غزة :اعلنت السلطة الفلسطينية امس انها صادرت مبالغ مالية كبيرة من حركة حماس في الضفة الغربية، كان الهدف من ورائها بناء جهاز امني للحركة هناك، لكن حماس نفت الامر وقالت ان هذه الاموال تعود لعائلات الشهداء والاسرى، في وقت واصلت فيه الحركتان خلافاتهما وهو ما يؤكد استحالة توقيع اتفاق مصالحة في القاهرة خلال الشهر الجاري كما تخطط مصر. وقال العميد عدنان الضميري الناطق باسم اجهزة الامن في الضفة انه تمت مصادرة مبلغ مالي كبير يقدر ب 8.5 مليون دولار امريكي من اعضاء من حركة حماس، متهما الحركة بانها كانت تريد استغلال هذه الاموال لبناء جهاز امني لحماس في الضفة. وقال الضميري ان عملية المصادرة تمت خلال الاشهر الماضية، مشيرا الى ان هذه الاموال 'دخلت الى الاراضي الفلسطينية بطريقه غير مشروعة تخالف القانون الفلسطيني'. وكشف الضميري عن قيام الاجهزة الامنية ايضا بمصادرة اسلحة ومتفجرات بكميات كبيرة في مدن نابلس والخليل وقلقيلية. وقال 'اكتشفنا شققا في نابلس اشترتها حركة حماس وكانت معدة كغرف عمليات ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة لتنفيذ اوامر تصدر من هناك منها اختطاف مسؤولين وعناصر في الضفة الغربية ومخططات اخرى تمس الامن والقانون الفلسطيني'. وكان الرئيس محمود عباس قال قبل ايام انه يملك معلومات تؤكد نية حماس التخطيط لشن 'هجمات ارهابية'، تطول مسؤولين ومؤسسات فلسطينية، لكن حماس قالت وقتها ان الاتهامات 'فبركات اعلامية'. ونفى الضميري الاتهامات التي توجهها حركة حماس للاجهزة الامنية في الضفة بأنها تمارس بحق ناشطيها 'الاعتقال السياسي'، مشيرا الى ان السلطة الفلسطينية 'يوجد لديها معتقلون متهمون بحيازة السلاح وتهريب المال غير المشروع'. ورد الناطق باسم اجهزة الامن على الاتهامات بقوله ايضا 'لو حدث تسونامي في الضفة الغربية وقطاع غزة فان حماس سوف تتهم السلطة الفلسطينية بالمسؤولية عن ذلك'. لكن حركة حماس نفت الاتهامات، وقالت في بيان لها تلقت 'القدس العربي' نسخة منه 'تستغرب تفاخر اجهزة عباس بملاحقة اموال عائلات الشهداء والاسرى، ومصادرتها باسم منع الانقلاب'، واضافت ان هذا الامر 'يدلل على مستوى الانحطاط الخلقي الذي وصلت اليه'، معتبرة ان 'الاسطوانة التي لا يمل هذا الفريق الذي عفا عليه الزمن من تكرارها اصبحت اسطوانة مملة ومشروخة لا يقتنع بها احد'. وهاجمت حماس بشدة مسؤولي فتح، وقالت انهم وصلوا الى 'حالة الاسفاف واستمراء الكذب البواح'، وذكرت منهم الرئيس محمود عباس وفهمي الزعارير الناطق باسم الحركة اضافة الى العميد الضميري. وقالت ان التصريحات الصادرة عنهم بخصوص الكشف عن خطط لاستهداف قيادات في السلطة او تنفيذ تفجيرات تعتبر 'اكاذيب مكشوفة لا رصيد لها على ارض الواقع، وكلاما سخيفا مللنا سماعه' . واشارت الى تعرض ناشطيها المعتقلين الى 'ضغوط كبيرة' ل 'اجبارهم على الاعتراف باتهامات من هذا القبيل'. ويوم امس تبادلت الحركتان المتخاصمان الاتهامات بشأن استمرار الاعتقال السياسي في غزة والضفة، وقالت حماس ان اجهزة الامن في الضفة اعتقلت اربعة من عناصرها، واستدعت للتحقيق السيدة ام هيثم باكير للمرة 12 على التوالي. وقالت ايضا حركة فتح ان لديها معلومات تشير الى تعرض ناشطيها المعتقلين لدى اجهزة الامن في غزة التي تديرها حماس ل 'انتهاكات صارخة ومعاملة لاانسانية'. وقال اشرف جمعة النائب عن فتح وعضو وفدها في لجنة المصالحة ان نشطاء حركته يتعرضون ل 'الضرب المبرح والشبح وعدم النوم مع وجود عصبة على اعينهم لايام متواصلة، وان العشرات منهم الآن في حالة موت بطيء'. وطالب جمعة بالافراج عن كافة المعتقلين السياسيين من حركتي فتح وحماس، نافيا ان تكون لحركة فتح علاقة بالاعتقالات، وقال ان فتح 'لا تعتقل احدا وهي ضد الاعتقال السياسي وليس لها سجون'، وحث النائب عن فتح على ضرورة