لاليغا الاسبانية.. سيناريوهات تتويج ريال مدريد باللقب على حساب برشلونة    معرض تونس الدولي للكتاب: الناشرون العرب يشيدون بثقافة الجمهور التونسي رغم التحديات الاقتصادية    كأس تونس لكرة اليد : الترجي يُقصي الإفريقي ويتأهل للنهائي    الاتحاد المنستيري يضمن التأهل إلى المرحلة الختامية من بطولة BAL بعد فوزه على نادي مدينة داكار    بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    الأنور المرزوقي ينقل كلمة بودربالة في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي .. تنديد بجرائم الاحتلال ودعوة الى تحرّك عربي موحد    اليوم آخر أجل لخلاص معلوم الجولان    الإسناد اليمني لا يتخلّى عن فلسطين ... صاروخ بالستي يشلّ مطار بن غوريون    الرابطة الثانية (الجولة العاشرة إيابا)    البطولة العربية لألعاب القوى للأكابر والكبريات: 3 ذهبيات جديدة للمشاركة التونسية في اليوم الختامي    مع الشروق : كتبت لهم في المهد شهادة الأبطال !    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    حجز أجهزة إتصال تستعمل للغش في الإمتحانات بحوزة أجنبي حاول إجتياز الحدود البرية خلسة..    بايرن ميونيخ يتوج ببطولة المانيا بعد تعادل ليفركوزن مع فرايبورغ    متابعة للوضع الجوي لهذه الليلة: أمطار بهذه المناطق..#خبر_عاجل    عاجل/ بعد تداول صور تعرض سجين الى التعذيب: وزارة العدل تكشف وتوضح..    قطع زيارته لترامب.. نقل الرئيس الصربي لمستشفى عسكري    معرض تونس الدولي للكتاب يوضّح بخصوص إلزام الناشرين غير التونسيين بإرجاع الكتب عبر المسالك الديوانية    الملاسين وسيدي حسين.. إيقاف 3 مطلوبين في قضايا حق عام    إحباط هجوم بالمتفجرات على حفل ليدي غاغا'المليوني'    قابس.. حوالي 62 ألف رأس غنم لعيد الأضحى    حجز عملة أجنبية مدلسة بحوزة شخص ببن عروس    الكاف: انطلاق موسم حصاد الأعلاف مطلع الأسبوع القادم وسط توقّعات بتحقيق صابة وفيرة وذات جودة    نقيب الصحفيين : نسعى لوضع آليات جديدة لدعم قطاع الصحافة .. تحدد مشاكل الصحفيين وتقدم الحلول    نهاية عصر البن: قهوة اصطناعية تغزو الأسواق    أهم الأحداث الوطنية في تونس خلال شهر أفريل 2025    الصالون المتوسطي للبناء "ميديبات 2025": فرصة لدعم الشراكة والانفتاح على التكنولوجيات الحديثة والمستدامة    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    إلى أواخر أفريل 2025: رفع أكثر من 36 ألف مخالفة اقتصادية وحجز 1575 طنا من المواد الغذائية..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    مبادرة تشريعية تتعلق بإحداث صندوق رعاية كبار السن    تونس في معرض "سيال" كندا الدولي للإبتكار الغذائي: المنتوجات المحلية تغزو أمريكا الشمالية    إحباط عمليات تهريب بضاعة مجهولة المصدر قيمتها 120 ألف دينار في غار الماء وطبرقة.    تسجيل ثالث حالة وفاة لحادث عقارب    إذاعة المنستير تنعى الإذاعي الراحل البُخاري بن صالح    زلزالان بقوة 5.4 يضربان هذه المنطقة..#خبر_عاجل    النفيضة: حجز كميات من العلف الفاسد وإصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن    تنبيه/ انقطاع التيار الكهربائي اليوم بهذه الولايات..