تجمعت عدد من الأحزاب السياسية المنتمية لليمين المتطرف في أوربا للمطالبة بمنع بناء المساجد في المدن الأوربية وبدء حملة جديدة لمكافحة انتشار الإسلام المتطرف في أوروبا. استضاف الاجتماع في انتورب حزب المصلحة الفلامية البلجيكي "فلامس بلانج" اليوم الخميس وشاركت فيه مجموعات قادة الحملة ضد اسلمة اوربا
يمينية متطرفة من النمسا وألمانيا حيث أصدروا وتبنوا "ميثاق مكافحة اسلم مدن أوربا الغربية." يقول فيليب دي فينتر زعيم حزب المصلحة الفلامية في حديث لإذاعة هولندا العالمية: "نحن لسنا ضد حرية العقيدة لكننا لا نقبل بان يفرض المسلمون وتقاليدهم وطريقتهم في الحياة هنا (في أوربا) لأن معظمها لا تنسجم مع طريقتنا في الحياة." ويضيف "لا يمكننا أن نقبل بغطاء الرأس في مدارسنا، ولا نقبل بالزواج الإجباري والذبح الطقسي (الديني) للحيوانات." عوامل مساعدة يدعو هذا التحالف اليميني، على وجه الخصوص، إلى وقف بناء المساجد الجديدة، التي يزعمون أنها عوامل مساعدة في نشر التطرف في الأحياء السكنية بكاملها: لدينا أكثر من 6000 مسجد في أوربا، وهي ليست دور للعبادة فحسب بل رمز للتطرف. وبعض هذه المساجد تمولها جماعات من السعودية وإيران." حسب السيد دي فينتر الذي يضيف مشيرا إلى مسجد ضخم يجرى تشييده في ميناء روتردام الهولندي "يبلغ ارتفاع منارته ستة طوابق وأعلى ابراج اضاءة ملعب فينورد لكرة القدم." "مثل هذه الرموز يجب إيقافها." لكن الخطط العملية لهذا التحالف تبدو غامضة، على أية حال، خاصة تجاه المخاطر التي يتخوف منها البعض مثل تدريس القرآن، ولا يعرف احد ماذا ستفعل هذه المجوعات غير تنظيم المظاهرات في مدن أوربا التي تستضيف جاليات مسلمة كبيرة. لا مساندة ماعدا حزب الحرية النمساوي، سجلت الأحزاب اليمينية المتطرفة الكبيرة غيابا واضحا في المؤتمر الصحفي الذي عقد في انتويرب في بلجيكا. وقال متحدث باسم التحالف الوطني الإيطالي "ناسيونالي اليانزا" أنه حزبه لا يعرف شيئا عن هذا الميثاق بالرغم من اهتمامه بأمر تزايد المساجد في أوربا. كما ابتعد عن لقاء انتويرب السياسي اليميني الهولندي المتطرف خيرت فيلدرز الذي يعد لإطلاق فليم انتقادي عن القرآن. لكن السيد ديفينتر لا يبدو منزعجا من ضآلة عدد المشاركين في حملته ويقول "ربما تكون هذه المحملة صغيرة ومحدود اليوم لكنني على ثقة بأنها ستكبر وتصبح ثقيلة الوزن." استياء ومخاوف استقبلت الحملة بالاستياء والمخاوف في حي بوخرهاوت المتعدد الأعراق في انتويرب والذي يضم سكانا من أكثر من تسعين جنسية. "هذا محض استفزاز" حسب المغربي سعيد الفطري الذي يملك متجرا صغيرا في الحي ويضيف "لدى زبائن بلجيكيين، وأوربيين شرقيين، ويهود ومسلمين يدخلون ويخرجون من هنا كل يوم وليس لدينا مشكلة اندماج هنا." جالسا إلي الطاولة التي يبيع فيها اللحم الحلال يضيف سعيد "أنا مسلم لكن ذلك لا يعني أنني لا التزم بقوانين هذا البلد." لكن جاره محمد أكثر تشاؤما حيث يقول "لقد عشت نحو أربعين عاما في بلجيكا مع أبنائي ونحن مندمجون بالكامل، لكن مثل هذه الحملات تبعث على القلق، أخشى ألا يكون بمقدورنا أن نعيش حياة مثل التي نعيشها الآن بعد عشرة سنوات." بعض الخارجين من مسجد في بروكسيل يفاجئون بان مسجدهم مستهدف في الحملة. تقول فاطمة "المساجد أماكن لإفشاء السلام" وتضيف الطالبة العشرينية "يحق للجميع أن يكون لهم دور للعبادة وممارسة الشعائر الروحية، للكاثوليك كنائسهم ولليهود معابدهم، ولنا مساجدنا، وهذا هو ما يجعلنا نشعر بأننا جزء من هذا البلد." أطلقت الرابطة الأوربية للمنظمات الإسلامية من بروكسيل في الأسبوع الماضي ميثاقها الخاص بسلوك المسلمين في أوربا والتي وقعت عليه منظمات تنشط في 28 دولة أوربية بهدف تدعيم قيم التفاهم المشترك والمتبادل والعمل على سلام ورفاهية المجتمعات التي يعيشون فيها، والاعتدال والحوار بين الثقافات الخالية من التطرف والاستبعاد." حملة يمينية ضد اسلمة أوربا بروكسيل :فانيسا موك