أشاد فضيلة العلامة د.يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بنجاح الوساطة القطرية بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في توقيع «اتفاق حسن نوايا وبناء ثقة لتسوية مشكلة دارفور» الثلاثاء الماضي.وقال في خطبة الجمعة أمس بمسجد عمر بن الخطاب إن قطر «قامت بدور مشكور ومأجور ومقدر عند الله وعند الناس» في التقريب بين الإخوة المتمسكين بالعروبة والإسلام. وذكر أن «توقيع الاتفاق أمر كبير يحسب في ميزان أمير قطر ودولة قطر والمسؤولين فيها». وأضاف بأن قطر قامت بدور عظيم سيكتب لها، ويضاف لنجاحها في تحقيق المصالحة اللبنانية. واعتبر اتفاق دارفور خطوة أولى لتحقيق المصالحة بين السودانيين الحريصين على عروبتهم وإسلامهم. وانتقد الفصائل السودانية التي قاطعت اتفاق دارفور قائلا: «من باع نفسه لإسرائيل فليذهب للجحيم». وطالب قطر بأن تقوم بوساطة مماثلة لإصلاح ذات البين بين الفصائل الفلسطينية وجمعها على كلمة سواء، مؤكدا أنه لا يجوز للفلسطينيين أن يختلفوا ويتقاتلوا والعدو محيط بهم. كما طالب المسؤولين في قطر بوساطة بين الفصائل الصومالية المتحاربة وقال: «أمام قطر دور هام ينتظره أهل الصومال لتحقيق الصلح بينهم». وأوضح أن الإصلاح بين أي فريقين مسلمين مختلفين ومتحاربين من أفضل الأعمال التي يزيد أجرها على أجر الصلاة والصيام، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة. قالوا: بلى يا رسول الله قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة». ووصف دارفور ب«بلد القرآن التي نشرت حفظ كلام الله في السودان كله وأكثر إفريقيا». وذكر أن أهل دارفور كانوا أفارقة عربهم القرآن وصاروا يتكلمون العربية وأصبحوا من أهلها. وأكد أن مشكلة دارفور سببها «فتن ومؤامرات استغلها الغرب ونفخ فيها لتزداد اشتعالا واستمرارا للوقيعة بين السودانيين». وحذر من خطورة الفتنة، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض». وواصل د.القرضاوي ما بدأه في الخطب السابقة من حديث عن «محمد رسول الجهاد ورسول السلام». ووصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان المجاهد الأول والمسالم الأول، مشيرا إلى أنه عليه الصلاة والسلام كان يسعى للسلام حينما يجب السلام ويلجأ للحرب حينما تجب الحرب. وأوضح أن الرسول كان قائدا عسكريا من الطراز الأول أحسن استخدام كل أدوات الحرب المادية والمعنوية. وأكد أن كل حروب النبي صلى الله عليه وسلم مع الأعداء كانت حروبا أخلاقية «لم تنتهك فيها حرمة ولم يقتل فيها إنسان مسالم لا علاقة له بالحرب». 2009-02-21 الدوحة - محمد صبره