أيها العرب في الشرق و الغرب و أينما كنتم، اسمعوا و عُوا ما سأقوله لكم،فلعلي لا ألقاكم في عامكم القادم و بعد حربكم هذه،لتبلغوا ما أريد قوله لحكامنا فتكونوا شهداء عليهم بالقسط، ويكون العالم عليكم شهيدا. أيها النّاس لو كنت حاكما عربيّا،لتخليت عن ألقابي الزائفة وهتفت بحياة أبطال المقاومة الباسلة في غزة ، ودعوت الله أن ينصرهم نصرا مبينا لا هزيمة بعده وأطلقت سراح كل المساجين و خاصة منهم مساجين الرّأي وأصدرت أوامري لكل الأئمة والصالحين من شعبي أن يصلوا على شهداء المقاومة والضحايا من المدنيين صلاة الغائب إثر كل صلاة مكتوبة. لو كنت حاكما عربيّا لأمرت بفتح كل المعابر، وأمرت شعبي باحتضان المقاومة وتوفير الغذاء والملبس والمسكن لكل اللاجئين. لو كنت واحدا من هؤلاء لعملت على طرد سفراء اسرائيل والقائمين بأعمالها من كل البلدان العربية والإسلامية تضامنا مع الشعب الفلسطيني البطل تماما كما فعل صديق الشعوب وحركات المقاومة و التحرر في العالم( هيقو شافيز) الرئيس المنتخب لفنزويلا رغم أنف الإدارة الامريكية رمز الهيمنة والوحشية . وحتى لا أطيل عليكم، لو كنت واحدا من أصحاب الجلالة أو الفخامة لزوجت بناتي الغاليات والجميلات و الحبيبات إلى قلبي والمتعلمات والعارفات بدواليب الحكم والسياسة من أبطال المقاومة،إن قبلوا مني عرضي وشرفوني بذلك، ولن يزيد ذلك بناتي إلاّ تكريما وتشريفا وأوصيت أولادي بالتوقف الفوري عن التفكير في خلافتي في الحكم ناصحا إياهم و كل أبناء شعبي أن يبايعوا هؤلاء الأبطال على السمع و الطاعة في المنشط و المكره وناديت في النّاس أن هلّموا لاجتماع جامع أعلن فيه انسحابي الفوري من الحكم وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة ليختار الشعب من هو أولى منّي بقيادة النّاس وخدمتهم. فشتان بين من قاد شعبه للنصر و العزة و الكرامة ، وبين من قاده للهزيمة و التبعية و الهوان . لو كنت واحدا من هؤلاء لتنحيت عن الحكم، ورشحت أبطال المقاومة لحكم البلاد وخدمة النّاس، فهم أولى منّي بذلك، لأنهم أكثر مني شجاعة وصمودا وإخلاصا للوطن والدّين والأمة، وهم الأقدر على مقارعة الأعداء و كل أنواع المخاطر ما ظهر منها و ما بطن والأكفأ على رفع التحديّات، كيف لا، وهم الذين مرغوا ما يسمى بأسطورة الجيش الإسرائيلي=le Sahel في التراب، وهم الذين قهروا بأرواحهم الطاهرة وإيمانهم الصادق الذي لا يتزعزع في نصر الله ترسانة الحرب المجهزة بأحدث الأسلحة وطائرات ف 16والقنابل العنقودية والفوسفورية المحرمة دوليا. لو كنت مكانهم لبعت القصور الملكية والرئاسية في البلاد وخارجها والتي لا تُحصى ولا تُعد في المزاد العلني وسلمت ثمنها و ريعها باسم الشعب لِمستحقيها من الفلسطنيين الذين يقاومون أعتى ترسانة حربية في شرقنا الإسلامي نيابة عن الأمة كلها. وكذلك أفعل بالمنتجعات الشتوية و الصيفية . ولن أنسى