الاسراع في انهاء الانقسام الفلسطيني وتهيئة الاجواء من اجل انجاح الحوار الوطني الفلسطيني. وتسعى مصر الى احراز اختراق في جولة الحوار السابعة بين فتح وحماس المقرر في يوم 25 الجاري، يؤدي الى توقيع اتفاق نهائي للانقسام الفلسطيني. لكن مصدرا فلسطينيا مطلعا اكد ان المعطيات لغاية اللحظة تؤكد استحالة المصالحة في هذا اليوم، نظرا لاستمرار مسلسل الاعتقالات. وذكر انه بموجب آخر جلسة للحوار نهاية الشهر المنصرم، جرى الاتفاق على ان يتم البدء باطلاق سراح معتقلين سياسيين في الضفة وغزة قبل الخامس من الشهر الجاري، لكنه اشار الى ان هذا الامر لم يتحقق بعد. وبحسب المصدر فان لجنة المصالحة في غزة والضفة لم تبدأ التحضير لعقد اجتماع آخر كما كان قبل جولة الحوار السادسة، مشيرا في ذات السياق الى ان ملفات الخلاف الثلاثة وهي الامن والانتخابات والحكومة التي لم يتوصل الى حلول لها في الجولة السادسة ستعيق ايضا التوصل للحل خلال جولة 25 الجاري، بسبب 'التباين الكبير في وجهات النظر التي لا تزال قائمة'. وكان الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس وعضو وفدها في الحوار قال السبت ان وفد فتح تراجع عن توقيع اتفاق في الجولة الماضية، بسبب رسالة بعثتها فصائل منظمة التحرير الي وفد فتح بالقاهرة. قال 'ان رسالة بعثتها فصائل منظمة التحرير الى وفد فتح المحاور في القاهرة بأنها غير ملزمة بنتائج الحوار ادت الى تعطل الوصول الى اتفاق فلسطيني ونجاح الحوار'، وحمل الحية فتح وفصائل المنظمة مسؤولية فشل الجولة الماضية. وذكر الحية ان هذه الرسالة تضمنت رفض الفصائل صيغة تشكيل القوة الامنية واللجنة الفصائلية لإدارة المرحلة الانتقالية، لافتا الى ان حماس توصلت مع فتح برعاية مصرية الى توافق على غالبية القضايا العالقة، وقال 'كنا على وشك التوقيع على صياغة نهائية لنتائج الحوار قبل ان تأتي رسالة فصائل المنظمة وتتراجع فتح'. واكد الحية ان ملف الاعتقال السياسي في الضفة الغربية 'لا يزال عائقا رئيسيا امام التوصل لمصالحة فلسطينية'. وفي ما يخص موعد 25 من الشهر الجاري كموعد نهائي لانهاء الانقسام، قال الحية 'هذا التاريخ يمكن ان يكون موعدا للمصالحة شرط جدية فتح في انهاء الانقسام الداخلي'. الى ذلك اكد النائب مشير المصري القيادي في حماس ان توقيع الاتفاق 'مرهون بتوقف فتح عن الاعتقال السياسي، والافراج عن كافة المختطفين لديها'، وقال 'نؤكد ان توقف فتح عن الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية والافراج عن المعتقلين السياسيين يعني امكانية التوقيع على الاتفاق في غضون دقائق'. واكد استعداد حماس التوقيع الاتفاق الفلسطيني 'طالما توفرت له مناخاته الايجابية'. يشار الى ان ثمانية فصائل تنضوي تحت لواء منظمة التحرير بعثت بمذكرتين الى مصر والرئيس محمود عباس اكدتا خلالهما رفضها المشاركة في اي توقيع على اتفاق يكون نتاج 'الاتفاق الثنائي' بين فتح وحماس. ويوم امس اكد جميل مزهر عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية احد الفصائل التي ارسلت المذكرتين ان الجبهة 'لن تكون مجرد شاهد زور ولن توقع اي اتفاق يكرس ويشرع الانقسام'. الى ذلك، حذر الدكتور زكريا الاغا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو وفدها في الحوار من عدم توقيع اتفاق نهائي خلال الجولة القادمة، مشيرا الى ان عدم الوصول لاتفاق 'يجعل مواعيد الانتخابات الرئاسية والتشريعية موضع شك'. واكد الاغا انه لا يستطيع ان يؤكد امكانية ان تكون جولة الحوار القادمة هي الاخيرة، واعرب عن خشيته من ظهور عقبات جديدة تجعل التوصل الى اتفاق صعبا للغاية. واشار الى ان مصر راعي الحوار 'سترفع يدها اذا لم يتم التوصل الى اتفاق'، مضيفا 'مصر والعرب لا يمكنهم الانتظار حتى يتفق اصحاب الشأن'. 'القدس العربي' من اشرف الهور 06/07/2009