تراجعت الترويكا وتنازلت ، ثم تنازلت وازدادت تنازلا ، حتى لم يبقى شيء يُتنازل عليه غير شرف الثورة نفسها !!! يجري هذا تحت مبررات التوصل الى حل يرضي الجميع في هذا الحوار ويحفظ الوحدة الوطنية ومن باب الصدق والرغبة في ادارة تونس في هذه المرحلة الانتقالية ، ادارة تليق بكل أبنائها ودون تفرد .. لكن الطرف الاخر ( او على الاقل الطرف الفاعل فيه ) بدا لئيما ابتزازيا مدعوما على الارجح من اطراف دولية لا يقدر المصالح الوطنية ولا يعرف التوافق ولا يبدو صادقا في التسليم بخيار الشعب والصناديق ، لا في السابق ولا في المستقبل خصوصا اذا ما تمكن وفرض نفسه الان في "انقلاب أبيض" .. أمام هذا التراجع المتواصل لمن انتخبتهم الاغلبية والابتزاز اللئيم لمن لا شرعية انتخابية لهم : لا يمكن القبول أبدا بالمزيد من التنازلات وخصوصا ما يتعلق بمن سيرأس الحكومة الجديدة المؤقتة ، لا يمكن أبدا القبول بشخص له ماضي مع التجمع او المخلوع من قريب او من بعيد ، وأخص بالذكر منصور معلى ومصطفى كمال النابلي تحديدا وربما آخرون ، فهذه الاسماء التي ارتبطت بالتجمع والمخلوع لا يمكن القبول بها لا من قريب ولا من بعيد ، ولنا في مرحلة حكم السبسي عبرة ، حيث أحرق هذا الاخير الملفات وعين مئات الفلول وساهم في اخفاء الحقائق وعبث بكل الادارات وأرهق تونس في موضوع الزيادات والمنح .. الثورة ، أي ثورة ، لا تستنجد ولا تستعين أبدا بمن ثارت ضدهم ، هذه بديهيات ، ولا يجب أبدا على التونسيين القبول بشخص مثل النابلي او معلى او السبسي او كمال مرجان او غيرهم ، هذه وجوه كرهناها وأسقطناها ولا نريد لها ان تعود مجددا الى يومياتنا ومشهدنا السياسي أبدا ، ومهما كان الثمن ... تحذير من مجموعة من التونسيين في المهجر وبينهم نهضاويون كنتم معهم البارحة : يحذرون النهضة وباقي الاحزاب من مغبة القبول بمنصور معلى او مصطفى كمال النابلي لرئاسة الحكومة الجديدة ، ويقولون ان هذا خط أحمر سيؤدي الى تدمير سمعة الترويكا والنهضة تحديدا وسينتهي بعودة الفلول الى السلطة ، ولن يغفر التونسيون اي تفريط او مزيد من التنازل في هذه اللحظة التارخية المهمة .. صالح الازرق