلامي وظهر حزب العدالة والتنمية ثم ظهرت أحزاب أخرى بعضها منع، بعضها موجود لكنه ضعيف كحزب النهضة والفضيلة كحزب الحركة من اجل الامة، كحزب الدليل الحضاري، عندما ظهرت العدالة والتنمية ثم تبعتها هذه الاحزاب اصبح هناك نوع من التشابك الموضوعي والطبيعي ما بين الحركات الاسلامية كحاملة لمشروع ديني اصبح مسيسا وبين احزاب تقليدية في إسلامها تشتغل بالسياسة وتسطدم برؤى جديدة عليها تنطلق من مرجعية الاسلام وهذا الان يتمثل في التقاطب الحاد أديلوجيا بين حزب الاتحاد الاشتراكي كرأس للأسرة الاشتراكية وبين الاحزاب الوسطية التي تسمى القطب اللبرالي وتتبنى المرجعية اللبرالية، وتقول انها لبرالية متضامنة أي لبرالية غير متوحشة وبين المرجعية الاسلامية التي يقودها حزب العدالة والتنمية وبقية الاحزاب والتى تنطلق من ضرورة تفعيل هذه المرجعية وارجاع للعلماء دورهم، وارجاع التشريع الاسلامي ودوره، ومحاربة بعض المظاهر المخالفة الصريحة للدين والسماح للبنوك الاسلامية وتجارب اسلامية في الاستثمار وفي السياحة وغيرها، والانتقال الى طرح البدائل عوض انتقاد الوضع التبعي فالان هناك حالة احتكاك مثلا جعلت المعارضة غير منسجمة في وجه الحكومة وجعلتها ضعيفة بسبب أن الحركة الاسلامية الان في المعارضة السياسية واحزاب اخرى ذات مرجعية لبرالية أو يسارية في المعارضة عجزت ان تتحالف في وجه الأغلبية الحكومية وتسقط بعض القرارات أو حتى تسقط الحكومة نفسها عن طريق طرح الثقة رغم انها في صف المعارضة وتوحدها بعض المواقف من اختيارات الحكومة الا انها ليست منسجمة ايديولوجيا، لم ننجح بعد ان نحيد المرجعية وان نتكلم في قضايا التدبير اليومي ونتوافق على امور عملية براغماتكية نتقدم بها الى الأمام من اجل إسقاط بعض المشاريع الحكومية التي ليست ذات طابع اجتماعي او ليست ذات طابع شعبي أو مملات من الخارج او ليس فيها ابداع او فيها حيف من الناحية التنفيذية على المواطن المغربي للأسف الشديد .
# برأيكم، هل الحركات والأحزاب الإسلامية اليومَ مُؤَهَّلَةٌ للقيادة السياسية في بلدانها ؟
نقول بكل صدق ان الحركات الاسلامية لا تكسب من الخبرة ولا من الوسائل ولا من الإمكانيات ما يأهلها لقيادة العالم الاسلامي، ولكن هذه الحركات بدون تحيز أعمى وبدون تعميم، هذه الحركات إجمالا أفضل من كل البدائل السياسية المطروحة، المطروح جماعة من الليبراليين المرتزقين، المطروح عسكر يقوم بانقلاب ويطبق الاوامر الاميركية ويتعامل مع المخابرات، المطروح أسر متهالكة وراثية سواء كانت ملكية أو كانت جمهورية أو "جملوكية"، كما سماها سعد الدين ابراهيم، اسر تحافظ على كرسيها متخلفة جبانة غارقة في الفساد والترف جاهلة بمقتضيات العمل السياسي هذه البدائل كلها شيوعيون شرسون او عسكر تنفيذيون أو أولغارشية متهالكة او ليبرالية مرتزقة، هؤلاء جميعا أسوأ بكثير وأقل خبرة من الحركة الإسلامية، فبالمقارنة الحركة الاسلامية أفضل من غيرها، لكن الحركة الاسلامية موضوعيا لا تملك الان أي مقوم من مقومات القيادة السياسية في بلداتها حتى لو استبعدنا الضغط الخارجي الذي هو جاهز للعزل وجاهز للحصار والتجويع، وما إيران ولبنان وغزة منا ببعيد ولكن اذا اردنا ان نبدا ثقافة المصالحة بين كل القوى الوطنية الجادة والفاعلة والشريفة، وهي كثيرة، وان تتعاون كل هذه القوى سواء أكانت إسلامية او غير إسلامية على عمل تشاركي تعاوني تكافئي وتالف مبادرات وجبهات ائتلافية تقود البلد في اطار من التعاون ومن روح الشورى والديموقراطية ومن التوافق في ما بينها والتراضي على هدى من الوطن والوطنية ومصلحة الوطن والوطنية آنذاك سوف تتدافع البرامج الاسلامية وغير الاسلامية في اطار حضاري وفي إطار ايجابي، وان لم يجد الإسلاميون في إطار هذه الجبهات الائتلافية المجال لتمرير كل قناعتهم سوف يمررون بعض القناعات، وان لم يستطيع من قرارات الآخرين السيئة فسوف ينقصون منها فاذا على الحركة الاسلامية ان تتواضع قليلا وفي نفس الوقت ان تعرف أنها الأفضل هذا واقع وفي نفس الوقت تسعى الى مسعى تكاملي تصالحي مع الجهات الشريفة وتستبعد فقط العملاء والمطبعين والمنبطحين والجهلة والأصفار.
