الجزائر: قال أبو جرة سلطاني وزير الدولة ورئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية (تيار إسلامي مشاركة في التحالف الرئاسي) ان بلاده يجب أن تعود لما لها من زخم تاريخي وثقل سياسي للعب دور في حل المعضلة السياسية، وأوضح أنه التقى خالد مشعل وقيادات من حركة المقاومة الفلسطينية، وأنهم أعربوا عن نيتهم في القيام بزيارة إلى الجزائر قريبا. وأضاف سلطاني في تصريح ل'القدس العربي' مباشرة بعد عودته إلى الجزائر من زيارة قادته إلى العاصمة السورية دمشق، أنه ذهب ليهنأ المقاومة الفلسطينية على صمودها البطولي في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وكذلك ليؤكد لهم مساندة الجزائر حكومة وشعبا للمقاومة إلى غاية النصر. واستطرد قائلا: 'أبلغناهم بأننا في الجزائر لم نعرف في تاريخنا سوى المقاومة، من الأمير عبد القادر ووصولا إلى قيام ثورة تشرين الثاني/نوفمبر 1954، والتي انتهت بتحرير أرضنا من الاستعمار، ولم نعرف لا مفاوضات ولا شيء من هذا القبيل'. وأشار سلطاني إلى أن قادة المقاومة أعربوا عن نيتهم في زيارة الجزائر قريبا في إطار جولة سيقومون بها إلى مجموعة من الدول العربية، ومشيرا إلى أنهم خصوا بالذكر الدول التي شاركت في قمة الدوحة، إضافة إلى الدول التي تبنت القضية الفلسطينية منذ 1947. وأوضح المصدر ذاته أن خالد مشعل أصر على القول بأن الصمود والمقاومة والانتصار الجزئي الذي تحقق هو صناعة مشتركة، صنعته المقاومة الفلسطينية على الأرض، وصنعته مواقف الدول التي شجعت وساندت، وكذلك الشعوب العربية التي سارت في الشوارع وتظاهرت احتجاجا واستنكارا للعدوان الإسرائيلي، إضافة إلى مواقف الأحرار في العالم. وأكد رئيس حركة مجتمع السلم على أن مشعل أشاد في لقائه معه بالدور الذي قام به الإعلام بكل أنواعه، وهو ما اعتبره معركة ثالثة دارت رحاها إلى جانب المقاومة المسلحة والمعركة السياسية. وذكر أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أثنى كثيرا على موقف الشعب الجزائري، وأنه أكبر في الجزائريين خروجهم إلى الشوارع في مظاهرات مساندة للشعب الفلسطيني، رغم وجود قانون الطوارئ، مشيدا بالسلطات الجزائرية التي غضت الطرف وسمحت بالمظاهرات في العاصمة، والتي لم تشهد أية مظاهرات منذ سنوات طويلة. وأضاف سلطاني أن مشعل أعرب عن تقديره للموقف الجزائري الذي وصفه بالواضح، وأنه لم يحد عن الشعار الذي أطلقه الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين عندما قال: نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة. واعتبر رئيس حركة مجتمع السلم أن زيارة خالد مشعل وقيادات المقاومة إلى الجزائر ستتم بمجرد تلقي الضوء الأخضر من السلطات الرسمية، مؤكدا على أنه سيسعى في اتجاه الحصول على الضوء الأخضر في أقرب وقت ممكن، دون أن يحدد الجهة التي سيتوجه إليها، إما وزير الخارجية، أو الوزير الأول، أو رئيس الجمهورية. وقال سنطرق جميع الأبواب، بما تخوله لنا صلاحياتنا السياسية و الحزبية، أو في إطار التحالف الرئاسي مع شركائنا السياسيين، أو في إطار الحكومة التي نشارك فيها. ودعا سلطاني إلى ضرورة عودة الجزائر للعب دورها بكل ثقل في حل المعضلة الفلسطينية، موضحا أن الجزائر بما لها من رصيد تاريخي مؤهلة للعب هذا الدور بفاعلية. وذكر أن إعلان قيام الدولة الفلسطينية كان من الجزائر، وأن أول سفارة لفلسطين كدولة كانت في الجزائر، وبالتالي من الضروري أن تنخرط الجزائر في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. 'القدس العربي'