#خبر_عاجل    برنامج مباريات اليوم والنقل التلفزي    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    خطير/كانا يعتزمان تهريبها إلى دولة مجاورة: إيقاف امرأة وابنها بحوزتهما أدوية مدعمة..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    أريانة: القبض على تلميذين يسرقان الأسلاك النحاسية من مؤسسة تربوية    بطولة فرنسا - باريس يخسر من ستراسبورغ مع استمرار احتفالات تتويجه باللقب    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    بعد هجومه العنيف والمفاجئ على حكومتها وكيله لها اتهامات خطيرة.. قطر ترد بقوة على نتنياهو    ترامب ينشر صورة له وهو يرتدي زي البابا ..    كارول سماحة تنعي زوجها بكلمات مؤثرة    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غزة "الجار الشرير جدا" : مقال" ليهودي الالماني" Prof. Dr.ROLF VERLEGER
نشر في الفجر نيوز يوم 23 - 01 - 2009

ما الذي يمكن أن تفعلوه إذا كان جاركم لا يكف عن قذف بيوتكم بالحجارة والصواريخ؟ ألن تُسول لكم أنفسكم اللجوء إلى أسلحتكم لوضع نهايةٍ حاسمة لتلك الأفعال؟ بل ماذا أنتم فاعلون إذا كان هذا الجار يتحصن ويتترس بأطفاله، حتى يفلت من ردكم عليه؟ هكذا تتعامل حماس مثل هذا الجار، هكذا تتعامل حماس حينما تقوم بضرب مدننا الإسرائيلية بصواريخها، ومن ثَم تصير الحرب الإسرائيلية الراهنة على غزة حربا عادلة". كُتبت تلك السطور في يوم 31/12/2008، بصحيفة FAZ الألمانية، بقلم أستاذة القانون الإسرائيلية "فانيا أوتس – زالتسبيرجير Fania Oz-Salzberger".. قرأ تلك السطور الألماني اليهودي "رولف فيرليجير Rolf Verleger"، وهو الأستاذ الدكتور في علم النفس بجامعة "لوبيك Luebick" الألمانية، وهو المؤسس للجماعة اليهودية في "لوبيك"، وللاتحاد اليهودي الذي صار ممثلا له، منذ عام 2006، في المجلس الأعلى لليهود بألمانيا.
لم يستطع أستاذ علم النفس الألماني اليهودي الصبر على تلك الكلمات التي احتوتها السطور؛ فلم تفت خمسة أيام حتى راح يرد عليها بمقال جريء تحت عنوان: "غزة.. الجار الشرير؟"، بصحيفة "هينتيرجروند Hintergrund" الألمانية؛ مُفندا الحجج والتبريرات التي صاغتها وساقتها أستاذة القانون الإسرائيلية؛ "شاكرا" لها على تلك الكلمات التي ستتيح له الفرصة لكي يرد عليها ردا مقرونا بالدليل والواقع والتاريخ، مُستنكرا ومُستهزئا من وصف غزة بالجار "الشرير.. الشرير جدا"، مُتفهما لاستشاطة هذا الجار "الغزاوي" غضبا باعتباره غضبا منطقيا جدا تجاه ما كابده طيلة السنوات الماضية.
مفتاح الجار
"لقد سرقتم مفتاح جاركم منذ ثلاث سنوات".. هكذا يسوق الأستاذ الألماني اليهودي دليله الأول للرد على أستاذة القانون الإسرائيلية، موجها اتهامه للدولة الإسرائيلية قائلا: "بدون موافقتكم لم يُسمح لذلك الجار بالخروج من بيته، لم يُسمح له بالخروج إلى عمله أو إلى دراسته، لم يُسمح له بالسفر والارتحال، بل لم يُسمح له بشراء حاجاته الأساسية.. بدون موافقتكم، كمُلاك للبيت، لم يُتَح له استقبال أي شيء؛ لم يُتح له استقبال الطعام والكهرباء والغاز والبريد، حتى الزيارة مُنع من استقبالها، لقد أغلقتم البيت عليه، واستوليتم على مفتاحه، وحبستم (الجار الشرير.. الشرير جدا) على مدى ثلاث سنوات، منذ عام 2006؛ ثم استشاط هذا الجار غضبا، فتصير خطيئة هذا الجار -ومسانديه من الأصدقاء- أنهم اختاروا الحزب الخاطئ!".