أنا اختم بشبه نكتة عن قضية تاهيل الحركة الاسلامية :جاءت إحدى اكبر الصحفيات الإيطاليات الى الامام الخميني سنة 1979 أورينا فلاتش وكانت محاورة الملوك والرؤساء وسألته وهو قد وصل الى طهران لتوه سيدي الامام، سيدي الامام بنوع من الاستهزاء انت تفهم في الدين كشيخ متحفي معمم تفهم في الدين لكن هل تستطيع في زمن الذرة والوصول الى القمر ان تسير دولة تكنولوجية نفطية في اطار سياسات دولية عالمية، فقال لها وهؤلاء العسكر الجهلة الذين يقومون بانقلابات في إفريقيا هل يفهمون في الذرة القمر والصاروخ انا على الاقل افهم في الدين هؤلاء لا يفهمون لا في دين ولا في الدنيا .
# كيف ترون توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة حول فتحها الحوار مع العالم الإسلامي بدل الحرب والقوة منتقدة في ذلك تجربة بوش ؟ وهل لذلك من جدوى؟
أولا انا لا أومن بنظرية المؤامرة، وان كانت المؤامرات موجودة لكن عندما ترى كمسلم وقد امرنا بالظواهر والله يتولى السرائر توجه واضح جاد معقلن ولو من باب النية، ولو من باب الرغبة، ولو من باب الخطوة الرمزية في اتجاه ايجابي، فعليك ان تشجعه وان تمد اليد، واوباما كشخص كفكر كاصول افريقية و اسلامية، كثقافة ووعي وكذكاء شخص في رأيي انا مصدق في ما يقول ولكن من الناحية العملية هذه الرغبة الطيبة وهذا الوعي الذي يناقض مئة وثمانين درجة بوش المتخلف والديني الظلامي واليميني المتطرف، حيث الصقور يتحكمون، وحيث الشراسة هي اللغة اليومية، وحيث الخشونة هي ديدن التعامل مع العالم الاسلامي، وحيث الرغبة في الإهانة والإذلال والاعتماد على العنف والاحتكام على السلاح عندما يرى الانسان هذا التحضر وهذه الرقة وهذه النوايا التي قيلت لا يمكن ان نحملها على الخديعة او يحملها على محاولة امتصاص غضب المسلمين أي يحملها على محمل تكتيكي محض لأن الامر اكبر من ذلك لكن السؤال ليس هذا السؤال هل المحيط العام سيسمح لأوباما ان يمضي بعيدا في قناعته ونواياه الطيبة؟ هل ما حصل لكندي عندما اراد ان يخطو خطوة واحدة في اتجاه السلام الجاد في الشرق الاوسط بما هدد مكاسب مصالح السلاح وشركات انتاج السلاح التي رات في هذه الخطوة كسادا لتجارتها، ناهيك عن جهاة أخرى لم تكن تريد أي خطوة في طريق السلام في الشرق الاوسط، هل ستسمح لاوباما فعلا ان يسلّ فتيل الحروب؟ وان يوقف الالة العسكرية الامريكية، وان يستبدل ذلك بالحوار والاقناع والتعاون؟ اوباما مقيد مئة بالمئة في موقفه من إسرائيل وإذا كان مقيد مئة بالمئة حتى على مستوى الخطاب هو لا يستطيع ان يلين الخطاب او يزينه لنا فهو على مستوى الخطاب والممارسة ومآلات الأمور، عمليا لا فرق بينه وبين غيره رغم هذا الوعي وهذا الفهم وهذا التحضر الذي عنده اذا لم يغير موقفه من اسرائيل لن يتغير الوضع في الشرق الاوسط اذا لم يتغير الامر في الشرق الاوسط لم يتوقف التوتر في كل العالم الاسلامي واذا سوف تضطر امريكا الا ان تستعمل لغة العنف وها هو اوباما الذي بدا يجامل ويواد
