هربرت جورج ولز H.G.Wells الكاتب والأديب البريطاني المعروف. حصل علي بكالوريوس العلوم. ثم تولي التدريس بضع سنين ثم انصرف للتأليف. اشتهر بقصصه التي تعتمد علي الخيال العلمي مثل "آلة الزمن" و"الرجل الخفي". فضلا عن رواياته النفسية والاجتماعية من مثل "ميكا فيللي الجديد" و"الزواج" ولم يغفل ولز البحث في التاريخ فأنجز كتابا هاما بعنوان "معالم تاريخ الإنسانية" وأعقبه بكتاب مهم آخر "موجز تاريخ العالم" وكان آخر كتاب أصدره هو "العقل في أقصي تواتراته". كما له كتاب في السيرة الذاتية بعنوان "تجربة في كتابه السيرة الذاتية". وبالإضافة إلي هذا كتب العديد من الدراسات والمقالات الهامة في التعبير عن صورة الاسلام. أكد خلالها أن الإسلام دين غني بالقيم والمثل العليا وأن نبي الاسلام كان مهموما بقومه وهدايتهم دون أن يكون مهموما بنفسه. مؤثرا قومه حتي بث فيهم روح الكرامة والسماحة. يتساءل:هل تراك علمت قط أن رجلا كريم السجايا مستطيعا أن يتخذك صديقا؟ ذلك أن من عرفوا محمدا صلي الله عليه وسلم أكثر من غيرهم. كانوا أشد الناس إيمانا به. وقد آمنت به خديجة رضي الله عنها. كانت زوجة محبة. وأبوبكر رضي الله عنه شاهد أصعب لحظات حياته. وهو لم يتردد قط في إخلاصه. كان يؤمن بالنبي صلي الله عليه وسلم ومن الصبر علي أي إنسان يقرأ تلك ا لأيام ألا يؤمن بأبي بكر رضي الله عنه. وكذلك علي رضي الله عنه فإنه خاطر بحياته من أجل ا لنبي صلي الله عليه وسلم في أحلك أيامه سوادا. حج محمد صلي الله عليه وسلم حجة الوداع من المدينة إلي مكة . قبل وفاته بعام. وعند ذاك ألقي علي شعبه موعظة عظيمة. إن أول فقرة فيها تجرف أمامها كل ما بين المسلمين من نهب وسلب ومن ثارات ودماء. وتجعل الفقرة الأخيرة منها الزنجي المؤمن عدلا للخليفة. إنها أسست في العالم تقاليد عظيمة للتعامل العادل الكريم. وإنها لتنفخ في الناس روح الكرم والسماحة. كما أنها إنسانية السمة. ممكنة التنفيذ. وخلفت جماعة إنسانية يقل ما فيها مما يغمر الدنيا من قسوة وظلم اجتماعي. عما في أي جماعة أخري سبقتها. لقد منح العرب العالم ثقافة جديدة. وأقاموا عقيدة لا تزال إلي اليوم من أعظم القوي الحيوية في العالم أما الرجل الذي أشعل ذلك القبس العربي فهو محمد صلي الله عليه وسلم. كان محمد صلي الله عليه وسلم تقيا بالفطرة. وكان من غير ريب مهياً لحمل رسالة الاسلام التي تلقاها. وبالاضافة إلي طبيعته الروحية. كان في سره وجهره رجلا عمليا عرف مواطن الضعف ومواطن القوة في الخلق العربي. وأدرك أن الاصلاحات الضرورية ينبغي أن تقدم إلي البدو الذين لا يعرفون انضباطا وإلي المدنيين الوثنيين. وفي آن واحد. علي نحو تدريجي وفي الوقت نفسه كان محمد صلي الله عليه وسلم يملك إيمانا لا يلين بفكرة الإله الواحد. وعزما راسخا علي استئصال كل أثر من آثار عبادة الأصنام التي كانت ساندة بين الوثنيين العرب. دوافع أنانية كانت مهمة محمد صلي الله عليه وسلم هائلة كانت مهمة ليس في ميسور دجال تحدوه دوافع أنانية وهو الوصف الذي رمي به بعض الكتاب الغربيين المبكرين الرسول العربي صلي الله عليه وسلم أن يرجو النجاح في تحقيقها بمجهوده الشخصي. إن الاخلاص الذي نكشف عنه محمد صلي الله عليه و سلم في أداء رسالته. وما كان لأتباعه من إيمان كامل فيما أنزل عليه من وحي. واختبار الأجيال والقرون. كل أولئك يجعل من غير المعقول اتهام محمد صلي الله عليه وسلم بأي ضرب من الخداع المتعمد. ولم يعرف التاريخ قط أي تلفيق ديني متعمد استطاع أن يعمر طويلا. والاسلام لم يعمر حتي الآن ما ينوف علي ألف وثلاثمائة سنة وحسب. بل إنه لا يزال يكتسب. في كل عام. أتباعا جددا. وصفحات التاريخ لا تقدم إلينا مثلا واحدا علي محتال كان لرسالته الفضل في خلق امبراطورية من امبراطوريات العالم وحضارة من أكثر الحضارات نيلا.