الجزائر:قال كريم طابو الأمين العام لحزب جبهة القوى الاشتراكية (المعارض) في الجزائر انه يرفض الاتهام الذي وجهه الوزير المنتدب في الداخلية المكلف بالجماعات المحلية دحو ولد قابلية لحزبه بالضلوع في أحداث الشغب والمواجهات بين سكان منطقة 'بريان' الواقعة بولاية 'غرداية' (600 كيلومتر جنوب العاصمة).وأضاف طابو في اتصال مع 'القدس العربي' امس الأحد أن الوزير ولد قابلية 'يرفض تحمل فشله في المنطقة، ولا يريد الاعتراف بأن ميثاق السلم الموقع بين الإباضيين والمالكيين تحت إشرافه سقط في الماء'، مشيرا إلى أن عودة المواجهات إلى منطقة 'بريان' دليل على أن 'المشاكل القائمة لا يمكن أن تحل بهراوات الشرطة وبسياسة الهروب إلى الأمام'. واعتبر أن القاء المسؤولية على حزبه دليل على أن هذا الأخير تحول إلى مصدر إزعاج بالنسبة للسلطة، مشددا على أن 'الهزة التي أحدثها الحزب في رأس النظام كبيرة بعد أن أضحى عاجزا عن استيعاب الدور الذي يلعبه أعضاء جبهة القوى الاشتراكية في المنطقة رغم الضغوط التي يتعرضون لها من طرف السلطات المحلية'. وتعيش منطقة 'بريان' اضطرابات متقطعة بين سكانها الذين نصفهم 'ميزاب' هم من أتباع المذهب الإباضي، ونصفهم الآخر من أتباع المذهب المالكي ويُطلق عليهم العرب. وتتكرر المواجهات منذ أزيد من سنة، وقد أسفرت عن عشرات الجرحى وخسائر كبرى في الممتلكات. وكان آخر فصولها قبل أيام رغم 'ميثاق الصلح' الذي أشرف عليه الوزير ولد قابلية. وأوضح طابو أن أعضاء جبهة القوى كانوا ولا يزالون دوما في الميدان، الأمر الذي جعلهم يكتشفون أن الفيضانات التي ضربت المنطقة منذ بضعة أشهر لم تكن لأسباب طبيعية، وإنما كانت بسبب 'المافيا' التي 'تعيث فسادا في المنطقة وبنت سدا في المكان الخطأ'، الأمر الذي أدى إلى وقوع الكارثة، كما قال. وأشار إلى أن أعضاء الحزب في المجالس المحلية المنتخبة يجتمعون بالمواطنين كل يوم سبت ويقدمون لهم حصيلة عملهم، وهذا منذ ثلاث سنوات، معتبرا أن هذا التقليد زاد في حنق السلطات لأن هناك 'أموالا ضخمة مرصودة للمنطقة، والكثير من أصحاب النفوذ حصلوا على صفقات كبيرة، ولا أحد يريد من الحزب أن يحشر أنفه فيما يجري'. وردا على سؤال بشأن خلفية عودة المواجهات مرة أخرى في المنطقة، أجاب طابو قائلا: 'السلطة ليست لها نظرة موضوعية لما يجري في بريان، وهي تريد معاقبة جزء من المواطنين لأنهم رفضوا الخنوع والقبول بالأمر الواقع'، مؤكدا أن 'فشل السلطة والوزير ولد قابلية تجسد في ترك المواطنين يدخلون في مواجهات بين بعضهم بعضاً، وبعد ذلك أرادوا البحث عن كبش فداء، فلم يجدوا إلا جبهة القوى الاشتراكية'. وطالب الأمين العام للحزب من الوزير المكلف بالجماعات المحلية أن يستقيل من منصبه، بعد أن سقط ميثاق السلم الموقع بين الإباضيين والمالكيين في الماء، وهو ميثاق كان الوزير يتفاخر به قبل أن تعود المنطقة لتغرق في المواجهات والاضطرابات. وشدد طابو على أن اتهام حزبه تحول إلى عادة لدى النظام، موضحا أنه لما اندلعت أحداث شغب في منطقة القبائل عام 2001 اتُهمت جبهة القوى بتحريكها، ولما خرج المواطنون احتجاجا على أوضاعهم الاجتماعية في ولاية الشلف ( 210 كيلومترات غرب العاصمة) وجهت أصابع الاتهام مرة أخرى لحزبه. واتهم الوزير دحو ولد قابلية بأنه يكره حزب جبهة القوى الاشتراكية منذ سنوات طويلة، لأنه محسوب على تيار سياسي معارض لتيار رئيس الحزب حسين آيت أحمد. وكان الوزير المكلف بالجماعات المحلية قد اتهم صراحة حزب جبهة القوى الاشتراكية بأنه وراء عودة الاحتجاجات إلى منطقة بريان، وربط بين تلك الأحداث وبين محاكمة أحد أعضائه. وقال ولد قابلية في تصريح نشرته جريدة 'الجزائر نيوز' (خاصة) في عددها أمس الأحد ان جبهة القوى عمدت إلى استغلال جماعات وأشخاص لإثارة البلبلة، تزامنا مع محاكمة أحد أعضائها للتشويش على القضاء، موضحا أن الأحداث الأخيرة لا علاقة لها بالصراع المذهبي، ولا علاقة لها أيضا بالأوضاع الاجتماعية لسكان المنطقة. كمال زايت القدس العربي