فريد خدومة – تونس – الفجر نيوز الحمد لله وحده أن تكتب في زمن الرفض لمن يسافر في بيداء ذات تيه لا يلوي على شيء، كمن يجرب فعل الجنون في بلاد العقلاء، قال الحكماء : لا تخلد إلى النوم فالسفينة في عباب البحر قلت : غدا تشرق شمس الحرية وستحكي لي أمي حكايتها من البداية قال الراوي: كانت أمك عقيم قبل ثم تتالى النسل حتى شهدنا ميلاد الواحة من عدم السابلة قالوا خذوها للجحيم ما نفعل بالغرباء ، الرمال تغنت والريح سارعت إلى الغروب الناس قالوا لا توصدوا بابه قد يطرقه غريب يستجدي المعرفة حدثنا الراوي أن بابه ما أوصدوه سبعين خريفا لكن الحال هي الحال والبعير ما اجتثت عقالها من الأرض وما فارقتنا الأحزان قال الحكيم فيما مضى كنا نتلهى بالصبر ونصنع مآسينا وندعي أن الرجل ما جاء من أقصا المدينة يسعى إلا ليوقظ السكارى من غفوتهم ، قال الفقيه لا توقظوا الحارس ولو فاتته الصلاة. في المساء تحلق الناس حول نارهم ينظرون إلى وجلهم لم يسارع إلى فعل الخيرات منهم رجل ، قال الراوي: ما شهدنا مهلك أهله قال الساحر: إن حافظتم على النار في اتقادها قد يطول ليلكم ويأتيكم الفجر حبلى قال اللغوي: معاذ الله أن يحبل فجركم سفاحا قال الراحل على وجل وهو يودع قريتنا هناك حيث كنا كان الناس أمة واحدة قال زعيم القرية المعزول: لا تسبوا الدهر السماء يتشاجر فيها ضوءان في حين يصر الأول على الظهور يتشبه الآخر بالسماء غدا عندما تدركون أن أشواطكم السبعة ما قربتكم من الآلهة ستكفرون بالرحلة قال الراوي واستمر الناس في غيهم بين قائل أن الراعي على وجل وقائل قد يتشبث وقائل غلى سقر أمي قد تكشف سرها لأول قادم من ثنية الوداع لذا تشبثت بالأرض أما أولئك الذين تعودوا على البيع يكتشفون في البورصة أما أخرى ، هي إذا لعنة التدافع.. قال الراعي هيه ثم ماذا؟ هذه أرضكم والديار وكلب الرعي والجدار ...من يريد أن يقيمه ... قال الفلاح تحت الرماد اللهيب.. قال الراوي هو أنت إذا داعي فتنة ....خذوه فغلوه. الشرطي يستيقظ من غفوته هل أمركم سيدنا بتغيير شكل الصلاة؟ يصمت القوم ..ينظر في أعينهم يبتسم في غير سخرية ، هي إذا نفس اللعنة...يتقيأ سيدنا أمرا فتقتلون على الولاء.. حاول الفقيه أن يعتذر إلى الشرطي حاول اللغوي أن يبين بأن في الاشتقاق ما يدفع للطمأنينة.. النار بدأت تكتشف أنها للرماد أقرب أمي تستحي من الأرض كعادتها فتختبئ خلف التلة لتجود على الأرض الراوي يحاول أن يقفل دفاتره قال ابن الراعي لا بد من الحساب صاح القوم اتركوا الحساب ليوم الحساب.. صرخ الفقيه في وجه الشرطي وفي وجه القوم على حد سواء ''قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله''..