ضربة 2007
يسوق "فيرليجير" دليله الثاني قائلا: "ثم قمتم أنتم (يقصد الدولة الإسرائيلية) -بصحبة أصدقائكم الأمريكيين الشماليين- بإدخال قوة عسكرية في بيت الجار (يقصد قطاع غزة) عام 2007؛ إنها صفقة محمد دحلان، تلك الصفقة التي كانت مُخولة بالاستيلاء على بيت هذا الجار الشرير، وحينما هب الجار ضد هذا الانقلاب أظهرتم استياءكم، وبعدها قمتم بترويج المقولة بأن (الجار الشرير) قام الآن -وبدون أي سبب- باستخدام القوة في داخل بيته!، ومن ثم يصير وضعه غير شرعي!
وكم كانت المفاجأة حينما كتب الكثير من الصحفيين عن تلك الكذبة، فنشروها وأشاعوها على الجميع، ومن هؤلاء الصحفيين سيلكيه مارتينز Silke Mertines التي كتبت في الTAZ، والتي كان من المتوقع قيامها بالترويج لتلك الكذبة، إلا أنه لم يكن متوقعا من كاتب مثل تورستين شميتس Torsten Schmitz أن ينشر مثل هذه الهُراءات في صحيفة الSueddeutsche Zeitung، وبعدها استشاط الجار الشرير غضبا!!".
ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل زاد عليه قتل المئات فعليا، وقتل الآلاف معنويا، فأما القتل الفعلي فقد تم في عام 2006، كما أشار الأستاذ اليهودي الألماني؛ حيث تم ضرب مئات الفلسطينيين من سكان غزة بدم بارد؛ مما كان سببا قويا لاندلاع الحرب اللبنانية الإسرائيلية في تموز 2006، وأما القتل المعنوي فقد أرجعه "فيرليجير" إلى قيام الدولة الإسرائيلية بالقضاء على كل سُبل وأدوات العيش الإنساني لفلسطينيي غزة، فقال: "لقد كان الجار يمتلك يوما ميناء جويا، تم بناؤه بمال الاتحاد الأوروبي، هذا الميناء قام الإسرائيليون بتدميره؛ وذلك لأن (الجار الشرير) ليس في حاجة إلى مثل هذا الميناء".
وقال: "ثم قاموا بقطع رزقه، لقد كان هذا الجار يوما يرتزق من الصيد، فإذا بهم يمنعونه من ذلك.. لقد كان هذا الجار يمتلك يوما مصانع ومشاغل، فإذا بهم يُفجرونها في عام 2006، لقد كان هذا الجار يمتلك يوما أراضي زراعية، فإذا بهم يجرفونها، ويمنعون تصدير محاصيلها. ف(الجار الشرير)، الذي لا يريد سوى الضرب، ليس له أن يصطاد أو أن يصنع أو أن يفلح الأرض!".
وعلى الرغم من تأكيد الكثيرين من القانونيين الدوليين -كما يشير "فيرليجير"- على انتهاك إسرائيل الصارخ لحق هذا الجار، وعلى انتهاكها للقانون الدولي، فإن هؤلاء القانونيين لم يكن لديهم -وما زال- القوة اللازمة، المتمثلة في رجال الشرطة، لتنفيذ القانون على أرض الواقع، ألن يستشيط الجار غضبا بعد كل ذلك؟!