ويلين الخطاب وعنده خطوات جدية في الانسحاب من العراق وخطوات جدية إغلاق غوانتنموا نفسه، الآن يخوض حرب شرسة ودموية في كل من أفغانستان وباكستان لانك لا تستطيع ان تبقي على البنية الأساسية لنمط العلاقة مع الاخر ثم تريد مع بقاء هذه البنية ان يتلطف الجو وأن تزول حدة صدامات المصالح وفي هذا الإطار نسبيا، نسبيا اوباما احسن بكثير من بوش ولا نتمنى ان يعود امثال بوش ونتمنى ان ينجح اوباما في ان يغير بعض العقليات، هو الطاقم الذي حوله، ولكن لا يمكن ان نعول على شخص الرئيس لانه ليس وحده يحكم هناك دوائر قرار، هناك بنية إستراتجية، هناك مخططات لا تتغير في أمريكا الا بعد قرن او قرنين، هناك لوبي صهيوني، هناك لوبي مسيحي، هناك لوبي يميني متوحش راديكالي رأسمالي، هناك لوبي الصناعات الحربية والثقيلة، هناك تتدافع مصالح فلا ننتظر من اوباما ان يأتيك منقذ من الضلال او كالمهدي المنتظر علينا نحن بالمقابل ان نفعل وضعنا كقيادات سياسية وكحكام كجماهير وكنخب، ان نفعل حالنا بالشكل الذي نساعد اوباما نفسه اذا عنده رغبة في ان يفعل شيء إيجابيا ولو جزئيا ان يجد من جهتنا من يسنده ومن يشجعه ومن يعطيه المعطيات الموضوعية التي يجعلها مستمسكا لكي يواجه الضغوط ويواجه اللوبيات المتغولة لحد الان من يتقن ذلك هو اسرئيل اليوم اسرائيل في الكونغرس وداخل الحكومة قررت تعيين ليبرمان باعتباره المفاوض الاستراتيجي مع امريكا، معنى هذا انها اختارت اكثر شخصية راديكالية في الحكومة الحالية، التي كلها راديكالية بالمناسبة، اكثر شخصية متطرفة، وفرضت على أمريكا ان يكون هذا هو المحاور وبالتالي لا تستطيع أمريكا ان تدخل مع علاقة مع اسرائيل الا من مدخل عقلي وقناعات وبرنامج لبرمان من عندنا بالمقابل نحن هل عندنا خطاب موحد هل عندنا مخاطب واحد هل عندنا ناطق رسمي هل فوض العرب والمسلمون لرجل بالقوة والراديكالية يكافئ ويعدل كفة لبرمان ابدا بالعكس ازددنا انبطاحا وازددنا اعتدالا والحديث الان عن مراجعة المبادرة العربية وإنقاص السقف الذي هو أصلا ناقص فيها، ولهذا لو كان اوباما واحدا منا فعلا لما وسعه الا ان يتعامل معنا من ضعفنا ويتعامل مع اسرائيل من قوتها فكيف وهو أمريكي قح يقود بلده ويراعي مصالح هذا البلد، وانما يرى الان ان طريقة بوش كادت تنعكس على امريكا بالخطأ وهو يسعى الى ان ينقذ أمريكا أصلا من أخطائها العسكرية والدبلوماسية والسياسية ومن كوارثها الاقتصادية .
