تونس : ضربت مصالح الديوانة التونسية بقوة منذ أيام وذلك بإحباط عملية تهريب كمية كبيرة من المخدّرات عبر الأراضي التونسية قدّر وزنها بنحو طن قيمته خمسة ملايين دينار وكشفت المعطيات المتوفّرة أنّ دورية تابعة للوحدة الخامسة للديوانة بمدنين وتحديدا على مستوى المركز الحدودي بالفوار بولاية قبلي كانت بصدد حراسة منطقة نفوذها في إطار عملها اليومي والروتيني لمقاومة مختلف أشكال التهريب وتأمين حدودنا عندما تفطّن الأعوان لتواجد شاحنة على الطريق الرابطة بين قصر غيلان وتطاوين وتحديدا بمنطقة أم الشياه بمسلك صحراوي يربط بين مدينتي البرمة وحامة قابس فشكّوا في أمرها بفضل حنكتهم المعهودة وحاستهم لذلك سارعوا بالاقتراب من الشاحنة ليفاجأوا بهروب من كان بداخلها وبوجود عدد كبير من الأكياس مشحونة بطريقة ذكية في الصندوق الخلفي للشاحنة. إيقاف واعتراف وبمواصلة التحريات من قبل مصالح الديوانة التونسية والتفتيش الدقيق للشاحنة تمّ العثور على شريحة بطاقة هاتف محمول تبيّن إثر التنسيق مع الجهات المختصّة أنّها على ملك شخص من ذوي السوابق العدلية في مجال تهريب المخدّرات وهو محلّ متابعة متواصلة منذ فترة من قبل المصالح المختصّة لذلك تمّ إيقافه ولكنّه أنكر في البداية علاقته بالموضوع. ولكن بمواجهته بعدّة قرائن مادية ومحاصرته بأسئلة ذكيّة سقط في «الفخ» وتراجع في أقواله واعترف بما نسب إليه. إذ ذكر أنّه صاحب الشاحنة المحجوزة (من نوع تويوتا) وأنّه كان بصدد نقل طن من مادة القنب الهندي (الزطلة) قصد تسليمها إلى مروّجين يحملون الجنسية الليبية بعد جلبها من الحدود التونسية الجزائرية قرب مدينة البرمة. وبمواصلة التحرّي معه حدّد هويّة شخص آخر كان يرافقه على متن الشاحنة فتمّ إيقافه أيضا. كيس من المال مدفون في الأرض وواصلت مصالح الديوانة التونسية البحث الدّقيق في هذه القضية لتتمكّن بفضل دهاء أعوانها وخبرتهم في المجال من توفير معلومات إضافية حول المظنون فيه الذي اعترف بها ومن بينها نجاحه سابقا في تهريب طن من المخدّرات. وأفادت بعض المصادر ل«الصباح» أنّ أعوان الديوانة تحوّلوا إلى منزل أحد أقارب المظنون فيه الرئيسي ببن قردان حيث عثروا على كيس بلاستيكي مدفون في حديقة المنزل وبالقرب من المكان كلب حراسة وبفتحه عثر الأعوان على مبلغ مالي كبير يقدّر بنحو 370 ألف دينار بينها 360 ألف دينار تونسي وحوالي 6 آلاف دينار من العملة الليبية وقد اعترف المشبوه فيه بإخفاء ذلك المبلغ بنفسه بعد حفر حفرة عميقة وسط الحديقة ووضع كلب حراسة بالمكان للتمويه. تفكيك الشبكة المغاربية هذا وتمكّنت مصالح الديوانة التونسية - بعد بذل مجهودات كبيرة - من تفكيك رموز هذه الشبكة المغاربية والدولية وتحديد هويات الأطراف الأجنبية والتونسية المشاركة في عملية التهريب قبل أن يتولّى أعوان الإدارة الفرعية لمكافحة المخدّرات بالقرجاني مواصلة البحث في هذه القضية التي حقّقت فيها مصالح الديوانة التونسية نجاحا باهرا وقد علمنا أنّ المتهم الرئيسي اعترف أثناء التحرّي معه بمقرّ الفرقة بالقرجاني بنجاحه سابقا في تهريب ستة أطنان من المخدرات من الحدود الجزائرية إلى الحدود الليبية مقابل عمولة معتبرة. وأكيد أنّ التحريّات المتواصلة معه ستكشف ربّما عن تفاصيل أخرى. صابر المكشر