طرد الأصدقاء
على امتداد سنوات، تقوم الدولة الإسرائيلية بطرد أصدقاء وأقارب "الجار الشرير" من بيوتهم ومساكنهم.. دليل آخر يقدمه أستاذ علم النفس الألماني اليهودي، مُبينا فداحة الظلم الذي أوقعته إسرائيل على أبناء غزة، وكل من يواليهم ويساندهم في الضفة الغربية، فيقول: "كان (الجار الشرير) لديه بعض الهواتف الأرضية والجوالة التي أتاحت له الفرصة للتعرف يوميا على أخبار أصدقائه وأقاربه في الضفة الغربية، وما يحدث لهم من طرد مستمر من مساكنهم، وهكذا استخدمتم الحائط الكبير -الذي أنشأتموه بهدف حماية دولتكم- ليصير حدا فاصلا بين مساكن هؤلاء الأصدقاء، وبدلا من أن تبنوا الحائط حول بيوتكم أنتم، بنيتموه لتُشتتوا علاقات القرابة والجوار بين الفلسطينيين".
"وقمتم بمراقبات أمنية على تلك المساكن التي اقتحمتموها بذلك الحائط الكبير، فلم يسلم أي فلسطيني -يريد أن يذهب من حجرة نومه إلى الحمام- من المرور تحت تلك المراقبات الأمنية، وإذا بالحياة كلها تتحول إلى قاعة كبرى للانتظار، وأما من تُسول نفسه للتظاهر سلميا ضد ذلك، فربما قد ينال جائزة في ألمانيا، ولكنه سينال غازا مُسيلا للدموع في غزة.
بالطبع ذهب أصدقاء (الجار الشرير) إلى القضاء، مُحتجين ضد الحائط الكبير الذي اخترق منازلهم، وشتت معاشهم، إلا أنهم -مرة أخرى- لم يجدوا رجال الشرطة الذين يساعدونهم على إنزال حقهم على أرض الواقع؛ مما أشاط (الجار الشرير) غضبا".
قصة الجار
وأخيرا، رجع الدكتور الألماني اليهودي إلى أصل القصة، مُدللا بالتاريخ والوقائع بشاعة العدوان الإسرائيلي الذي وقع على الفلسطينيين العرب، وهكذا وجه حديثه إلى الإسرائيليين قائلا: "منذ وقت طويل كان الجد الأكبر لهذا الجار هو المالك للبيت كله، ثم جاء أجدادكم أنتم ليدخلوا هذا البيت، هاربين فارين، فوجدوا في هذا البيت ملجأ لهم، وبدءوا في بناء مساكن لهم في هذا الفناء الكبير، بعدها جاء بعض اليهود -ذوي النظرة الإنسانية مثل (مارتين بوبير Martin Buber) و(حنا أرنيدت Hannah Arendt)- الذين نادوا اليهود الساكنين هناك بالعيش في وئام مع مُلاك البيت العرب، إلا أن التيار الماركسي آنذاك أبى التعايش مع العرب؛ باعتبارهم معوقين لبناء الاشتراكية، وبعد انحسار الموضة الماركسية ظهرت الأقاويل بأن هؤلاء العرب يدينون بدين خاطئ؛ ومن ثم فليس لهم مكان في هذا البيت المُقدس.
ومنذ عام 1947 وآباؤكم يقومون بسرقة واغتصاب منازل آباء (جاركم الشرير)، بل سرقوا البيت بأكمله، واضطر الأبناء -تحت وطأة الإرهاب الذي أذقتموه لآبائهم- إلى الفرار بعيدا، والآن يعيش الكثير من الأنجال -الذين لم يفروا- في بُقعة صغيرة تعتبر الأكثر كثافة سكانيا على الأرض كلها؛ إنها غزة؛ مما أشاط (الجار الشرير) غضبا!.
وبالرغم من ذلك تقول رئيسة الوزراء الألمانية ومعها أستاذة القانون الإسرائيلية: إن اللوم في هذه الحرب يقع فقط على عاتق ذلك الجار الشرير!".
