واشنطن(ا ف ب)الفجرنيوز:قال مسؤولون في الاستخبارات الاميركية امام الكونغرس الثلاثاء ان ايران لم تقرر بعد ما اذا كانت ستصنع قنبلة نووية كما انها تفتقر حاليا الى اليورانيوم العالي التخصيب اللازم لانتاج مثل هذه القنبلة.غير ان مدير الاستخبارات دينيس بلير قال ان طهران تقوم بتخصيب اليورانيوم في تحد للعقوبات الدولية و"تمتلك" المعرفة اللازمة لبناء صواريخ بعيدة المدى التي يمكنها حمل قنابل نووية لقصف اهدافها في المحيطات. وتعتقد معظم وكالات الاستخبارات ان طهران ستكون قادرة على الارجح على انتاج اليورانيوم العالي التخصيب بين 2010 و2015 في حين تقدر اجهزة وزارة الخارجية ان تستطيع ايران القيام بذلك في عام 2013. وقال بلير امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "لا نعلم ما اذا كانت ايران تعتزم تطوير اسلحة نووية، لكننا نقدر ان ايران تحاول على اقل تقدير الابقاء على خيار تطوير مثل هذه الاسلحة مفتوحا". واقر بلير ان نظرة الولاياتالمتحدة بهذا الخصوص تتناقض مع رؤية حليفتها القوية اسرائيل. واوضح ان "الاسرائيليين قلقون اكثر بكثير في هذا الشأن ويميلون الى تبني نهج اسوأ سيناريو في هذه المسالة من وجهة نظرهم". واضاف انه لتتمكن اسرائيل من بناء ترسانة نووية، فانها تحتاج الى مخزون من اليورانيوم العالي التخصيب وعليها بناء رأس حربي -- العملية التي جمدتها ايران منتصف 2003 ولن تستأنفها على الارجح -- كما تحتاج الى صواريخ طويلة المدى. واكد بلير ان اجهزة الاستخبارات الاميركية خلصت الى ان "ايران لم تقرر المضي قدما على هذه المسارات الثلاثة".وقال اللفتنانت مايكل ميبلز مدير جهاز الاستخبارات الدفاعية في البنتاغون امام اللجنة نفسها "نحن نتفق مع هذا" التقييم. واضاف ان "الحكومة الايرانية ستشهد انخفاضا في عائداتها في 2009 نظرا لان اسعار النفط ستبقى منخفضة ويجب تحقيق توازن بين انفاق الدفاع والبرامج الاجتماعية". واشار ميبلز وبلير الى ان ايران تقوم ببناء وامتلاك دفاعات ضد الغارات الجوية، التي يرى خبراء انها يمكن ان تكون الطريقة الارجح التي يمكن ان تستخدم لتدمير برنامج ايران النووي. وقال بلير ان ذلك "قرار مختلف" عن قرار بناء سلاح نووي.كما حذر بلير كذلك انه سيكون "من الصعب" اقناع ايران بالطرق الدبلوماسية التخلي عن تطلعاتها النووية. واشار الى ان ايران يمكن ان تذعن لمزيج من الحوافز التي "تتمتع بمصداقية" و"تهديدات بتكثيف الرقابة والضغوط الدولية" الا انه "من الصعب تحديد طبيعة مثل هذا المزيج". وتأتي تصريحات بلير بينما يسعى الرئيس الاميركي باراك اوباما الى التوصل الى طريقة لاقناع الجمهورية الاسلامية بوقف برنامجها النووي الذي تعتقد الدول الغربية انه غطاء لمساعيها لانتاج اسلحة نووية. وتنفي ايران تلك المزاعم وتقول انها تحتاج الى الطاقة النووية لتوليد الكهرباء للاستخدام المدني. وقال بلير محذرا "نقدر ان اقناع القيادة الايرانية بالتخلي عن برنامجها النووي سيكون صعبا نظرا للعلاقة التي يراها الكثيرون في القيادة بين الاسلحة النووية وامن ايران القومي المهم واهداف السياسة الخارجية ونظرا لجهود ايران الكبيرة من اواخر الثمانينات على الاقل حتى عام 2003 لتطوير اسلحة". وتقدر اجهزة الاستخبارات الاميركية بان ايران اوقفت نشاطات تصميم وتسليح اسلحة نووية في اواخر عام 2003 وان طهران لم تستأنف تلك النشاطات ابتداء من منتصف 2007، حسبما قال بلير للجنة.