أقوال جنود إسرائيليين بشأن تجاوزات للجيش الإسرائيلي في حرب غزة، والوضع الإنساني في قطاع غزة، ومستقبل رؤية أوباما للسلام في الشرق الأوسط، من أبرز القضايا العربية التي اهتمت بها الصحف الألمانية الصادرة الأسبوع المنصرم. نشرت حركة "لنكسر الصمت" الإسرائيلية الأربعاء الماضي شهادات لبعض الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في حرب غزة ذكروا فيها أن قادتهم حثوهم على إطلاق النار بدون التفكير في التفرقة بين المدنيين والمقاتلين. كما قالوا بأنهم استخدموا المدنيين في غزة كدروع بشرية. حول ذلك كتبت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ Süddeutsche Zeitung تقول: "إذا صحت أقوال الجنود الإسرائيليين، فإن الجيش الإسرائيلي يكون قد قام عمدا بانتهاك حقوق الإنسان في قطاع غزة. وقد لا يكون ذلك المرة الأولى التي يكون على الجيش الإسرائيلي أن يتلقى فيها مثل هذا الاتهام. إن الأرقام المتعلقة بحرب غزة غير المتكافئة تؤيد فرضية أنه شُنت هناك حرب عنيفة للغاية؛ فقد قُتل فيها حوالي ألف وأربعمائة فلسطيني، بينما قُتل عشرة جنود إسرائيليين فقط".
وتستطرد الصحيفة قائلة:
"إذا صدقت أقوال الجنود الإسرائيليين المنتقدين والذين شاركو في حرب غزة، فإن الجيش الإسرائيلي يكون قد انتهك المبدأ الأساسي في القانون الدولي الخاص بالحروب، والذي ينص على أنه يجب على الجنود المحاربين التفريق بين المقاتلين من أعدائهم، وغير المشاركين منهم في القتال. (...). إن إسرائيل لديها كل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الصواريخ التي تُطلق عليها. بيد أنها تسئ استخدام هذا الحق، إذا ما هاجم جنودها المدنيين الفلسطينيين بدون مبرر".
وحول سوء الوضع الإنساني في قطاع غزة علقت صحيفة فايننشال تايمز في نسختها الألمانية Financial Times Deutschland بالقول:
"رغم مرور ستة أشهر على حرب غزة، يتضح دائما أنه لم يتم بعدُ وضع نهاية للبؤس الشديد الذي يعاني منه سكان قطاع غزة، ولم يتحقق تقدم في إعادة الإعمار هناك (...). وطالما أن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والمصالحة بين الحركتين الفلسطينيتين المتعاديتين فتح وحماس، يمثلان شروطا لتحسين ظروف حياة المدنيين في قطاع غزة، فإن القطاع مهدد ببقائه في معتمدا على المساعدات في السنوات القادمة، الأمر الذي ستكون له تأثيراته على الفلسطينيين وتصرفاتهم في المستقبل. ومن أجل بداية جيدة، يجب فتح المعابر إلى القطاع أمام كل المواد الضرورية، والإنسانية، وكذلك المهمة لإعادة إعمار القطاع. وينبغي أن يحدث ذلك، ليس لأن حركة حماس تريده، أو لأنها قد تستفيد منه، أو لأنه تم تحقيق أهداف سياسية، وإنما لأن سكان القطاع في حاجة ماسة إليه".
وحول مستقبل رؤية أوباما لتسوية الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين كتبت صحيفة فايننشال تايمز في نسختها الألمانية Financial Times Deutschland أيضا تقول:
"من الواضح أن السلطة الفلسطينية لا تستطيع ضمان أمن إسرائيل، وأن حركة حماس لا تريد أن تضمن أمن إسرائيل. وفضلا عن ذلك فإن السلام والأمن في الشرق الأوسط يتوقفان بشكل قوي على إيران؛ فمنذ مدة طويلة تمول طهران مقاتلين ضد إسرائيل، وضد اليهود في شتى أنحاء العالم.(...). إن إسرائيل تثق في التجارب التي خاضتها أكثر من ثقتها في الأقوال والرؤى. كما تكثر في إسرائيل الشكوك في قدرة الفلسطينيين على تأسيس دولة مستقرة، وفي أن توجه الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل أحادي الجانب نحو الحوار مع إيران سيسفر عن نتائج إيجابية. إن الرئيس الأمريكي يؤكد على ما يؤدي إلى التقارب، وليس على ما يفرق، وهذا ما يكسبه الاحترام، ويهدئ خواطر ذوي النوايا الحسنة في الغرب. بيد أن الأقوال وحدها لا تحقق السلام، وإنما توقع غالبا في أوهام فقط".