لندن : أعرب قياديون في الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة بالخارج عن تأييدهم للحوار الدائر بين السلطات الليبية وقيادة الجماعة في الداخل. وقال قياديون سابقون وحاليون في الجماعة انهم يؤيدون ذلك الحوار 'إذا أدى لمصلحة حقن الدماء وفك أسر السجناء (من الجماعة) وإشاعة الأمن والعدل ولمّ شمل العائلات وإتاحة الفرصة للعمل الدعوي والتربوي والسياسي'. وقال قيادي سابق بالجماعة التقته 'القدس العربي' أمس الخميس بلندن، ان السنتين الأخيرتين شهدتا حوارا بين النظام الليبي و'الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة' عن طريق سيف الإسلام القذافي وبعض قياديي الجماعة المسجونين بالخارج. واضاف المصدر أن الاتصالات تجري عن طريق وسطاء ليبيين، موضحا أن هذا الحوار أثمر جوا من الثقة بين الطرفين 'شجعنا على ابداء موقف ايجابي'. وقال المصدر ان النظام الليبي هو الذي بادر الى هذا الحوار. وتوقع أن يكون الحكام الليبيون جادين هذه المرة، خصوصا وأنهم تخلصوا من ملفات ثقيلة تسببت في عزلة ليبيا ومعاناتها، أبرزها قضية لوكربي وملف الممرضات البلغاريات. وقال ان الجماعة تنتظر من هذا الحوار أن يسفر عن الإفراج عن القياديين المسجونين وإشاعة أجواء من الثقة بعد سنوات من الاختلاف تميزت بالقمع والمواجهة بين الجماعة والنظام الحاكم في ليبيا. بالمقابل، قال المصدر ان النظام الليبي طلب من قيادة الجماعة بحوثا ودراسات عن 'العمل الجهادي' وشروطه وحيثياته، وكذا قضايا معينة مثل 'تكفير الحكام' وموضوعات أخرى مشابهة. ولما سئل هل طلب النظام الليبي أو اشترط 'توبة' الجماعة عن 'العمل الجهادي'، قال ان المطلوب في الوقت الحاضر هو هذه الدراسات والبحوث، موضحا أن القيادة في الداخل أدرى بكل التفاصيل. وقال ان هذه البحوث أُنجزت ومن المفروض أن تسلّم للمعنيين بالأمر في الأول من آب/أغسطس المقبل. وذكر بأن الجماعة توقفت عن 'العمل الجهادي' منذ نحو عقد من الزمن. وأصدر أعضاء حاليون وسابقون بالجماعة بيانا بالمناسبة، تضمن عشر نقاط حول مجريات حوار قيادتهم مع النظام الليبي، ويصف العلاقة مع الأخير حاليا وما ستكون عليه. وتأسست الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة في منتصف الثمانينات داخل ليبيا لكنها ما لبثت ان انتقلت الى أفغانستان لمقاتلة السوفييت. وبعد انتهاء الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، استقرت هناك إلى أن جاءت أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 فاضطرت الى الخروج الى باكستان بسبب المطاردات الأمريكية والغربية، ومنها الى إيران. وساد غموض في علاقة الجماعة بتنظيم القاعدة، خصوصا من 2005 عندما صدر بيان عن 'أبو الليث الليبي' يعلن الالتحاق ب'القاعدة'. غير أن القيادي الذي التقته 'القدس العربي' نفى أمس أن تكون الجماعة التحقت يوما ما ب'القاعدة' مشددا على أنها رفضت الالتحاق بالجبهة الإسلامية العالمية. وقال ان إحدى ميزات تنظيمه، استقلاله عن التنظيمات والشبكات الدولية العاملة في الحقل 'الجهادي'، متسائلا لماذا تنتظر الجماعة سنة 2005 كي تعلن الالتحاق بتنظيم أسامة بن لادن. ويتضمن البيان الذي حمل تاريخ اليوم الجمعة اعترافا صريحا بأن 'خيار العمل العسكري لم يحقق أهداف الجماعة من رفع المظالم عن الناس وتحقيق المصالح الشرعية المعتبرة'، وعليه 'فإننا نؤيد قرار الجماعة والقاضي بوقف الأعمال العسكرية داخل ليبيا والتمسك بسياساتها في عدم فتح أية جبهات خارجية مهما كانت الأسباب'. وجدد البيان التذكير بعلاقة الجماعة ب'القاعدة' بالقول 'نؤكد أن ما ورد على لسان الشيخ أبو الليث الليبي من الانضمام الى تنظيم القاعدة إذا فهم منه ذلك هو قرار فردي يخالف اللائحة الأساسية للجماعة والتي تشترط موافقة معظم أعضاء مجلس الشورى في مثل هذه القرارات الهامة'. أكثر من ذلك يستبعد البيان أية فرصة لالتحاق الجماعة ب'القاعدة' في المستقبل قائلا 'نؤكد بوضوح عدم ارتباط الجماعة المقاتلة بتنظيم القاعدة لا سابقا ولا لاحقا'. وطالبت الجماعة النظام الليبي ب'ابداء المصداقية في الحوار، ونترقب ما يصدر عنه وما تؤول إليه نتائج الحوار ونحتفظ بحقنا الشرعي والطبيعي في معارضة النظام ما لم يتراجع عن سياساته السابقة التي أدت الى التأزم والانسداد'. ويعيش قياديو الجماعة بالخارج موزعين بين عدد من العواصم أبرزها لندن. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2005 ألحقت الحكومة البريطانية الجماعة الليبية المقاتلة بقائمة التنظيمات الإرهابية، وشددت عليها الخناق بفضل قوانين مكافحة الإرهاب التي ما انفكت تتشدد منذ سنة 2001.