سبق للإخوة في كتائب شهداء الأقصى أن وجهوا أكثر من إنذار لخروقات عباس ولحكومة فياض ، وكم إنذارا وجهوا للمنظومة الأمنية الدايتونية على أثر ما خسرته كتائب شهداء الاقصى والشعب الفلسطيني من أبناءها الشرفاء في كل بقعة ومخيم في الضفة الغربية . وفي زحمة ردود الفعل على تجاوز عباس للجنة التحضيرية للمؤتمر العام الحركي توالت ردود الفعل من الشرفاء في داخل حركة فتح ووجدوا أن موقف اللجنة التحضيرية برئاسة محمد راتب غنيم هي بوابة وفاتحة تفاؤل لقرارات تالية يمكن أن تطيح بعباس وتياره من داخل حركة فتح ، وفي الحقيقة أن عباس لم يعد عضوا للمركزية في داخل حركة فتح منذ أن قدم استقالته للجنة المركزية ، وبناء على ردود الفعل من الرئيس عرفات عندما قدم عباس استقالته ، قال " أريد أن أستيقظ غدا فلا أجد عباس في فلسطين ، وقيل منه أيضا أنه " لن يسمح بكرزاي جديد في فلسطين " ، وما فعله ومنظومته المتخندقة والمتغلغلة في رأس قيادة حركة فتح وفي قلبها وحنجرتها أكثر بكثير مما فعله كرزاي وبقيادة عباس . ويصدر إنذار أخير هذه المرة من أحد الإخوة كوادر حركة فتح " سلطي محمد ريموني " ، يضع محددات للرئيس للتنفيذ والتنفيذ الفوري ، وأقول لأخي سلطي : هل هناك مجال للمعاتبة مع من افتروا على حركة فتح وعلى كوادرها وعلى تاريخها ؟ .. وهل يمكن أن نسطح الأمور بهذه الكيفية ؟ .. إذا كان شرفاء فتح بعد مسيرة التخبط والإنفلاش والمسح الذهني والعقوبات والإقصاء قادرين على توجيه إنذار وإنذار فقط لمن وضع في نصب عينيه إنهاء حركة فتح والتنازل عن العمود الفقري لمنهجية حركة فتح ووجودها وهي النكبة واللجوء . إنني أعلم أن كوادر حركة فتح ، أقصد شرفاءها ومن مضوا على درب شهدائها مناضلين مكافحين في خنادق تكون أشد وطأة وقسوة من هؤلاء حتى حسبنا يوما ما أننا نعيش كأبناء فتح في ظل الإحتلال ونحن تحت علم فلسطين وفي علم يسمى معسكر فلسطيني ، هؤلاء المتخندقين فتكوا بحركة فتح وكوادرها منذ الثمانينات أينما وجدوا وخاصة في مواقع الجيش بقيادات معروفة ومعروفة أهدافها وانتماءاتها واتصالاتها وأين تصب . حركة فتح وشرفاء فتح لا يكفي أن يوجهوا انذار بعد كل ما حدث ، بل يجب أن يرفعوا مبدأ المحاسبة وسيف القصاص من هؤلاء ، ولا يهم المكان ولا الزمان ولكن من المفضل أن يكون في احدى الميادين في كل عاصمة وفي كل مدينة وقرية فلسطينية . إذا كانت قوى الإحتلال الصهيوني قد كبدتنا خسائر في معارك الشرف فعصابات أوسلو ودايتون قتلت أضعاف أضعاف ما قتله الإحتلال ، وإذا قتل الإنسان معنويا فلا يصح ماديا ، وأي اعتبار لمن قتلت معنوياته وأفشلت أهدافه ولوحق وتدرككم الملاحقة ولو كنتم بين أربعة جدران ؟ .. ولأنكم أبناء فتح الشرفاء الذين حافظتم على نظافة أيديكم ولسانكم والجزء الأسفل من أجسامكم ! .. أما هم فحدث ولا حرج ، فيكفي أن نعد مذكراتنا لنكتب عهرهم الذي مارسوه على مدار عقود طويلة . وهنا أقول لأخ محمد لقد بلغ السيل الزبى ، وبعد البلوغ يجب أن تأتي دائرة الفعل ودائرة المحاسبة ودائرة القفز على كل الإعتبارات التي هم حاولوا أن يجعلوها حقيقة وقانون ومرسوم . كفى .. كفى .. كفى .. وكفى انذارات وكفى تكونوا في دائرة العجز التي شجعت هؤلاء على التمادي في غيهم على طريق بيعهم للوطن وللكادر وللشعب ، مخاض يجب أن يخرج منه الشرفاء منتصرين على هؤلاء الأوغاد الذين لم يضعوا أي اعتبارية لكرامة كادرهم وتاريخهم ووطنهم ، والعميل لا ينذر ولا يراجع بل تشكل له لجان قصاص في أكبر الميادين ليلقى حسابه العادل على ما اقترفوه من ذنب . ومن خلال هذا المقام أوجه أيضا كلمة للأخ أبو اللطف الذي مازلنا نأمل أن يخرج من بطئه في التعامل مع الحدث ومع طموح الكادر وطموح الشعب الفلسطيني ومتطلبات القضية الفلسطينية ، فإن الزمن ينفذ وبعد ذلك لن نؤمن بعد الله والرسول بأحد . بقلم / سميح خلف رئيس تحرير فلسطيننا