أعلنت مصالح الوزير نور الدين يزيد زرهوني، في بيان لها نشرته أمس وكالة الأنباء الجزائرية، أن ''مرتكبي اعتداءي 11 ديسمبر الفارط اللذين استهدفا مقري المجلس الدستوري وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، وكذا الاعتداء الذي ارتكب يوم 10 ديسمبر 2006 ضد حافلة نقل موظفي شركة ''براون روت أند كندور (بي آر سي) بمنطقة بوشاوي، أحيلوا اليوم الأربعاء (أمس) أمام العدالة''. ولم تفصل وزارة الداخلية بين منفذي الهجوم على حافلة نقل عمال ''براون روت أند كوندور'' في بوشاوي بالضاحية الغربية للعاصمة، وبين مرتكبي العمليتين الإرهابيتين في العاصمة بتاريخ 11 ديسمبر المنصرم، دون توضيح إن كانوا يشتركون في التخطيط لضرب الأهداف الثلاثة ضمن سرية واحدة. وكشفت وزارة الداخلية والجماعات المحلية عن أسماء مقترفي الهجمات الإرهابية الثلاثة، وأوضحت أن الأمر يتعلق أولا بالمسمى ''ف. ياسين'' الذي قال البيان بشأنه إنه يشغل منصب مختص في الإعلام الآلي لدى شركة ''براون روت أند كوندور''، ما يؤشر أن التخطيط للعملية ضد العمال الأمريكيين تم من داخل الشركة نفسها. والمعروف أن خيوط التحقيق توجهت، أول الأمر، في هذا الاتجاه بحكم الدقة التي نفذ بها الاعتداء عصر ال10 من ديسمبر 2006، وتمكنهم من رصد الحافلة فوق محول بوشاوي وهي تتجه نحو فندق الشيراطون الذي كان يؤوي العمال الأمريكيين، بالإضافة إلى بعض الرعايا الآخرين من جنسيات أوروبية وعربية (لبنانية) كانوا يشتغلون لصالح الشركة المعروفة اختصارا ب''بي أر سي''. وذكر البيان أسماء لمتهمين آخرين، حددت مهنتهم في المقاولة والوظائف العمومية، ويتعلق الأمر بخمسة أشخاص آخرين ضمنهم ثلاثة مقاولين ''ب. فؤاد'' و''ك. يوسف'' و''م. مصطفى''، وموظف في مؤسسة للترقية العقارية المسمى ''ك. أحمد'' وشخص رابع يسمى ''ب. أمين'' أفاد البيان أنه يشتغل مسلم بضائع. والشائع أن العمليات الانتحارية التي استهدفت مقرات مدنية وعسكرية بالعاصمة وخارجها، قد تمت بواسطة مركبات شحن صغيرة عادة ما يستعملها مسلمو البضائع للمحلات التجارية. ولم تحدد وزارة زرهوني طبيعة العلاقة بين الإرهابيين الستة الذين أعلنت تحويلهم للعدالة منذ تاريخ أمس، لكنها وصفتهم بمرتكبي اعتداءات 11 ديسمبر وأيضا الاعتداء ضد حافلة العمال الأمريكيين في بوشاوي. واستفيد من بيان وزارة الداخلية والجماعات المحلية، من جهة أخرى، أن منسق قاعدة المغرب الإسلامي مع الموقوفين هو الإرهابي ''بوزقزة عبد الرحمان'' أمير كتيبة ''الفاروق'' الذي قتل على أيدي قوات الأمن أثناء عملية 28 جانفي الفارط في منطقة سوق الحد بولاية بومرداس. ولفتت الوزارة، بناء على تقارير التحقيق، الانتباه إلى استفادات مالية للموقوفين من ''غنائم'' الجماعة السلفية للدعوة والقتال على يد بوزقزة المدعو في تنظيم دروكدال ب''عبد الرحمن تلالي''. وأكد البيان أنه ''إذا كان المدعو بوزقزة معروفا لدى مصالح الأمن، فإنه يبدو أن أغلب معاونيه استسلموا لأنواع مختلفة من التلاعب مدعومة بإغراءات مالية''. وكشفت الداخلية النقاب عن 43 أمرا بالبحث كانت صدرت ضد ''تلالي'' منذ سنة 1998 إلى غاية تاريخ القضاء عليه. ويمثل ''عبد الرحمان تلالي'' حلقة ربط أساسية بين قيادة التنظيم الإرهابي وبين شبكات دعم وفرت السند في تنفيذ العديد من الاعتداءات الانتحارية في الشهور الماضية، بعدما كان هذا الدور مسنودا لحميد سعداوي ''يحي أبو الهيثم'' قبل مصرعه قبل شهور. ومعلوم أن قاعدة المغرب الإسلامي نفذت اعتداء إرهابيا استهدف مركزا للشرطة في الثنية بولاية بومرداس، بعد يوم واحد فقط من نجاح قوات الأمن في قتل القيادي بوزقزة عبد الرحمن المكنى ''عبد الرحمن تلالي''. وينظر لهذا الأخير أنه أمير ''كتيبة الفاروق'' التي تنشط على محور بني عمران بولاية بومرداس والأخضرية بولاية البويرة.