كشفت مصادر دبلوماسية عن محادثات جرت بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين اسرائيليين عبر وسطاء مصريين وامريكيين للسماح بدخول القيادي والرجل الثاني في حركة فتح محمد غنيم «أبو ماهر» إلى الضفة الغربية، للمشاركة في المؤتمر السادس للحركة. وقالت المصادر إن المحادثات جرت عبر قنوات اتصال لم تفصح عنها وأوضحت أن عباس يعتزم الإعلان عن ترشيح أبو ماهر لخلافته في قيادة الحركة، ومن ثم اعداده لتولي منصب رفيع في السلطة الفلسطينية ولم تسم المصادر طبيعة المنصب المقترح. ومن المتوقع الإعلان عن ترشيح أبو ماهر لتولي القيادة في حركة فتح خلفا للرئيس محمود عباس، وبذلك تربح الحركة أحد أهم المنادين بالمقاومة المسلحة، ليكون سندا لها في مواجهة حركة حماس، كما ان من مصلحة إسرائيل ان يعترف الرجل باتفاقية أوسلو وأن يبدأ مرحلة جديدة من العمل التنظيمي، داخل الأراضي الفلسطينية، تعيد لحركة فتح شعبيتها. كما انه من المرجح ان يشكل اختيار أبو ماهر ضربة قوية لأمين سر حركة فتح في منظمة التحرير، فاروق القدومي، الذي اتهم الرئيس عباس بقتل الزعيم الراحل ياسر عرفات. وكان القدومي رفض مع غنيم العودة مع عرفات من تونس إلى الأراضي الفلسطينية، معلنين أنهما لن يعودا عبر حدود تسيطر عليها إسرائيل. وقالت المصادر إن الاتصالات التي جرت من أجل السماح بإدخال أبو ماهر قام بها وسطاء من مصر والولايات المتحدة. وكان الرئيس الفلسطيني على رأس مستقبلي محمد غنيم، الذي وصل أمس إلى الأراضي الفلسطينية، نظرا لدوره التاريخي، فهو من مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» وهو أول من أسس الخلايا الاولى للحركة في الضفة الغربية والأردن، كما شارك في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني عام 1964. وتشير تقارير إلى أن مصر طالبت إسرائيل بإدخال أبو ماهر إلى الضفة من أجل ضمان اعترافه باتفاقية أوسلو، ما يمثل دعما قويا للسلطة الفلسطينية ومحمود عباس، إضافة إلى توفير المناخ المناسب لإنجاح مؤتمر فتح، خشية أن يؤدي فشله إلى تراجع موقف أبو مازن. ويشغل محمد غنيم منصب المسؤول التنظيمي لحركة فتح في الداخل والخارج، وكان قد رفض العودة إلى الأراضي الفلسطينية مع الرئيس السابق ياسر عرفات، بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، الذي بموجبه تم انشاء السلطة الفلسطينية. وقرر غنيم العودة الى الأراضي الفلسطينية والبقاء بها بعد حضور المؤتمر العام السادس لحركة فتح المقرر عقده في الرابع من أغسطس في بيت لحم جنوب الضفة الغربية. وانحاز أبو ماهر لعباس في الصراع الذي خاضه مع القدومي وعدد من أعضاء اللجنة المركزية الذين طالبوا بعقد المؤتمر العام السادس في خارج الأراضي الفلسطينية. جريدة المدينة السبت, 1 أغسطس 2009