أولمرت وميلوسوفيتش
ويُكمل الدكتور الألماني اليهودي دفاعه عن الحق الفلسطيني في الوجود قائلا: "حينما جاء الصهاينة اليهود الأوائل إلى ما يُسمى الآن بدولة إسرائيل -وذلك في عام 1890- كانوا فارين من عنصرية واضطهاد الإمبراطورية الروسية، طامحين نحو حياة كريمة، لم يوفرها لهم موطنهم القديم، إنه لم يكن صراعا بين الخير والشر، بقدر ما كان صراعا حول قطعة أرض كانت تشكل موطنا للعرب الفلسطينيين، وموطنا وحيدا ومُمكنا في نظر اليهود النازحين.. كسب اليهود الصراع، ووضع مخطط السلام، الذي كان مُعدا منذ زمن، على طاولة المفاوضات؛ وهو المخطط الذي قضى بالشروع في إيجاد دولتين على حدود 1967، وهو ما طرحه أعضاء الجامعة العربية على إسرائيل في عام 2002، إلا أن إسرائيل رفضت هذا الطرح؛ لأنها ما زالت تفكر في إعادة احتلالها لأراضي الضفة الغربية، ويمكن القول إنه ما دامت إسرائيل تمانع في رفع نظامها الاحتلالي الاستيطاني، فإنه لا مكان للسلام".
ويشير الأستاذ الألماني اليهودي إلى انفصام وازدواج الموقف الألماني تجاه الصراع العربي الإسرائيلي؛ فهو موقف ما زال يشعر بعقدة الذنب تجاه اليهود، على الرغم من إقراره ببشاعة ما يحدث في غزة، وهنا يتساءل "فيرليجير" على لسان الألمان اليهود قائلا: هل يمكننا نحن كيهود أوروبا -الذين وقعنا كضحايا تحت سطوة ظلم فادح على يد ألمانيا الهتلرية- أن نعطي الدولة اليهودية حق ممارسة نفس الظلم الفادح ضد الآخرين؟ هل يعتقد السياسيون الألمان حقيقة بأن إطلاق يد إسرائيل، لكي تفعل ما تشاء، سيُبرد نار أقاربي اليهود الذين قُتلوا ظلما؟!
إن فكرة "الضحية الخالدة" التي تُروجها إسرائيل دوما عن نفسها، ما هي إلا سياسة لإخراجها دوما من مواقفها الحرجة، ومن ثم تبرير إعادة احتلالها للضفة الغربية، واستمرارها في محاصرة وتطويق قطاع غزة.
لا يملك "فيرليجير" في نهاية مقاله إلا أن يوجه نداءه للاتحاد الأوروبي بمحاسبة إسرائيل المنتهكة لحقوق الشعوب وحقوق الإنسان، مثلما تحاسب الأتراك والصربيين، فالمحاكمة العادلة ل"أولمرت" يجب أن تأخذ مجراها في محكمة العدل الدولية، كما حدث من قبل مع "ميلوسوفيتش".
فهل ستستمع الحكومات الأوروبية إلى هذا النداء؟ وهل يمكن للحكومات العربية المسلمة أن "تستيقظ" يوما لكي تُصرح وتُطالب بمثل ما طالب به الأستاذ الألماني اليهودي؟
الموضوع في نسخته الألمانية
Gaza: Der böse, böse Nachbar
Von ROLF VERLEGER
Was würden Sie tun – so schrieb am 31.12. die israelische Geschichtswissenschaftlerin Prof. Fania Oz-Salzberger in der FAZ – wenn Ihr Nachbar immerzu Steine und Molotowcocktails auf Ihre Wohnung wirft? Würden Sie nicht irgendwann zum Gewehr greifen, um diesem Treiben ein Ende zu machen? Und wenn sich der Nachbar mit seinen Kindern umgibt, damit Sie ihn nicht treffen, würden Sie dann nicht irgendwann ein Gewehr mit Zielfernrohr nehmen?
Just so wie dieser Nachbar verhalte sich die Hamas in Gaza, wenn sie israelische Städte mit ihren Sprengstoffraketen beschieße. Daher sei der jetzige Krieg Israels gegen Gaza ein gerechter Krieg.
