تونس - علم مراسل "إسلام أون لاين.نت" في تونس أن السلطات التونسية وجهت دعوة رسمية إلى العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لزيارة البلاد الأسبوع الجاري بمناسبة الاحتفال بالقيروان كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2009. وأكدت مصادر مطلعة تونسية ل"إسلام أون لاين.نت" موافقة الشيخ القرضاوي على الزيارة، مشيرة إلى أن الزيارة في حال إتمامها ستشكل أبرز المحطات في إطار الاحتفالات بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية؛ نظرا للمكانة الدينية الكبيرة التي يحظى بها الشيخ، في الوقت الذي تسعى فيه السلطات التونسية لأن تخرج الاحتفالية بشكل يليق بالمكانة التي تحتلها القيروان في تاريخ تونس والعالمين العربي والإسلامي. وستكون هذه الزيارة الرسمية هي الأولى للشيخ القرضاوي إلى تونس الذي ينتظر أن يصل إلى العاصمة تونس في وقت لاحق اليوم الأحد، وأن يلقي كلمة في إطار احتفالية القيروان. طالع أيضا: القرضاوي: قرار اعتقال البشير جريمة
وكان الشيخ قد رفض سنة 2002 دعوة لزيارة تونس، وبرّر حينها رفضه لتلبية الدعوة بوجود مئات المعتقلين الإسلاميين داخل السجون التونسية، في إشارة إلى سجناء حركة النهضة الإسلامية المحظورة الذين أطلق سراحهم جميعا في وقت لاحق. وتعرض الشيخ القرضاوي طيلة العشرية الماضية لهجوم من عدد من الصحف التونسية وخاصة من الكتاب المنتمين للتيار الماركسي، وبلغت الحملة أوجها بمناسبة صدور كتابه "التطرف العلماني في مواجهة الإسلام.. تركيا وتونس نموذجا" نهاية سنة 2001. تغير في المواقف؟ وتتوالى في تونس تقارير إعلامية مفادها أن الزيارة قد تؤشر إلى تغير ما في السياسة التونسية تجاه الظاهرة الإسلامية، خاصة أنها تأتي بعد التراجع اللافت للحملة التي كانت تشنها القوى الأمنية على المحجبات ولعدد الحالات التي تتعرض فيها المحجبات للمضايقة. كما أن إطلاق سراح كل مساجين حركة النهضة وبداية عودة بعض المهجرين منهم، والسماح لرموزهم في تونس ومن بينهم علي العريض وزياد الدولاتلي بالمشاركة في الأنشطة السياسية التي تنظمها أحزاب المعارضة ولو بصفة محدودة، كلها تمثل إشارات إضافية على التحسن في العلاقة بين السلطة وأبناء الحركة الإسلامية في تونس، حتى إن كان ذلك التحسن طفيفا. وستشمل الاحتفالات بهذه التظاهرة إقامة عدة ندوات دولية ووطنية تتناول مواضيع مختلفة بعضها يتصل بتراث القيروان، ومنها ما يهتم بقضايا فكرية معاصرة، إضافة إلى تنظيم موائد مستديرة حول مواضيع مرتبطة بتاريخ القيروان وإسهاماتها العلمية في الحضارة الإنسانية. كما ستقام بالمناسبة عروض فنية إلى جانب عدد من المهرجانات المحلية والوطنية على غرار مهرجان الإنشاد الصوفي الذي سيتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف. ومن الندوات المبرمجة خلال هذه الاحتفاليات ندوة حول دور التربية في تعزيز قيم الحوار في الإسلام في المناهج التعليمية، وملتقى دولي حول إسهامات علماء القيروان في التراث التربوي الإسلامي. وتقع مدينة القيروان على بعد 160 كيلومترا تقريبا عن تونس العاصمة، واكتسبت أهميتها التاريخية من الدور الذي لعبته في الفتوحات الإسلامية بإفريقية -التسمية القديمة لتونس- ويعود تأسيسها إلى سنة 50ه، وقام ببنائها عقبة بن نافع الذي أرادها أن تكون سكنا وقيروانا -أي حصنا– للفاتحين كما جاء في الخطبة التي ألقاها بالمناسبة. وأول ما بني من المدينة المسجد الجامع الذي تحول في بضع سنين إلى أول جامعة إسلامية تدرّس فيها جميع الاختصاصات من الفقه واللغة إلى الطب وعلم الفلك. ومن أعلام القيروان الإمام سحنون، وابن رشيق القيرواني، وابن شرف، وأسد بن الفرات، وابن الجزار، وغيرهم كثير. وظلت القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية، ووجهة تشد إليها الرحال من المغرب إلى الأندلس حتى زحف بني هلال على إفريقية حوالي 439ه وتدميرهم القيروان؛ لينتقل بعدها مركز الثقل العلمي والسياسي في إفريقية من القيروان إلى تونس، ومن جامع عقبة إلى جامعة الزيتونة المعمورة. واختارتها منظمة "الإيسيسكو" (المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة) عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2009. محمد أحمد الزيارة في حال إتمامها ستشكل أبرز المحطات في إطار الاحتفالات بالقيروان الأحد. مارس. 8, 2009