كشف مدير مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات في تونس، عبد الجليل التميمي، عن رسالة بعث بها أستاذ فرنسي من أصل يهودي بجامعة نيس الفرنسية إلى السفير "الإسرائيلي" في باريس، وصف فيها استمرار العدوان على الفلسطينيين بأنه تكرار لسلوك الزعيم النازي أدولف هتلر إزاء بعض بلدان أوروبا. واعتبر الأستاذ الشرفي بجامعة "نيس" الفرنسية، أندري نوشي، في الرسالة التي بعث بها إلى السفير "الإسرائيلي" بباريس أنّ استمرار العدوان "الإسرائيلي" على الفلسطينيين هو "حفر لقبر إسرائيل". وقال نوشي في رسالته: "إنكم تركبون التفجيرات والانتفاضة كمطية لجرائمكم. وكل ذلك هو نتيجة الاستعمار غير المشروع وغير الشرعي الذي لا يعدو أن يكون سرقة. إنكم تتصرفون على شاكلة مغتصبي الأراضي وتضربون بعرض الحائط تعاليم الأخلاق اليهودية، فالخزي لكم وبئساً لإسرائيل. أنتم لا تعون أنكم تحفرون قبوركم بأيديكم لأنكم لم تدركوا أنه محكوم عليكم بالعيش سوياً مع الفلسطينيين والدول العربية. إن افتقدتم لهذا الذكاء السياسي، فلستم إذن بأهل لتدبير الساسة، وعلى قادتكم أن يستقيلوا", على حد تعبيره. وأضاف: إنّ "بلدا يغتال (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق) رابين ويعظِّم من اغتاله، هو بلد خال من الأخلاق والشرف"، على حد وصفه. وأكد نوشي رفضه لاستمرار الاحتلال "الإسرائيلي" للأراضي الفلسطينية، وقال: "بالنسبة لي ومنذ عدة سنين، يثير الاستعمار الإسرائيلي لفلسطين واغتصاب أراضيها سخطي. وإني لأكتب لكم باعتباري فرنسياً، يهودي المنشأ وفاعلاً في اتفاقيات التعاون بين جامعتي نيس وحيفا". وتابع الأكاديمي: "لم يعد من الممكن الصمت إزاء سياسة الاغتيالات والتوسع الإمبريالي لإسرائيل. إنكم تتصرفون تماما كما تصرف هتلر في أوروبا إزاء النمسا وتشيكوسلوفاكيا. إنكم تزدرون قرارات الأممالمتحدة مثلما استخف هتلر بقرارات عصبة الأمم، وإنكم تغتالون النساء والأطفال دون خشية من عقاب" . وحذر نوشي من هزيمة ماحقة للاحتلال في حربه الحالية في غزة، وقال "مثلما هُزمتم بلبنان سنة 2006، فسوف تلحق بكم على ما أرجو، هزائم أخرى. وستقتلون كذلك شباباً إسرائيلياً، لأنه تنقصكم شجاعة إبرام الصلح. فكيف يمكن لليهود الذين طالما عانوا الأمرين من النازيين، أن يتشبهوا بجلاديهم الهتلريين؟ بالنسبة لي، ومنذ سنة 1975 لا يزال الاستعمار يبعث فيّ شخصياً ذكريات خلت، ذكريات الهتلرية، إذ ليس ثمة فرق جوهري بين قادتكم وقادة ألمانيا النازية. وإني شخصياً سوف أحاربكم بكل ما أملك من قوة، كما قمت بذلك بين سنتي 1938 و 1945، حتى تقضي عدالة البشر على الهتلرية التي هي في صميم بلدكم". وختم الأكاديمي الفرنسي رسالته قائلاً "بئساً لإسرائيل، ولينزلن إلهكم على قادتها كل النقمة التي يستحقونها. وإني كيهودي من قدماء الحرب العالمية الثانية، فإني أخجل مكانكم. لعنكم ربكم إلى أبد الآبدين. أتمنى أن تلقوا جزاءكم".