يزداد إهتماما معظم المسؤولين الأوروبيين والأمريكان بالنظام المصري العميل كلّما إرتكبت اللقيطة المدلّلة إسرائيل مجازرمروّعة بحق الآلاف من العرب والفلسطينيين الأبرياء العزّل. وتصبح القاهرة محط أنظار وأقدام أكثر من سياسي من الوزن الثقيل بحثا عن وسيلة مناسبة, غالباً ما يتمّ العثورعليها عند فرعون مصر حسني اللامبارك, ليس فقط لأعطاء إسرائيل كامل الحق في ما تقوم به من مجازر وجرائم لم تعرف لها البشرية مثيلا الاّ في حقبة النازية الهتلرية, بل وإلقاء كامل اللوم والمسؤولية على الضحية التي تتضرّج بدمائها, وغلق الأبواب وجميع منافذ الحياة الأخرى أمام من يستطيع النجاة بألف إعجوبة من المحرقة التي قرّرت إسرائيل إعادة إنتاجها وتطبيقها, بوسائل قتل وتدميرمتطوّرة جدا, على الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزّة. إن سياسة النظام المصري, ومنذ أن وضع يديه الأثنتين بأيدي قادة الكيان الصهيوني القتلة, لم تجلب للعرب والفلسطينيين الاّ المزيد من الهزائم والمآسي والمصائب وسلسلة طويلة من المجازر والمذابح لم يسلم منها لا بشر ولا شجر ولا حيوان ولا حجر.الى درجة أن ننظام العمالة والخيانة والغدر في مصر تخلّى بشكل نهائي وبقناعة تامة عن أي دور له في هذا العالم باستثناء دورالراعي المخلص للمصالح الاسرائيالية الصهيونية وبدون مقابل. حتى إن صفة العميل, بكل ما تعنيه من خسّة ودناءة ونذ1الة, أصبحت أقلّ ما يمكن أن يُقال بحقّه خصوصا في موقفه المخزي الذليل مما يتعرّض له أبناء غزّة من قتل وتدمير وخراب على يد أسياده الصهاينة. ولم يبقّ لدى حتى البسطاء من الناس أي شك في إن كلّ ما يقوم به النظام المصري العميل من مناورات ولقاءات وعقد صفقات علنية أو سرية هو في النهاية من أجل خدمة المصالح الاسرائيلية والدفاع المستميت عن وجهة نظرالصهاينة القتلة والترويج لشروطهم التي يريدون منها تركيع وإذلال العرب والفلسطينيين وقتل روح المقاومة والتحدي فيهم. ولهذا السبب أبدت أمريكا, سيدة الفرعون مبارك وحاميته, موافقتها على ما يُسمى بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار لأنها تتلائم تماما مع ما يريده قادة الكيان الصهيوني القتلة. كما أنها محاولة من صديق إسرائيل الحميم نيكولا ساركوزي, ومن النظام المصري أيضا, لانقاذ دولة إسرائيل العنصرية قبل أن تجد نفسها متورّطة في مستنقع غزّة وتواجه ما تواجهه أمريكا في مستنقع العراق حاليا, ويكون مصيرها فشلاعسكريا وإقتصاديا وسياسيا ذريعا. لا يمكن لفصائل المقاومة البطلة في غزة الصامدة أن توافق باي شكل من الأشكال على أية مبادرة يكون للنظام المصري العيمل اليد الطولى فيها. فهذا النظام الذي ما زال يصرّ بكل وقاحة وعنجهية وحقد على إبقاء معبر رفح مغلقا ويمنع دخول المساعدات والمؤن والوحدات الطبية وتامتوعين لأنقاذ ما يمكن إنقاذه, خشية أن تستفاد منها حركة حماس كما يزعم, لا يستحق غيرالعزل والتهميش والرجم بالأحذية إذا أمكن. فليس من الحكمة أبدا إعطاء نظام الفرعون حسني مبارك بطاقة خضراء لدخول مسرح الأحداث على أشلاء ودماء آلاف الفلسطينيين الذين يتحمّل هو القسط الأكبر, بعد دولة إسرائيل المجرمة, عن كل ما لحق بهم من مذابح ومجازر صهيونية مروّعة, سبقها طبعا حصار ظالم وجائر طبّقه النظام المصري بدقّة وباحكام أكثرممّا كانت تفعل إسرائيل نفسها. بل يجب الحذر والانتباه لما في المبادرة المصرية الفرنسية من سموم منتشره في طياتها وألغام مزروعة تحت كلّ سطر. لأن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو وضع المقاومة الفلسطينية في زاوية ضيّقة مظلمة لا يمكنها حتى التنفّس من خلالها, وإعادة الشعب الفلسطيني في غزّة الى سجنه الكبير من جديد مع بعض الرتوش والتعديلات المتعلّقة ربما بالمساعدات الانسانية وما شابهها. وستكون دولة إسرائيل العنصرية في نهاية المطاف هي الرابح الوحيد رغم كلّ ما أرتكبته من جرائم ومذابح ومجازر بحق الفلسطينيين. وبكلمات بسيطة إن فرعون مصر حسني مبارك يريد أن يحقّق لأسياده الصهيانة عن طريق مبادرته المسمومة ما عجزوا عن تحقيقه حتى الآن عبر حربهم الهمجية على ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته الصامدة.