على غرار البرامج التدريبية الخاصة برجال الدين المسيحيين، تدرس الحكومة السويدية وضع ميزانية لبرنامج جديد باللغة السويدية؛ لإعداد جيل من الأئمة المعتدلين "يضمن عدم امتداد جذور التطرف في المجتمع السويدي". وبحسب صحف سويدية محلية فإن الحكومة بدأت في التفكير بهذا الأمر إثر المطالب العديدة التي تقدمت بها قيادات إسلامية في السويد (شمال أوروبا) بأن يتساوى أئمتهم بالقساوسة الذين يخضعون لبرنامج مماثل وتنفق عليهم بشكل منتظم، فضلاً عن رغبة تلك القيادات في تعيين أئمة معتدلين لا ينشرون الفكر المتطرف داخل المجتمع السويدي. وستقوم الحكومة بتعيين مقرر لجنة خاص لدراسة الأمر قبل اقتراح مشروع قانون البرنامج الذي سيكون مع ثقافة السويد إحدى الدول الإسكندنافية بجانب الميزانية المقترحة. مطالب المسلمين ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي لارس ليونبورج قوله الثلاثاء 5-2-2008: "المسلمون أنفسهم قدموا مطالب عديدة بهذا الصدد، معتبرين أن هذا التدريب من الممكن أن يساهم في مكافحة أي فكر متطرف قد يسعى مسلم إلى اعتناقه في السويد". وأضاف "نلاحظ في العديد من دول أوروبا أن المسلمين يجدون صعوبة في العثور على أئمة، فتلجأ منظمات إسلامية تمتلك موارد مالية ضخمة باقتراح أسماء أئمة أو تستقدم أئمة من الخارج يرتضون العمل المجاني التطوعي، لكن يتبين فيما بعد أنهم من حاملي الأفكار المتطرفة". ولفت الوزير اليميني إلى أن الحكومة بدأت بالفعل مشاورات مع مؤسسة تعليمية إسلامية أنشئت مؤخرًا للقيام بتدريب الأئمة، وهو ما يدل على أن تدشين برنامج تأهيل الأئمة قد بات وشيكًا، بحسب صحيفة "سيفنسكا دجبلاديت" السويدية. ويبلغ عدد سكان السويد 9 ملايين نسمة، 75% منهم ينتمون للكنيسة اللوثرية البروتستانتية المسيحية. ويوجد في السويد نحو 100 ألف مسلم مسجلين في السويد رسميًّا، إلا أن منظمات محلية تقول إن عددهم يتراوح ما بين 350 و400 ألف. ووصل الإسلام السويد في عام 1949، عن طريق بعض المهاجرين، وكان إنشاء أول مسجد بالبلاد عام 1976. ويعتبر مسجدي أستكهولهم وأوبسالا أشهر المساجد بالبلاد. ولا تعتبر برامج تدريب الأئمة وليدة في المجتمع الأوروبي، فهناك عدد من الدول الأوروبية بينهم هولندا والدنمارك الذين ينفقون على برامج لتأهيل الأئمة. وفي عام 2007 أعلنت جامعة كاثوليكية خاصة في باريس أنها تنوي اقتراح تدريبات للأئمة بالاتفاق مع المسجد الكبير في باريس.