القاهرة- لم يكن أمام الأسترالية "رغدا علي" سوى تغيير اسمها ل"غابريلا حنا" لتحصل على وظيفة بعد أن رفض العديد من أرباب العمل توظيفها بسبب تصاعد سياسات التمييز في أوساط العمل ضد الأقليات العرقية داخل أستراليا، وفقا لدراسة أجرتها الجامعة الوطنية الأسترالية.وبحسب ما أوردت الدراسة، تروي رغدا: "لقد تقدمت للعديد من الوظائف التي كانت تطلب وظيفة مندوبة مبيعات بلا خبرة -ولي خبرة عامان في المجال- ولم أحصل على الوظيفة". وكانت رغدا قد تقدمت للوظائف، لكنها لم تكن تتلقى أي رد، وبدأ الشك يتسرب إليها في أن اسمها الثاني (علي) هو المشكلة فقررت أن تغيره إلى (غابريلا حنا)، وحصلت بالفعل على الوظيفة. وقالت غابريلا (رغدا علي سابقا): "تقدمت لنفس الوظائف مرة أخرى باسمي الجديد وتلقيت الرد بعدها ب 30 دقيقة". وكشفت دراسة أكاديمية أجرتها الجامعة الوطنية بأستراليا عن صعوبة حصول الباحثين عن عمل من حاملي الأسماء العرقية على وظائف عكس ذوي الأسماء الأنجلوسكسونية (الغربية)، بسبب تحيز أرباب العمل. وأرسل الباحثون في الجامعة نحو 4000 اسم وهمي لمتقدمين لإعلانات وظائف على الإنترنت في مدن سيدني وملبورون وبريسبان الأسترالية، ونوعوا الأسماء ما بين الصينية والإيطالية والشرق أوسطية والأنجلو سكسونية، فكانت الوظائف من نصيب ذوي الأسماء الغربية. تمييز وظيفي وقال الخبير الاقتصادي أندرو لي وهو أحد المشاركين في الدراسة: "تمكنا عن طريق اختلاق أسماء مختلفة في السير الذاتية من التأكد من وجود تمييز وظيفي". وكشفت الدراسة أن أرباب العمل أكثر ميلا للقيام بمقابلات عمل مع المتقدمين الأنجلوسكسونيين من المتقدمين ذوي الأسماء الأجنبية، أو الأسماء التي تشير إلى الأقليات العرقية. وأظهرت نتائج الدراسة أن حاملي الأسماء الصينية أو التي تدل على منطقة الشرق الأوسط قاموا بعمل مقابلات عمل من 64 و68% أكثر من عدد المقابلات عن نظرائهم الأنجلوسكسونيين. وحذرت تقارير دولية أن العنصرية منتشرة في جميع مناحي الحياة في أستراليا، حيث ولد ربع السكان في الخارج. وفي تقرير لجنة حقوق الإنسان وتكافؤ الفرص عام 2007، أكد على أن العنصرية أصبحت جزءا مهما في أستراليا بجميع الألعاب الرياضية و"منتشرة" بين اللاعبين المحترفين والمدربين والمتفرجين والمشجعين. وأكدت لجنة الأممالمتحدة المعنية بالقضاء على التمييز العنصري عام 2005 على أن أعمال التحريض على الكراهية العنصرية موجودة في معظم المدن الأسترالية. وتوسع الباحثون في معرفة ما إذا كان هذا النوع من التمييز موجودا في سوق العمل أم على المستوى العام بين السكان. وقال الخبير لي: "في إحدى التجارب أرسلنا آلاف الخطابات لآلاف الناس في المنازل وانتظرنا لنعرف ما إذا كانوا سيردون علينا أم يلقونها في سلة القمامة"، ويكمل "وجدنا أن أقل الرسائل التي تلقينا ردا عليها كانت موجهة إلى غير الإنجليزيين". وخلصت الدراسة إلى أن القول المأثور القديم الذي يشيد بقدرة أستراليا على استيعاب المهاجرين الجدد داخل نسيجها الاجتماعي، قد يكون خرافةً ليس أكثر.