الجزائر:شهدت مصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية بعاصمة الولاية عين تيموشنت حالة استنفار قصوى ليلة الجمعة إلى السبت، نتيجة نقل العديد من المصطافين نحو ذات المصلحة من قبل عناصر الحماية المدنية وحتى مصالح الدرك الوطني، حيث تمّ نقلهم بداية من الساعة العاشرة ليلا، من شواطئ سيدي جلول، والهلال، و العين، وتارفة، والنجمة والمرجان، وشاطئ ساسل، بسبب إصابتهم بمرض غريب. حسب مصادر مطّلعة فإن إجمالي عدد المصابين المسعفين وصل إلى 170 مصابا لحد الآن، ظهرت عليهم أعراض أولية مثل السعال والحمّى والتقيّء و ضيق في التنفس، مع احمرار الأعين عند الأطفال، الأمر الذي جعل والي الولاية يتنقل إلى عين المكان خاصة مع تلاحق تدفّق المصابين، حيث كان مرفوقا بجميع المديرين المعنيين وعمد إلى تشكيل خلية أزمة، مع وضع جميع المؤسسات العمومية والجوارية الصحية على مستوى ولاية عين تموشنت في حالة تأهب قصوى، فضلا عن تجنيد كل سيارات الإسعاف للتصدي لأي طارئ. وقد تنقلت ''الخبر'' إلى مصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية في حدود الساعة الواحدة صباحا لتقف على حجم هذا المرض الغريب، حيث أوضح مدير البيئة الذي صادفناه وهو يدخل المصلحة، بأنه تمّ أخذ عينة من مياه الشواطئ مصدر هذه الإصابات بالتنسيق مع القطاع الصحي وتم إرسالها إلى المخبر الجهوي بوهران، موضحا بأن نتائج التحاليل ستظهر بعد 72 ساعة. وقد عرفت مصلحة الاستعجالات حركة غير عادية نتيجة استدعاء جميع الأطباء والممرضين ومسؤولي القطاع، حيث تم اتخاذ جميع التدابير لمواجهة عدد المصابين وتقديم الإسعافات اللازمة لهم. كما أكد بعض الأطباء الذين التقت بهم ''الخبر'' بأنه لم يتم تحديد نوع المرض لحد الآن، غير أن الفرضية المطروحة هي إمكانية تسرب كمية كبيرة من مواد تحتوي على مواد كيماوية غازية جلبتها التيارات الهوائية نحو الشواطئ المذكورة، وهي عبارة عن مواد آزوتية، وكلورية، وكبريتية من سفينة في عرض البحر، باعتبار أن مياه البحر كانت مضطربة نوعا ما، مستبعدين المؤسسات العاملة في الولاية. وكان آخر فوج دخل مصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية صباح أمس، في حدود الساعة الثالثة صباحا، متكون من سبعة أفراد تابعين لعائلة واحدة، أحس أفرادها بالتعب وسيلان الأنف. وأمام هذا الوضع أفاد الأمين العام لولاية عين تموشنت في ندوة صحفية، نشّطها صباح أمس، أنه من السابق لأوانه اتخاذ قرار بمنع السباحة في بعض الشواطئ حاليا كون أن هذا الأمر سيتم بعد تسلم نتائج التحاليل، مؤكدا أن هناك عدد من المصابين الأطفال تكفلت بهم المؤسسة الجوارية الصحية بعد ظهور أعراض احمرار على مستوى العيون، مضيفا بأن الأمور لا تبعث على القلق، كون أن جميع المصابين غادروا المصلحة. ''الخبر'' تنقلت إلى بعض الشواطئ صبيحة أمس، حيث وجدت بعض المصطافين غير مبالين بما يحدث غارقين في السباحة، في حين بقي البعض الآخر حذرا في انتظار أي جديد يذكر. وأوضح رئيس مصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية أن البعض منهم تنقّل إلى المصلحة عند سماعه الخبر للتأكد من عدم إصابتهم، من خلال الفحوصات التي خضعوا لها، ليتضح أنهم غير مصابين، مضيفا أن المصلحة أبقت شخصا واحدا تحت الرقابة الطبية قبل أن يُسمح له بمغادرة المصلحة في الصبيحة. وأمام هذه الوضعية يبقى الجميع يترقّب نتائج التحاليل خاصة وأن شواطئ ولاية عين تموشنت شهدت بداية موسم الاصطياف تدفق الآلاف من المصطافين، قدموا من عدة مناطق من الوطن وحتى من المغتربين.