Ich bin Frau Oz-Salzberger für dieses Beispiel mit dem Nachbarn sehr dankbar. Denn daran kann man vieles anschaulich klarmachen. Nennen wir der Einfachheit halber Sie und Ihre vom bösen Nachbarn so gemein terrorisierte Familie die Hausbesitzer und betrachten nun die merkwürdigen Verhältnisse im Wohnblock. Die Nachbarswohnung ist Gaza.
1) Sie haben vor drei Jahren dem Nachbarn die Schlüssel abgenommen
Ohne Ihre Zustimmung als Hausbesitzer darf die Nachbarsfamilie nicht aus ihrer Wohnung heraus, weder zum Arbeiten noch zum Studieren noch zum Verreisen noch zum Einkaufen. Ohne Ihre Zustimmung als Hausbesitzer bekommt der Nachbar keine Post, nichts zu essen, keinen Strom, kein Gas und keinen Besuch: Die Wohnung ist abgeschlossen, Sie als Hausbesitzer haben den Schlüssel, und der böse, böse Nachbar ist eingeschlossen. Und zwar seit 2006, seit fast drei Jahren.
Da bekam der böse, böse Nachbar eine Wut.
Der Fehler des bösen, bösen Nachbarn und seiner Freunde im anderen Wohnblock: Diese Leute haben die falsche Partei gewählt.
Dabei waren Sie doch so nett zu dem Nachbarn gewesen, dass Sie vor vier Jahren, 2005, freiwillig von seinem Balkon mit Seeblick ausgezogen waren, den Sie ihm mal früher abgenommen hatten. Allerdings eines Blickes oder Wortes gewürdigt hatten Sie diesen Typen bei Ihrem Auszug natürlich auch nicht. Und die Balkonmöbel haben Sie demoliert. Wo kommen wir denn da hin, wenn wir mit unseren Nachbarn reden würden?
Da bekam der böse, böse Nachbar eine Wut.
2) Sie haben vor zwei Jahren dem Nachbarn eine Schlägergang geschickt
Sie und Ihre nordamerikanischen Freunde vom Hausbesitzerverband hatten 2007 eine Schlägertruppe in der Nachbarswohnung einquartiert, die Mohamed-Dahlan-Gang. Die sollte dem bösen, bösen Nachbarn die Wohnung wegnehmen. Gemeinerweise wehrte sich der Nachbar gegen diesen Putsch. Da waren Sie ganz schön sauer. Danach haben Sie allen weiszumachen versucht, der böse, böse Nachbar habe nun ohne jeden Grund gewaltsam die Macht in seiner Wohnung übernommen und sei dazu nicht legitimiert. Sie waren selbst überrascht, wie viele Journalisten diese Lüge gerne verbreitet haben. Bei Silke Mertins aus der taz war es ja vielleicht noch zu erwarten, aber dass auch Torsten Schmitz von der Süddeutschen diesen Unsinn schreiben würde, war verblüffend.
Da bekam der böse, böse Nachbar eine Wut.
3) Sie haben dem Nachbarn die Betriebskosten der Wohnung nicht korrekt abgerechnet.
Seit Jahren werden die der Wohnungs-Autonomiebehörde zustehenden Zölle und Abgaben nicht termingerecht und vollständig ausgezahlt.
4) Sie haben schon viele Personen aus der Nachbarswohnung umgebracht.
Das war im Jahre 2006. Es waren Hunderte Tote. Übrigens war dies ein Auslöser des Libanonkriegs, da die Hisbollah für diese Taten an Israel Vergeltung üben wollte.
5) Sie haben dem Nachbarn schon lange sein Auto weggenommen.
Der Nachbar hatte mal einen Flughafen – gebaut von EU-Geldern. Den haben Sie kaputtgemacht: Böse Nachbarn brauchen keinen Flughafen.
Da bekam der böse, böse Nachbar eine Wut.
