تونس لجأ بعض مرشحي أحزاب المعارضة للانتخابات الرئاسية في تونس إلى الترويج لحملاتهم الدعائية عبر الإنترنت، موجهين انتقادات حادّة للحكومة لما وصفوه باحتكارها التامّ للإذاعة والتلفزيون.ونشأت مواقع إلكترونية لبعض المعارضين سواء ممن كان يحق لهم الترشّح أو ممن لا يخوّلهم القانون الانتخابي التقدّم إلى السباق الرئاسيّ المزمع انطلاقه في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وأطلق الأمين العام لحزب الوحدة المعارض محمد بوشيحة موقعا خاصا به لاستمالة الناخبين، بالرّغم من أنّ الكثير من المعارضين يعتبرونه مرشحا مؤيدا للرئيس الحالي زين العابدين بن علي. وأكد أنصار حزب الوحدة استفادتهم من الإنترنت منذ انتخابات 2004، عندما تجاوزت الأصوات الممنوحة لمرشحهم بوشيحة حاجز ال3% كما تصدروا نوّاب المعارضة في البرلمان ب11 مقعدا. احتكار وفتح المعارض أحمد نجيب الشابي زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي موقعا إلكترونيا له للترويج لحملته، رغم أنّ تحويرا في الفصل الأربعين من الدستور يمنعه من الترشّح للانتخابات باعتباره ليس أمينا عاما لحزبه. كما أدرج الحزبان حملتهما على صفحات موقع فايس بوك الذي يضمّ قرابة ثلاثمائة ألف تونسي، ثمّ أسّس أنصار الرئيس التونسي الحالي بدورهم مجموعتهم الخاصّة ينادون فيها بإصلاحات جديدة. وبرمجت حركة التجديد المعارضة ذات التوجهات اليسارية خطّة للاستفادة من الشبكة. ومن المرتقب أن تنشئ موقعا إلكترونيا لمرشحها أحمد إبراهيم في إطار تحالف سياسي يعرف بالمبادرة الديمقراطية مع زعيم حزب التكتّل من أجل العمل والحريات مصطفى بن جعفر الذي لم يقدم ترشحه بعد. وأكّد سفيان الشورابي الصحفي بجريدة الطريق الجديد -لسان حال حركة التجديد- أنّ هناك فريقا يعمل على تكوين مجموعات على موقع فايس بوك لاستقطاب مستخدمي الإنترنت التونسيين. وقال إن لجوء الحزب إلى وسائل الاتصال الحديثة وعلى رأسها الإنترنت "طريقة مستحدثة لاستمالة الناخبين في ظلّ الانغلاق الإعلامي في تونس الذي يغفل التطرّق لأنشطة الحزب ومواقفه". ويضيف أنّ "احتكار الإذاعة والتلفزة من قبل الحزب الحاكم لوحده، وعدم استدعاء ممثلين عن المعارضة للمشاركة في الحصص الحوارية تدفعها إلى البحث عن بدائل أخرى لشرح مواقفها للمواطنين".
استمالة وقال زعيم الحزب أحمد إبراهيم إنّ السماح للمعارضة بالدعاية الانتخابية لبضعة دقائق في التلفزيون قبل أسبوعين من الانتخابات كل خمس سنوات لا يضمن لها حقّها في التعريف ببرامجها السياسية. من جهته، اعتبر إسماعيل دبارة الكاتب في جريدة الموقف لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي أنّ "لجوء عدد من مرشحي الرئاسة إلى الإنترنت لن يؤثر بشكل كبير في استمالة الناخب ودفعه إلى ممارسة حقه في التصويت". وقال إنه لا يمكن النظر إلى هذه الوسائل ومستعمليها بعيدا عن المناخ العام الذي ستجرى فيه الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى عزوف المواطنين عن العمل السياسي والاهتمام بالشأن العام علاوة على خوف مزمن من السّاسة والسياسة، على حدّ تعبيره. ويقول إنّ "لجوء المرشحين إلى الفضاء الافتراضي وإن كانت له عوامل مألوفة كغياب الديمقراطية وفقدان مساحة إبداء الرأي بحرية في الإعلام الرسميّ، إلا أن هذا اللّجوء أضحى أشبه ما يكون بموضة يقبل عليها سياسيو تونس أسوة بغيرهم في الدول الديمقراطية". وتابع أنّ "نظرة بسيطة على مواقع أحزاب المعارضة ومواقع مرشحيها تحيل إلى تصميم تقليدي باهت خال من الملفات الصوتية والفيديو والصور لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يستقطب الناخبين" حسب قوله. ويذكر أن تونس تضم ثمانية أحزاب معارضة صغيرة إضافة إلى التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم الذي يسيطر على 80% من مقاعد البرلمان البالغ عددها 189 مقعدا.