المصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير A(H1N1) تونسسيدي بوزيد:بعد مشاركتها ضمن عناصر المنتخب الوطني في فعاليات البطولة الإفريقية الأخيرة لألعاب القوى صنف أواسط وسطيات بجزر الموريس، عادت العداءة صفاء جمّالي إلى مقرّ سكناها الكائن بمنطقة «الجمّال» التابعة لمعتمدية سيدي بوزيدالشرقية. وفي غياب المعلومات الصحيحة والدقيقة حول إصابتها بعدوى أنفلونزا الخنازير خلال مشاركتها في البطولة الإفريقية لألعاب القوى بجزر الموريس، وفي ظل تضارب تصريحات الجهات الرسمية بين النفي والتأكيد لإصابتها بهذا الوباء، اتصلنا بالعداءة صفاء جمّالي وأجرينا معها الحوار التالي: متى تم اكتشاف إصابتك بعدوى الفيروس A(H1N1) ؟ عدت ليلة الاثنين 3 أوت 2009 بعد انتهاء فعاليات البطولة الإفريقية بجزر الموريس إلى منزل عائلتي، وكنت وقتها أشعر بأوجاع حادة في رأسي ولكني أحسست صبيحة الثلاثاء بأعراض غير عادية: ارتفاع درجة حرارة جسمي (حمّى) ونوبات متواصلة من العطاس والسعال بالإضافة إلى حالة من الإرهاق والفشل وسيلان الأنف، وخلتها جميعًا مجرد أعراض لنزلة برد «فريب». وفي نفس اليوم اتصل بي المسؤول عن فرع مركز ألعاب القوى بسيدي بوزيد هاتفيًا ليعلمني أن الكاتب العام للجامعة التونسية لألعاب القوى قد أخبره بوجود إصابة بعدوى فيروس أنفلونزا الخنازير في صفوف عناصر المنتخب الوطني، فشرحت له تدهور حالتي الصحية فور رجوعي إلى محل إقامتي بعد المشاركة في فعاليات البطولة الإفريقية فتم إرسال طبيب تابع لمركز رعاية الصحة الأساسية بمدينة سيدي بوزيد إلى منزل عائلتي. تفاعل السلطات كيف تعاملت الإطارات الطبية مع حالتك الصحية؟ لقد زارني طبيب تابع لمركز رعاية الصحة الأساسية فأجرى الفحوصات اللازمة وقام بأخذ عيّنة من الفيروس قصد تحليلها بأحد المخابر الطبية المختصّة خارج ولاية سيدي بوزيد، ولم أتمكن من معرفة نتيجة التحليل إلا بعد محاولات مضنية واتصالات متكرّرة بالإطار الطبي المتابع لحالتي الذي أعلمني بإصابتي بعدوى الفيروس A(H1N1) كما تم مدّي ب10 كمامات واقية وبعض الأقراص من دواء (TAMIFLU) التي لم يجد استعمالها نفعًا ولم تخمد نوبات أوجاعي، فاضطرّت عائلتي لشراء بعض الأدوية من مالها الخاص (DOLIPRANE, ASPEGIC, DRILL) إلخ. عدوى الجهات المسؤولة والمتبنية لنشاطك، كيف كان موقفها بعد علمها بمرضك؟ لقد تخلت عني الجامعة التونسية لألعاب القوى بعد التأكد من حقيقة إصابتي بالمرض ولم يتم الاتصال بي ولو هاتفيًا من قبل مسؤوليها قصد الاطمئنان على حالتي الصحية، ولكنها أرسلت لي يوم الجمعة 14 أوت 2009 حوالة بريدية بقيمة 500 دينار لن أقوم بصرفها حتى أتبيّن غايتها، هل هي مساعدة لمجابهة مصاريف الدواء أم ماذا؟ لقد استغلتني الجامعة التونسية لألعاب القوى كعداءة لإثراء خزينتها بالكؤوس والبطولات والميداليات الذهبية ولما أصابني المرض تجاهلتني.. كيف تعيش العداءة صفاء جمّالي هذه الأيام على وقع إصابتها بأنفلونزا الخنازير؟ أنا مسجونة في غرفتي منذ عودتي ومعزولة تمامًا عن العالم الخارجي. ورغم المتابعة الصحية مازلت مريضة، والدليل نوبات العطاس والسعال التي ما انفكت تلازمني باستمرار، ونظرًا لعدم توفر الوسائل الطبية الواقية من العدوى، فقد نقلت الفيروس إلى بقية أفراد عائلتي الأربعة وهم ابنة أختي البالغة من العمر 3 سنوات (تاريخ العدوى الخميس 6 أوت 2009) وأختى الكبرى وهي أم الطفلة المصابة (الجمعة 7 أوت 2009) وأخي الأصغر (الثلاثاء 11 أوت 2009) وشقيقي الأكبر حسن الجمّالي وهو أستاذ تعليم ثانوي بولاية منوبة (الجمعة 14 أوت 2009). ورغم تفاقم مأساتنا وتردّي أوضاعنا الصحية، فإن السلط الجهوية والمحلية لم تحرّك ساكنًا وكأن أمرنا لا يعنيها والإطار الطبي المكلف بمتابعة المرض على المستوى الجهوي لم يمكن المصابين في صفوف عائلتنا من الكمامات الواقية والأدوية المناسبة لمقاومته التي نضطر إلى شرائها على حسابنا الخاص من الصيدليات... حاورها: عبد الجليل الجلالي