(رويترز)الفجرنيوز:قال وزير الداخلية الجزائري نور الدين زرهوني ان الضغوط التي تمارسها قوات الامن ادت الى تفكيك الجماعات المسلحة الاسلامية الى خلايا صغيرة يصعب رصدها تعتمد بدرجة متزايدة على التفجيرات الانتحارية باستخدام شبان مخدرين. وقال زرهوني ان قوات الامن ضبطت يوم الاثنين جماعة متمردين مسؤولة عن تفجير مزدوج بالعاصمة الجزائرية في11 ديسمبر كانون الاول أسفر عن سقوط41 قتيلا على الاقل منهم17 من العاملين بالامم المتحدة والذي أعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي مسؤوليته عنه. وقال للصحفيين مساء امس الاربعاء في اشارة الى مقتل اثنين من المتمردين واعتقال اربعة في مداهمة قالت صحف جزائرية انها وقعت في قرية كور سو شرقي الجزائر العاصمة ان الاجراءات التي تتخذها الجزائر ضد الارهاب فعالة وان الدليل على ذلك هو النتائج. لكن الزرهوني الذي يزور تونس للمشاركة في اجتماع وزراء الداخلية العرب قال ان التفجيرات مازالت خطيرة لان هذا التكتيك هو الاسهل في ارتكابه لكنه في نفس الوقت هو الاصعب في احباطه وخاصة اذا كان هجوما انتحاريا. وعندما سئل اذا كانت الشرطة لجأت الى استدعاء افرادها الذين تقاعدوا ممن شاركوا في الكفاح ضد التمرد الاسلامي في التسعينات وهي شائعة يتم تناقلها منذ فترة طويلة في الجزائر العاصمة رد بقوله انه لا ضرورة لذلك وانه لم تعد هناك مشكلة افراد وان المجموعات التي تواصل العمل على الارض انخفضت بدرجة متزايدة. وقال زرهوني انه اذا كانت هناك صعوبة في الحصول على مزيد من النتائج فان ذلك لان هذه المجموعات أصغر وأكثر تشتتا وان السلطات تنظر الى لجوء هؤلاء الارهابيين الى القنابل على انه علامة ضعف. ويتعافى الجزائر من اعمال عنف استمرت أكثر من عقد بدأت في عام1992 عندما الغت الحكومة المدعومة من الجيش انتخابات تشريعية كان الاسلاميون يتجهون للفوز فيها. وخشيت السلطات من قيام ثورة اسلامية. ويقدر عدد الذين قتلوا بأنه يصل الى200 الف شخص. وتراجعت اعمال العنف منذ ذلك الحين لكن موجة من التفجيرات الانتحارية الضخمة في الجزائر العاصمة والمناطق المحيطة بها قتلت عشرات على مدى18 شهرا في تغيير للتكتيكات من جانب المتمردين الذين كانوا يفضلون نصب اكمنة في مواقع نائية للشرطة والجيش. وتراجع عدد المتمردين الذين يقاتلون من اجل اقامة حكم اسلامي من عدد يصل الى40 الف مقاتل في التسعينات الى أقل من1000 مقاتل اليوم. لكن الجماعة المسلحة الرئيسية غيرت اسمها في يناير كانون الثاني عام2007 من الجماعة السلفية للدعوة والقتال الى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي. وقتل مهاجم انتحاري ثلاثة اشخاص يوم الثلاثاء في هجوم على موقع للشرطة قرب العاصمة أعلنت القاعدة المسؤولية عنه. وقال زرهوني انه يعلم ان الجماعات المسلحة يمكنها التأثير على على الناس لشن تفجيرات وان اختيارهم لاهداف كبيرة ادى الى تغطية اعلامية ضخمة. وقال ان المعلومات الخاصة بالمهاجمين أظهرت انه من بين11 حالة جرت دراستها يوجد تسعة كانوا تحت تأثير المخدرات اثناء الهجوم وان هذا يعطي فكرة عن المشاكل والقيود التي تواجهها هذه الجماعات. واضاف ان اختيار مباني مهمة في حد ذاته علامة على الضعف وانهم يحتاجون الى هذه الاهداف لانه لم يعد لهم وجود كبير وحقيقي على الارض. وقال انهم يأملون في ان تؤدي يقظة الجيش واجهزة الامن والمواطنين وتحسين فاعلية الاجهزة الامنية الى السماح بتحقيق نجاحات في هذه المعركة.