# عرف عنكم دعمكم اللامحدود للقضية الفلسطينية لو كنتم في مكان الإخوة الفرقاء وبعد هذا الانسداد في أفق الحوار والحصار والإغلاق المستمر كيف ترون المخرج؟
لا مخرج للفلسطينيين إلا بمصالحة فيما بينهم ولكن مشكلة فلسطين وغزة انها كما يقول الاخوان المصريون محلك سر لان بعض الاطراف تراهن على الحل الخارجي، وتمحض ولائها للطرف الإسرائيلي والامريكي، ومشروعها صار عمليا هو مشروع الأخر لم يعد عندها مشروع مقاومة ولا مشروع تحرير ولا مشروع وطني، ربطت وجودها الشخصي الذاتي بالحماية الخارجية، وهؤلاء منصبون كأفراد اختطفوا السلطة، واختطفوا المنظمة، واختطفوا الرئاسة، واختطفوا العلاقة الدولية واحتكروها وبالتالي هؤلاء عائق حقيقي بنيوي امام أي مصالحة، لكنه مهما تناولت لهذا الطرف هو لا يملك رايه، هو لا يملك قراره بيده، هو لن يملك ان يقبل منك لكي يتفق معك الا الشروط المملات عليه، وهي شروط الانبطاح والاستسلام باسم شروط الرباعية وباسم احترام الاتفاقيات الدولية، ولهذا شخصيا أنا أرى ان الافق في فلسطين وفي غزة منسد تماما وانّ الحركة الاسلامية قد قدمت أقصى ما تستطيع من تنازل لا للسلطة ولا للحكومة المصرية التي تتحكم في ممر غزة، ولا للمجتمع الدولي الذي يعاقبها جماعيا في سجن جماعي كبير ويجوعها، أنا في رأي قدمت الحد الأقصى الذي يسعها ولا تملك ابدا ان تتنازل عن تحت الخط الاحمر والذي هو المقاومة وخيار المقاومة والتشبث بالحقوق الثابتة الكبرى للشعب الفلسطيني في حده الأدنى فالانتظار يعني هو الانفجار في المجتمع الشعبي داخل فلسطين وخارج فلسطين، الانتظار هو ان نقوم نحن بدعم إخواننا للضغط على هؤلاء الذين يردون تركيعهم باسم المصالحة الوطنية لكي يخرجوهم عن خطهم المقاوم.
لا نريد ان نحمل اخواننا الصامدين داخل غزة وداخل فلسطين اكثر مما يتحملون لقد قاوموا، لقد صبروا، لقد فاوضوا، لقد حاوروا، لقد تنازلوا، لقد بوسوا اللحى، لا أتصور بان الحل يكون بان يدخل في موجة أخرى جديدة من التنازلات، والدور علينا نحن من ينبغي ان نحرك ونحل حلا، ونفجر الوضع بحيث يتساقط هؤلاء المنهارون والمتساقطون او يستحوا عن أنفسهم ويرفعوا سقف شروطهم على أسيادهم او ينسحبوا من اللعبة كليا، وأمامنا لبنان بحكم انه بلد مفتوح وليس مغلق كغزة بحكم الدعم السوري والأيراني.
ما أريد للمقاومة في فلسطين، أريد للمقاومة في لبنان ولكن المقاومة في لبنان كسبت مقومات الصمود واستطاعت ان ترد في نهاية المطاف ذهبوا جميعا الي قطر وتصالحوا على خط توافقي ولو على مضض، ولو على دخن، ولو انه تصالح مغشوش لكن على كل حال لم يكن الثمن هو ان تتنازل المقاومة تحت الخط الاحمر الذي دونه هيمنة المشروع الإسرائيلي والسيطرة الأمريكية على المنطقة
# القدس اليوم تعاني من تهويد ربما يمثل الأخطر على هويتها العربية والإسلامية.. كيف يمكن أن نصف هذا الخطر وهل من خطوات عملية للتحرك في ذلك؟
هذا الخطر يصف نفسه ولا يحتاج منا الى أن نصفه لأن القدس الشرقية دخلت في مرحلة السقوط الحر كما يقول الفيزيائيون (le chute libre)
الان بدأ التدهور والتسارع في التدهور بموجب قانون التدافع (كرة الثلج)، وأصبحت التصفية الأن ليس بالمنزِل او المَنزِلَين، وانما بالحي والحيين، ببناء المستوطنات والأحياء، بإكمال الجدار الذي وصل181 كم، بتهديد الأساسات بوضع مواد كيماوية تتفاعل مع الصخر حتى يتفتت لحاله يوما ما سوف نستيقظ لكي يسقط المسجد الأقصى دون أن يفجره احد او يضرب بصاروخ أو أي سيناريو من سيناريوهات المتطرفين المتشددين، الخطر اليوم على القدس وعلى أهل القدس وعلى مقدسات القدس، وعلى الهوية العربية الإسلامية للقدس، خطر ماحق ومتسارع، المتصور أن تكون هبة الأنظمة التى تملك القرار وتملك السلاح، وتملك المقاطعة الاقتصادية، وتملك التأزيم السياسي والدبلوماسي المفروض، ان تكون هبتهم على الأقل كهبتهم عام حريق الأقصى سنة 1969 عندما تداعوا إلى مؤتمر الرباط وأسسوا منظمة المؤتمر الإسلامي، الحد الأدنى أن يتحركوا أن يتخذوا موقف.
