أفادت صحيفة “التايمز”، أمس، بأن القوات البريطانية في العراق أُجبرت على الانسحاب إلى الكويت، بسبب تأخير البرلمان العراقي التوقيع على اتفاق يسمح لها بالبقاء على أراضيه لتدريب البحرية العراقية، في وقت وصف ضابط بريطاني برتبة رائد، أُصيب بجروح بليغة في العراق، وزارة دفاع بلاده بالوضيعة، بسبب محاولتها، عن طريق القضاء، خفض حجم تعويضات مالية حصل عليها جنديان أُصيبا بجروح بليغة. وقالت “التايمز” إن نحو 100 جندي بريطاني انسحبوا بشكل مؤقت إلى الكويت بعد أن أخفق البرلمان العراقي في تمرير اتفاق بشأن استمرار وجودهم يمنحهم الأرضية القانونية للبقاء في مهمة تدريب إلى جانب حماية المنشآت النفطية في جنوب العراق، كان من المفترض أن يُصادق عليه في 24 يوليو/تموز الحالي. وأضافت الصحيفة أن البرلمان العراقي لن يتمكن من إجراء القراءة الثالثة والنهائية للاتفاق والمصادقة عليه قبل سبتمبر/أيلول المقبل على أقل تقدير، وفي حال فشل مرة أخرى فإن ذلك سيضع نهاية للانخراط العسكري البريطاني في العراق. ونسبت إلى وزير الدفاع البريطاني بوب إينزوورث قوله “إن قوات بلاده المكلفة تدريب البحرية العراقية ستنتظر في الكويت إلى أن تحصل على ترخيص يسمح لها بالعودة إلى العراق”. ووصفت الصحيفة الموقف بأنه “محرج لبريطانيا ويعكس المستوى المتدني للدور الذي تلعبه في العراق حيث نشرت 45 ألف جندي في إحدى مراحل الحرب”. بدوره، وصف ليام فوكس، وزير دفاع الظل في حكومة حزب “المحافظين” البريطاني المعارض، الانسحاب المؤقت للقوات البريطانية من العراق إلى الكويت بأنه “إخفاق تام”، وأبلغ “التايمز” أن الحكومة البريطانية “أضافت عجزاً دبلوماسياً إلى سوء إدارتها لقواتنا المسلحة سيجعلها عاجزة عن إكمال المهمة المطلوبة منها في العراق لأنها ستبقى عالقة في الكويت بانتظار إيجاد حل لهذا الفشل”. من جانبه، قال جواد سيد المتحدث باسم السفارة البريطانية في بغداد “للأسف.. بسبب تأجيل إجرائي لم يصدق البرلمان العراقي حتى الآن على الاتفاق الخاص بنا.” وأضاف “نظرا لانتهاء التفويض الحالي لنا في 31 يوليو/تموز سنقوم بسحب قوات التدريب التابعة للبحرية الملكية إلى الكويت بينما نناقش الوضع مع السلطات العراقية”. ولمح مشرعون آخرون إلى أن الحكومة العراقية قد تعد اتفاقية جديدة لا تتطلب موافقة البرلمان عليها للسماح للقوات البريطانية بالبقاء، حيث قال إياد السامرائي رئيس البرلمان العراقي للصحافيين، أمس، إنه يتعين على الحكومة العراقية الآن البحث عن صيغة جديدة للتعامل مع هذا الوضع. وأضافت أن هؤلاء المحامين سيسعون أيضاً إلى خفض التعويضات، التي حصل عليها الجندي ماثيو ماكويليامز والتي بلغت بعد الزيادة 750.28 جنيهاً استرلينياً جراء إصابته بكسر في ساقه خلال التدريب. ووصف ديفيد برادلي، الذي أُصيب بجروح بليغة في العراق عام 2004 “سكاي نيوز” وزارة دفاع بلاده بالوضيعة، مشيراً إلى “أن السياسيين لا يُعاملون القوات المسلحة باحترام ويتعين عليهم إصلاح نظام التعويضات الجديد المخصص للجنود الجرحى.