برلين فتحت النيابة العامة في ولاية براندتبورغ الألمانية تحقيقا قضائيا بشأن توجيه مجموعة كبيرة من الشبيبة الألمان عبارات عنصرية والتعدي البدني على اللاعبين الناشئين بنادي تركيا يمسبور البرليني لكرة القدم، أثناء مقامهم في معسكر تدريبي بالولاية الواقعة شرق ألمانيا.وأعلنت الشرطة في مدينة ليندو التي وقع فيها الحادث مساء الأربعاء الماضي أنها ستجري تحقيقا مع الناشئين الأتراك ومهاجميهم على حد سواء، ووجهت للشبيبة الألمان تهم تكدير السلم العام وإحداث إصابات بدنية خطرة بلاعبي الفريق التركي، وأداء إشارات واستخدام شعارات محظورة قانونيا. هجوم على مرحلتين وذكرت صحيفة ديرتاجيس تسايتونغ أن مجموعة من الشبيبة الألمان من سكان مدينة ليندو قذفوا 13 لاعبا من فريق الناشئين بنادي تركيا يمسبور بزجاجات البيرة الفارغة أثناء توجه الأخيرين لشراء مستلزمات من أحد متاجر السوبر ماركت بالمدينة. وقالت "إن المهاجمين رددوا التحية الهتلرية ووجهوا سبابا عنصريا للناشئين الأتراك الذين فوجئوا بعد خروجهم من المتجر بعودة المهاجمين بصحبة عدد كبير من أقرانهم المسلحين بالسكاكين والزجاجات ومضارب البيسبول الخشبية والسلاسل والقفازات الحديدية". وأكدت الصحيفة استخدام أفراد المجموعة الألمان كل ما في أياديهم لضرب لاعبي الفريق التركي بشكل مبرح أدى إلى إصابات بدنية مختلفة.ونقلت عن اللاعب تونغاي قوله إن أربعة من المهاجمين ضربوه بمضارب البيسبول الخشبية على ركبته، وأشار إلى أن الأطباء قدروا أن يستغرق علاجه وبقاؤه بعيدا عن الملاعب أربعة أشهر. وأكد اللاعب المصاب أن محاولته وزملاءه حماية أنفسهم باءت بالفشل أمام عنف المهاجمين وما تسلحوا به من أدوات مختلفة.ومن جانبه أشار رئيس نادي تركيا يمسبور جلال بينغول إلى أن ناشئي الفريق ال22 الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاما، قطعوا معسكرهم التدريبي وعادوا إلى برلين بعد الحادث. وأوضح في تصريح للجزيرة نت أن المهاجمين من المجموعة الألمانية وجهوا سبابا عنصريا للاعبين وحذروهم من التعرض لمصير مماثل لما حل سابقا باليهود إن لم يعودوا إلى تركيا. وانتقد رئيس النادي التركي تحقيق النيابة العامة في ليندو مع لاعبيه، واتهمها بإجراء التحقيقات بصورة أحادية ومتحيزة، مشيرا إلى أن العاملين بمتجر السوبر ماركت طلبوا من اللاعبين الذين استنجدوا بهم الخروج من المتجر بدلا من استدعاء الشرطة. وأشار بينغول إلى أن السفارة التركية في برلين تابعت التحقيقات وطالبت السلطات الألمانية بتقديم إيضاحات وافية لملابسات الحادث. استنكار ولقي حادث الهجوم على لاعبي فريق تركيا يمسبور استنكارا من مفوض الأجانب والاندماج بالحكومة المحلية بولاية برلين غونتر بينينغ المعروف بمرافقته للفريق التركي منذ ثلاث سنوات في مبارياته في شرق ألمانيا. وعبر بينينغ عن صدمته لكون الحادث هو الثاني من نوعه الذي يتم فيه الاعتداء على لاعبين أجانب بشرق ألمانيا في الصيف الحالي. وأدان بيورن بوهنينغ مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات البرلمان الألماني عن دائرة كرويتسبيرغ التي يقع فيها نادي تركيا يمسبور، ما تعرض له اللاعبون الأتراك، معربا عن رفضه لممارسة التمييز أو التعدي على أي شخص بسبب لونه أو دينه المخالف. وفي نفس السياق نفى عمدة مدينة ليندو فولفغانغ شفيركي ارتباط المجموعة التي هاجمت اللاعبين الأتراك بمجموعات يمينية متطرفة من النازيين الجدد. ناد شهير ويعد نادي تركيا يمسبور الذي تأسس عام 1978 في حي كرويستبيرغ البرليني الشعبي ذي الأكثرية التركية من النوادي الرياضية الشهيرة في العاصمة الألمانية، وتأرجح مستوى فريق كرة القدم بالنادي خلال السنوات الأخيرة في السباق الكروي الألماني بين الدوري المحلي ودوري الدرجة الثالثة. وحصل النادي التركي على عدد من الأوسمة تقديرا لدوره في دعم اندماج المواطنين الأتراك ببرلين، وأسهمت نجاحاته الكروية في تسليط الأضواء عليهم، وفي دعم وزير الداخلية والرياضة في حكومة برلين المحلية إيرهارت كورتينغ لأنشطته المختلفة.