أما ان نسمع تصريحا هنا، وتصريحا هناك، ثم تستمر العلاقات المصرية والأردنية والتركية وغيرها كما أن شيء لم يكن، فهذا أعظم تشجيع على تهويد القدس أما القوى الشعبية فمصيبتها أنها تتحرك وتكتب بيانات ومواثيق وتضع مشاريع، أسسنا مؤسسة القدس الدولية، ساهمنا في برنامج القدس عاصمة الثقافة العربية سنة 2009 تداعينا إلى كم من مؤتمر في اسطنبول، ومؤتمر بين أيدينا بعد أيام في اسطنبول، لكن هذه القوى المدنية ضعيفة مهمشة محاصرة نحن في عنق الزجاجة، ونحن في الحلقة المفرغة بين البيضة والدجاجة لا سبيل إلى إنقاذ القدس إلا بإسقاط هذه الأنظمة الفاسدة والدخول في صدام معها يزيد في إضعاف الوضع العربي العام وهذه الأنظمة مصممة على التشبث بالكرسي
والاستمرار في الانبطاح ونسال الله عز وجل أن يأتي بأمر من عنده حتى يصبحوا جميعا على ما أسروا في أنفسهم نادمين .
# تظهر من حين لآخر دعوات من هنا وهناك ومن داخل الصف الإسلامي تدعو إلى ضرورة الفصل بين العمل السياسي والدعوى خاصة بعد التصادم بين بعض الحركات الإسلامية والأنظمة وتعثرها في كسب الاعتراف بها كطرف سياسي موجود ومؤثر هل من تعليق على مثل هذه الدعوات؟
هذه الدعوات إذا نشأت داخليا وليس بضغط خارجي أي بضغط العلمنة وإنما داخليا في إطار المراجعات والتصحيح هذه الدعوات معقولة. لماذا؟
نحن في المغرب وصلنا الى نتيجة عملية أن العلاقة بين الديني والسياسي هي علاقة تمييز لا فصل، نحن لا نفصل الديني عن السياسي لأننا لسنا علمانيين، ولكن نحن نميز بينهما لأنه للعمل السياسي مفرداته وأدواته ومناهجه وللعمل الديني الدعوى مفرداته وأدواته ومناهجه، وإذا مارسنا السياسة بأسلوب العمل الدعوى فان من حق الآخرين أن يتهموننا بالتخليط والديماغوجية انت على المستوى الدعوى تدافع عن مبدأ البنك اللاربوي لكنك في السياسة تقدم مشروع بنك لاربوي بقوانينه وتشريعاته ومصادر تمويله وكيف يتم اندماجه في المنظومة البنكية الوطنية والعالمية ولذا نخن ميزنا الأمرين، وعلى المستوى التنظيمي عندنا الحركة الاسلامية مستقلة عن الحزب وبينهما شراكة استراتيجية بحيث تقوم الحركة بدعم الحزب في العمل التعبوي العام في الانتخابات واستفتاءات الرأي وفي المواقف الصلبة ولكن تستقل الحركة بنفسها وبإعلامها وتدافع عن الدين من حيث المبدأ ولا تدخل في صدامات مع الأحزاب في حين الحزب، وإعلام الحزب، ومواقف الحزب هي بطبيعتها سياسية صدامية وتدخل في تدافعات مع أجسام سياسية. في الواقع هذا هو الفرق الرئيسي بين الرؤيتين، رؤية الفصل ونحن نرفضها، ورؤية التمييز ونحن ندع إليها لان استمرا الخلط يخلق الخطاب المزدوج، ويخلق الارتباط، ويخلق حالات من الالتباس ما بين الانطلاق من الدين او استغلال الدين، وهنا خيط فاصل، هو رقيق جدا وشعرة ممكن في أي لحظة أن تنقطع ويجد الإسلامي نفسه يتحرك باسم الدين وهو في الحقيقة يستعمل الدين بطريقة غير صحية. أنا يحضرني هنا كلام لطيف للأستاذ عبد الفتاح مورو عندما اتهمت الحركة الإسلامية في تونس سنة 88 89 باستغلال الدين، فقال يا أسيادنا إذا دخلنا الانتخابات وقلنا صوتوا علينا لوجه الله من صوت علينا دخل الجنة ومن لم يصوت علينا دخل النار هنا نحن نستغل الدين ولكن عندما نقدم مشروع بديل، عندما نقدم اقتراحات عندما نقدم رؤية، عندما نقدم برنامج منطلق من المرجعية الإسلامية، هذا ليس استغلال للدين هذا تفعيل للدين او هذا استغلال للسياسة في الدين وليس استغلال الدين في السياسة .
