أ.د. محمد اسحق الريفي الفجرنيوز بمواكبة الحصار والعدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة المحتلة، تشن وسائل الإعلام المعادية لشعبنا حملات دعائية ضد ثقافة المقاومة ورموزها والتنظيمات التي تنتهجها في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وذلك ضمن مخطط صهيوأمريكي يهدف إلى فرض حالة من الاستسلام في المنطقة. وتأتي هذه الحملات الدعائية في سياق الدعاية السياسية الإستراتيجية التي تقوم بها وسائل الإعلام الصهيونية والغربية، والتي تهدف إلى التأثير السلبي على موقف الشعب الفلسطيني من المقاومة، وإلى تغيير سلوك المواطن الفلسطيني وتحريضه ضد الحكومة التي تتولاها حركة حماس وسياساتها الرافضة للتسوية الاستسلامية. وتتضمن الدعاية السياسية الإستراتيجية الدعاية التحريضية، وهي جزء من الدعاية المضادة التي تستخدمها قوى سياسية خارجية لإسقاط الحكومات؛ كالدعاية التي يشنها العدو الصهيوني والأمريكي ضد حركة حماس. وتعتمد الدعاية المضادة على ضخ معلومات كاذبة ومضللة في وسائل الإعلام واختلاق القصص الكاذبة وتكرار نشرها حتى يصدقها جزء كبير من الناس ويؤمنون بأنها صحيحة ويدافعون عنها ويشيعونها في المجتمع. كما تعتمد الدعاية المضادة على نشر الشائعات الكاذبة في المجتمع عن طريق العملاء الذين ينشطون في التجمعات الشعبية أو في المواقع الإلكترونية. وتستهدف الدعاية التحريضية الأذهان؛ عبر التشويش على عملية الإدراك لدى المواطن وقدرته على التحليل وتفسير الأحداث، لتختلط عليه الأمور ويفقد الرؤية الصحيحة للواقع، فتتكون لديه مواقف سياسية مشوهة. كما تستهدف الدعاية التحريضية القلوب؛ عبر التأثير على مشاعر المواطن المستهدف وعواطفه، لتغيير آرائه واتجاهاته ومواقفه السياسية. وتهدف الدعاية التحريضية إما إلى سلبية المواطن؛ عبر إضعاف إرادته وقدرته على رفض مواقف الجهة المعادية وممارساتها، أو إلى دفعه إلى تبني مواقف سياسية تخدم مصالح الجهة المعادية. ولمواجهة الحملات الدعائية ضد المقاومة الفلسطينية، لا بد أن يتولى جهاز مختص مواجهة الدعاية التحريضية التي يمارسها الأعداء، ليقوم بالتالي: أولاً: تحديد أهداف الطرف المعادي الممارس للدعاية التحريضية ضد حركة حماس؛ كتشويه سيرة قادتها والطعن في مصداقيتها واتهامها بالانسياق وراء أجندات خارجية والتشكيك في سلامة أهدافها ووسائلها ومنهجها... ثانياً: تحديد الأدوات الإعلامية التي يستخدمها الطرف المعادي في شن الحملة التحريضية؛ كالصحف والمواقع الإلكترونية والراديو والتلفزيون، وتحديد الشائعات التي ينشرها ناشطو الطرف المعاني بشكل فردي. ثالثاً: تحديد أساليب الطرف المعادي الممارس للدعاية التحريضية؛ كإثارة الشبهات وإطلاق الشائعات، والمواد الإعلامية التي يعتمد عليها والأفكار التي يروجها... رابعاً: تصنيف المواطنين الفلسطينيين؛ من حيث مدى تأثرهم بالدعاية التحريضية وانعكاسها على مواقفهم وسلوكهم: منتمون لحركة حماس، مناصرون لها، منتمون لفصائل أخرى، مستقلون، منتمون لتيارات معادية للمقاومة... خامساً: وضع خطة شاملة ومفصلة لدحض الشائعات التي يطلقها الطرف المعادي الممارس للدعاية التحريضية وتفنيد أدلته وإثبات زيف قصصه وكشف أساليبه. سادساً: وضع برامج عملية للطعن والتشكيك في أهداف الطرف المعادي؛ بحيث تتناسب هذه البرامج مع طبيعة فئات المواطنين وخلفياتهم وانتماءاتهم، ومن ثم توجيه البرامج المناسب للفئة المعنية، بحيث يتم عبر هذه البرامج كشف خطط الطرف المعادي ووثائقه وإيجاد الأدلة العقلية والعينية على تورطه في أجندات أجنبية، وعلى لجوئه إلى أساليب قذرة تفتقر إلى الأخلاق والمعايير الوطنية والدينية والإنسانية وتضر بمصلحة الشعب الفلسطيني وبقضيته. سابعاً: تكثيف التواصل بين قادة حركة حماس ورموزها وبين المواطنين؛ من خلال المؤتمرات والفعاليات الاجتماعية والسياسية والثقافية. ثامناً: تكثيف التواصل بين قيادة حركة حماس ورموزها مع قاعدتها وشرح موقف الحركة وإطلاعها على آخر الأحداث والمستجدات. تاسعاً: توظيف مختصين إعلاميين وسياسيين ودعاة ومفكرين، للمساهمة في مواجهة الدعاية التحريضية، وفي حشد طاقات أفراد حركة حماس وأنصارها ومؤيديها لتوعية المواطنين سياسياً ودينياً؛ حتى لا يقعوا ضحية للدعاية التحريضية التي تستهدف معنوياتهم. عاشراً: تفعيل دور الإعلام في مواجهة الدعاية التحريضية والحملات الدعائية؛ من خلال وضع خطة إستراتيجية شاملة تشترك فيها وسائل الإعلام التابعة لحركة حماس وفصائل المقاومة الإسلامية الأخرى والمؤيدين لنهج المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني والأمريكي.