6) Sie haben dem Nachbarn seine Arbeit weggenommen.
Der Nachbar ging mal auf Fischfang. Das haben Sie ihm verboten. Er hatte mal Fabriken. Die haben Sie ihm 2006 zerbombt. Er hatte mal Landwirtschaft. Die haben Sie ruiniert, indem Sie den Export verboten haben. Der böse Nachbar, der nur schießen will, soll nicht fischen, nicht arbeiten, nicht Boden beackern: Der böse, böse Nachbar soll auf Sie schießen, damit Sie zurückschießen können.
Das tat er denn auch.
7) Gerichte geben dem bösen Nachbarn Recht
Viele Fachleute für Nachbarschaftsrecht, wie Amnesty International, UN-Experten, Friedensnobelpreisträger haben klar gesagt, dass Ihr Vorgehen als Hausbesitzer gegenüber Ihrem Nachbarn seit Jahren gegen Recht und Gesetz verstößt. Glücklicherweise haben diese Leute keine Polizei, um Recht und Gesetz durchzusetzen. „Wie viele Divisionen hat der Papst?“ spottete Stalin.
Da bekam der böse, böse Nachbar eine Wut.
8) Sie vertreiben seit Jahren die Freunde des bösen Nachbarn aus deren Wohnungen
Leider hat der böse Nachbar immer noch Handys und Telefone. Daher erfährt er tagtäglich, wie Sie die Freunde und Verwandten des bösen Nachbarn, die im Wohnblock Westjordanland leben, aus ihren Wohnungen vertreiben. Ein wesentliches Mittel dazu ist die große Wand, die Sie mitten durch den Wohnblock gebaut haben. Denn Sie haben diese Wand, die eigentlich zu Ihrem Schutz dienen sollte, nicht um Ihre Wohnung gebaut, sondern quer durch die Wohnungen dieser Freunde. Was brauchen die auch zwei Wohnzimmer? Eins reicht völlig, im anderen können doch lieber Ihre Freunde wohnen. Und dass die auch in ihrer eigenen verkleinerten Wohnung durch eine Sicherheitskontrolle müssen, bevor sie vom Wohnzimmer ins Bad gehen, da ist doch nichts dabei: Das ganze Leben ist schließlich ein Wartesaal! Und wer dagegen friedlich demonstriert, der bekommt zwar in Deutschland den Ossietzky-Preis, aber zuhause wieder Tränengas, und wenn er Pech hat, wird er wegen Demonstrierens in Putativnotwehr erschossen. Natürlich gingen die Freunde des bösen Nachbarn wegen der Wand durch ihre Wohnung vors Gericht, der damalige deutsche Außenminister, ein bräsiger Mann namens Fischer, nannte dies „nicht hilfreich“, sie bekamen selbstverständlich Recht, aber wieder ist keine Polizei da, die dieses Recht durchsetzt.
Da bekam der böse, böse Nachbar eine Wut.
9) Sie haben dem Nachbarn vor 60 Jahren den Hausbesitz weggenommen
Vor langer, langer Zeit war der Großvater des Nachbarn Besitzer des ganzen Hauses gewesen. Damals sind Ihre Großeltern in das Haus gekommen, verzweifelt, verfolgt, es war ein guter Schutz vor dem Sturm, Sie haben bald auf dem Hof eine Wohnung gebaut, der Hof gehörte ja schließlich keinem, nicht wahr, dass die anderen dann nicht mehr von einer Wohnung zur andern kamen, nun ja, sind ja nur Araber. Gelegentlich kamen ein paar humanistische Spinner vorbei, die hießen Achad ha'Am, Martin Buber, Hannah Arendt, es waren noch ein paar mehr, die sagten, man müsse mit den Hausbesitzern in Freundschaft leben, aber um Marx' Willen, diese Araber waren doch zu primitiv für den Aufbau des Sozialismus, mit solchen Landpomeranzen kann man nicht Freund sein. Und später als Marx nicht mehr in Mode war, da sagte man um Gottes Willen, diese Araber haben ja die falsche Religion, was wollen die überhaupt hier im Heiligen Hause? Gibt doch genug andere Häuser hier, sollen sie doch dahin.
