ذكرت مصادر مؤكدة، رفضت الكشف عن هويتها، أن الشيخ أبا إسحاق الحويني، أحد أبرز الرموز السلفية في مصر والعالم الإسلامي لن يأتي إلى الجزائر بسبب منع الأمن المصري مغادرته مطار القاهرة، وهو ما يُفسر إعلان الموقع الرسمي الذي يُشرف عليه الحويني إلغاء زيارته إلى الجزائر "حتى إشعار آخر". وبحسب نفس المصادر دائما، فإن الشيخ الحويني كان قد تلقى دعوة رسمية من طرف إذاعة القرآن الكريم في الجزائر للقيام بجولة دعوية في مختلف الولايات وتقديم محاضرات في مختلف المساجد، واستُكملت كل إجراءات السفر كإرسال الدعوة للشيخ والحصول على تأشيرة وتذكرة السفر، لكنّ الشيخ لم يتمكن من المغادرة بسبب تضييق الأمن المصري عليه ومنعه من مغادرة مطار القاهرة. وكان من المقرر أن يقوم الشيخ الحويني، وهو من أكبر الرموز السلفية في العالم الإسلامي، بحملة دعوية في أوساط الشباب الجزائر لتوعيته وإرشاده إلى أبرز القضايا الشرعية التي ينبغي على المسلم التحلي بها، ومن ذلك نبذ التطرف والعنف والإرهاب، وممارسة الدعوة السلمية عن طريق الحرص على تصحيح المفاهيم الإسلامية ولزوم منهج السلف وتجنب الابتداع في الدين، قبل أن يُفاجأ الجميع في الجزائر بمنع الأمن المصري من مغادرة الشيخ لمصر. وتحوّل موضوع زيارة الشيخ أبي إسحاق الحويني إلى الجزائر إلى قضية أثارت جدلا كبيرا بسبب الإشاعات التي ظهرت قبل مقدمه، وأدت إلى تسطير برنامج مفصل يشمل المساجد التي سيلقي فيها محاضراته، في الجزائر العاصمة والبليدة، وهو ما أدى إلى توافد كثير من الشباب المتعطش لسماع دروس أحد أكبر الرموز السلفية في العالم الإسلامي لمختلف مساجد العاصمة التي أعلنت احتضانها لأنشطته، رغم أن الشيخ لم تطأ قدماه أرض الجزائر أصلا، قبل أن يتأكد قرار إلغائه زيارته رغم قيام إذاعة القرآن الكريم بكافة الإجراءات اللازمة من أجل إنجاح زيارته الدعوية للجزائر. وبحسب معطيات نُشرت في منتديات ذات توجهات سلفية، فإن اختيار الشيخ الحويني لزيارة الجزائر جاء بناء على نصيحة بعض الطلبة الجزائريين المقيمين في مصر الذين التقوا مصدرا أمنيا جزائريا بالسفارة الجزائريةبالقاهرة، حيث تم ترشيح مجموعة من الدعاة والمشايخ المصريين على رأسهم الشيخ الحويني والشيخ جمال المراكبي، رئيس جماعة أنصار السنة، من أجل توعية الشباب الجزائري بمخاطر الإرهاب وتناقضه مع الفهم الصحيح للإسلام الذي يُحرّم سفك دماء المسلمين وترويعهم واستهدافهم بالتفجير. 2009.03.21 مصطفى فرحات