فلاشات الفجر نيوز
الثقافة : يعجبني تعريف رولي ماهو مدير اليونسكو للثقافة عندما يقول الثقافة هو العلم عندما يتحول إلى سلوك اجتماعي
الصحافة : لقد أصبحت السلطة الأولى وليست السلطة الرابعة
الكتابة : الله اقسم بالقلم "نون والقلم وما يسطرون" حسب الكتابة ان تاريخ البشرية مرتبط بها فلو سحبت أرشيف الحضارة الإنسانية لانتهى الوجود البشري
المرأة:المرأة سكن الرجل، ومناط طموحه ووجوده، ومنها المبتدأ واليها المنتهى، لقد ولج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حضن امرأة ومات صلى الله عليه وسلم في حضن امرأة
الإنسان : (هنا سكت الشيخ الدكتور برهة ليختار كلماته كعادته بدقة وتأصيل وأنت تستمع إليه لا تمل أبدا ولا تشعر بالقلق أو الملل فهو كالينبوع العذب الذي يرتوي منه كل وارد ويتمنى الزيادة )
الإنسان آدمية تتركز في معاني التكريم وليست حيوانية تنغرس في حاجات الغريزة
الهجرة: الهجرة حركة إنسانية طبيعية سنة كونية لم ينجوا منها شعب ولم يستغني عنها بشر لكن قوما عادوا ثقافيا إلى أصولهم بعد ألاف السنين ولم ينجح احد غيرهم في ذلك
حقوق الإنسان : في منظومة الغرب اليوم حق يراد به باطل عندما يستعمل في العالم الإسلامي
الوحدة :حلم مؤجل دائما إلى أن تتوفر شروطه العقلية والفكرية
الإسلام : دين يشمل كل ما على هذا الوجود من خير وبر ولكن جماعة من الناس جعلوه طائفة
العروبة :مكون تاريخي بشري إذا اندرج ضمن الإسلام فهو مقبول و إذا قام كمقابل له فهو استثمار
فلسطين : الجرح النازف والحريق الملتهب والخيبة التي تضع وجوهنا في الطين، والأمل، والمستقبل ومحور الصراع بيننا وبين قوى الشر الى قيام الساعة بموجب فواتيح سورة الإسراء .
شكرا جزيلا لكم أستاذي الفاضل على تفظلكم بهذا الحوار هل من كلمة أخيرة تريدون توجيهها عبر جريدة الفجرنيوز الاليكترونية ؟
كلمة أخيرة لكل قراء هذه الجريدة الاليكترونية أن يدمنوا الحرف، فان كان في هذا الزمان من يدمن أشياء أخرى سلبية وان كان لابدّ من الإدمان، فلندمن الحرف، بدون حرف لا كرامة، لا وجود، لا مستقبل، ولا أمل.
ومرة أخرى تتقدم أسرة تحرير الفجرنيوز بجزيل الشكر والتقدير للدكتور المقرئ الإدريسي أبو زيد على رحابة صدره وتواضعه الذي ضرب به مثلا رائعا عما يجب ان يكون عليه العلماء والسياسيين الذين قل وجودهم في واقعنا المعاش ....
حاوره عن الفجرنيوز الحبيب لعماري
نشر في الفجر نيوز يوم 18 - 05 - 2009


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.