أيضا أن أبيع التحف النادرة، و المجوهرات والصور التذكارية وأسلم ريعها للأيتام والأرامل، فهم أولى بها من (كونزاليزا رايس). كما أني لن أنسى أن أصدر أوامري المرعية للخدم والحشم و القائمين والقائمات على خدمة أصحاب الجلالة والفخامة أن يتبرعوا بيوم عمل لأطفال فلسطين. ولن أنسى أيضا وصيفات الملكة والأميرات التبرع بيوم عمل لصالح قضية العرب الأولى ، فهن أيضا يشغلهن حال الفلسطنيين لأنهن وطنيات كسيداتهن والحمد لله على ذلك كثيرا. أصحاب الجلالة فينا والفخامة،ألا يقرءون التاريخ.؟ ألا يعرفون أن صلاح الدين وهو الكردي المملوكي ما دخل التاريخ إلاّ لأنه كان البطل المناسب لتحرير القدس الشريف من سيطرة الصليبيين الحاقدين وظلمهم و ظلماتهم، فأحبه الشعب وزوجوه أرملة الخليفة الصالح نورالدين ونصبوه عليهم حاكما لأنهم يعرفون أنّه القوي الأمين، وأنه بخلافة المسلمين جدير! فالشرعية السياسية تُكتسب اكتسابا وعلى مرأى و مسمع من النّاس أجمعين، ولا تُسرق سرقة على حين غفلة أو بهتة من أصحابها الشرعيين. ألا يعرف هؤلاء أن الإمارة أو لنقل خدمة المواطنين مسئولية وأمانة ، وهي خزي و ندامة إلا من أوتيها عن حق وأداها على أحسن وجه؟ لو يعلم هؤلاء ما ينتظرهم بسبب خياناتهم وعجزهم لبكوا كثيرا واكتفوا ببيت صغير يؤويهم بدل القصور الفاخرة،وبمركب بسيط هنيء يستعينون به على وعثاء السفر بدل الأساطيل من السيارات والطائرات الضخمة ، ولاكتفوا ببدلتين، واحدة للصيف والربيع وأخرى للشتاء و الخريف بدل مئات البدلات من الحرير الناعم . لو عرفوا ما ينتظرهم يوم لا ينفع مال و لا بنون لاكتفوا بِلُقيمات من الرزق الحلال الطيب يقمنا بها أصلابهم ،ولكنه الطغيان يُعمي البصر البصيرة. لَمّا عرفت ما ينتظر أصحاب الجلالة والفخامة ، قررت أن أنجو بجلدي قبل فوات الأوان فأفعل كل ما في وسعي لتعود الأمور إلى أهلها الشرعيين، وإذا ما استقرت لهؤلاء الأمور، وهو ما أتمناه لهم، أنصحهم أن يتحالفوا مع رئيس وزراء تركيا( طيب أردوغان) وكذلك أوصيهم أن يفعلوا مع ( هيقو شافيز) نصير حركات التحرر و المستضعفين وما يسمى بالعالم الثالث أو الرابع، من يدري؟َ! أوصيهم أن يتصلوا أيضا ب( باراك حسين أوباما ) الرئيس الأمريكي المنتخب ويحذروه من اللوبيات الصهيونية و التورط في السياسة الفاشية لأسوء رئيس عرفته الولاياتالمتحدةالأمريكية سلفه الدموي (جورج بوش).افعل كل ما في وُسعي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، ثم انقطع للعبادة الخالصة لله ، من صيام وصلاة وذكر و تسبيح واستغفار جاعلا الدّنيا وراء ظهري عسى الله ان يغفر لي ما فرطت في حق هذه الأمة وفي كرامتها. آه، لو اقتدى حكامنا ب(سوار الذهب) لخرجوا من مزبلة التاريخ ليدخلوا التاريخ من بابه الواسع فيُكتب لهم الخلود، ولكن: لقد أسمعت لو ناديت حيّا ولكن لا حياة لمن تنادي. سليم سالم الجمعة9/1/09