د. ديمة طارق طهبوب الفجرنيوز أيا أميتنا: قليلة هي ألقاب ومنازل الشرف التي تفاخر بها النساء في تاريخ أمة الاسلام فما كمُل من النساء الا ثلة قليلة بثبات إيمانهن في وجه الطغيان و الفتن في مثال مريم ابنة عمران و آسيا إمرأة فرعون، و وراثة الرسالة النبوية في خديجة و فاطمة زوج و ابنة المصطفى صلى الله عليه و سلم، أمثلة بعيدة مثالية كنا نحفظ سيرتها و نذكرها في معرض الفخر و الانتساب، و البعد بيننا و بينها كما بين السماء و الأرض أسماء بنت عميس زوجة الشهداء الثلاثه جعفر بن أبي طالب، و أبو بكر الصديق، و علي بن أبي طالب، و كم ضربناها مثلا في الصبر و الجلد و الإيمان، و الرسول يوصيها بعد حبيبها الأول "يا أسماء لا تقولي هجرا و لا تضربي صدرا، يا أسماء هذا جعفر قد مرّ مع جبريل و ميكائيل وعوضه الله عن يديه جناحين يطير بهما حيث يشاء، ثم يأتي الاكرام و الجبر في أبي بكر، في ثاني اثنين اذ هما في الغار لتعيش بنفسها ظلال "لا تحزن إن الله معنا"، ثم تغسله صابرة محتسبة مثنية عليه و على جعفر اذ قالت "ما رأيت شابا خيرا من جعفر و لا كهلا خيرا من أبي بكر"، لتكمل مسيرة الجهاد مع علي بن أبي طالب الذي أصبح يفخر بها و يقول" كذبتكم من النساء الخارقة، فما ثبت منهن إمرأة الا أسماء بنت عميس" صحابة ثلاثة، سابقون ثلاثة، مبشرون ثلاثة، شهداء ثلاثة، شفاعات ثلاث، جنان لا تُعد ولا تحصى، كلهم وكلها لامرأة واحدة...أسماء بنت عميس كانت رمزا بعيد المنال، و أصبحت يا أمية واقعا يعيد المثال... أتعرفين يا أمية ماذا يحصل عندما يبكي الرجال؟؟؟ عندما يبكي الرجال ألما و حسرة على جسد ضُعف عن الجهاد في سبيل الله، تلملم النساء حسرة الحب و القلب و تلتحم بالحب الأكبر في خندق البندقية عندما يبكي وائل تكفكف أمية الدموع و تمسح الحزن و تزرع الأمل حتى آخر لحظة عندما يُستشهد وائل تقوم أمية لتحيي غزة و تحيينا أملا و صمودا و جهادا شهيدان و شفاعتان و المرأة واحدة: أمية جحا سلام عليك يا أسماءنا، سلام على دموعك و حرقة قلبك، سلام على شموخك و رفعة رأسك، سلام على رامي و وائل، سلام على نورك، سلام عليك يا زوجة الشهيدين، سلام عليك و ألف سلام سلام على قلب تعنّى فأزهر رغم مر الحال وردا سلام على قلب ترجل بالمعاني فسطر في رياض النفس سفرا فديتك ان قضى ربي بأمر