Und dann, ab 1947, haben Ihre Eltern den Eltern des bösen, bösen Nachbarn die meisten Wohnungen und das ganze Haus weggenommen, als die vor Angst geflohen waren, in Panik vor dem bewaffneten Terror Ihrer Eltern. Und nun leben viele Nachkommen dieser Leute in der einen Wohnung, im dichtest besiedelten Fleckchen der Erde, in Gaza. Ja warum ist es jetzt nur so dicht besiedelt?
Da bekam der böse, böse Nachbar eine Wut.
Und so sagte die deutsche Bundeskanzlerin und auch Frau Prof. Oz-Salzberger: Die Alleinschuld an diesem Krieg hat nur der böse, böse Nachbar.
10) Nachwort.
Als die ersten jüdischen Zionisten um 1890 in das heutige Israel kamen, da waren sie auf der Flucht vor Diskriminierung im Zarenreich, vor Brandschatzung und Ermordung in Pogromen, auf der Suche nach einem freien, selbstbestimmten Leben, das ihnen in ihrer alten Heimat nicht ermöglicht wurde. Dies war nicht ein Konflikt von Gut gegen Böse, sondern der Streit um ein Stück Land, das den palästinensischen Arabern Heimat war und den Einwanderern als einzig mögliche Heimat erschien.
Gewonnen hat diesen Streit die jüdische Seite, um den Preis des ständigen Kriegszustands. Jedoch der Friedensplan liegt längst auf dem Tisch. Dieser besteht in der Zwei-Staaten-Lösung auf den Grenzen von 1967, in einer einvernehmlichen Regelung des Problems der palästinensischen Flüchtlinge, in einer einvernehmlichen Regelung über Jerusalem. Dies haben die Mitgliedsstaaten der arabischen Liga Israel 2002 vorgeschlagen und in jüngster Zeit nochmals bekräftigt. Israel ist damit nicht einverstanden, weil Israel sich nicht entscheiden kann, ob es das widerrechtlich besetzte Land im Westjordanland nicht lieber behalten und erweitern will. Solange Israel nicht sagt, ja, wir wollen lieber Frieden, wir geben das Besatzungsregime auf, so lange wird es keinen Frieden geben.
Die Position Deutschlands in diesem Konflikt ist zwiespältig. Aber kann die Tatsache, dass wir europäischen Juden Opfer eines von Deutschland verübten großen Unrechts wurden, dem jüdischen Staat das Recht geben, nun anderen Unrecht zu tun? Glauben deutsche Politiker wirklich, es sei eine Wiedergutmachung der Ermordung meiner jüdischen Verwandtschaft, dass nun Israel haltlos und bindungslos alles machen darf, was ihm so gerade einfällt?
Es würde im Gegenteil Israel unendlich gut tun, wenn es aus seiner fantasierten Position, das ewige Opfer zu sein, herausgeführt würde, und wie jeder andere Staat auch fest in das internationale Regelsystem eingebettet würde. Das heißt, dass die widerrechtliche Besetzung des Westjordanlands und die völkerrechtswidrige jahrelange Belagerung Gazas sanktioniert und boykottiert werden müssen. Die EU sollte Israel ebenso an seinen Fortschritten in Beachtung von Völkerrecht und Menschenrechten messen wie die Türkei und Serbien. Die rechtliche Bewertung des Falles Olmert sollte ebenso wie im Fall Milosevic in Den Haag erfolgen.
rolf verleger

Der Autor: Prof. Dr. Rolf Verleger ist Psychologe an der Universität Lübeck. Er baute die Jüdische Gemeinde Lübeck und den Landesverband Schleswig-Holstein mit auf und ist seit 2006 Delegierter des Landesverbands im Zentralrat der Juden in Deutschland.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.