سبق للرئيس اللاشرعي لسلطة رام الله محمود عباس أن انتقد الزعيم الراحل وقائد الثورة الفلسطينية على صلاحياته التي منحتها له حركة فتح وفصائل المقاومة ومنظمة التحرير ، ولأن أبو عمار كان يمتاز بسمات السهل الممتنع ، بل صارع محمود عباس وورائه الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل الزعيم الراحل على صلاحياته أبان تسلمه رئاسة الوزراء ، ويبدو أن عقدة أبو عمار مازالت تسيطر على سلوك ومنهجية الرئيس اللاشرعي للمؤسسات الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركة فتح ، بعد أن سيطر عباس على حركة فتح ومن ثم سيطر على منظمة التحرير من خلال حصانين هما أبو الأديب ومحمد راتب غنيم ، ها هو عباس يحتكر لنفسه كل الصلاحيات والمواقع والمناصب والمؤسسات التي أفرزتها الثورة الفلسطينية وأفرزتها اتفاقية أوسلو التي اعتبر أبو عمار هو المخدوع في البداية والنهاية فيها ، ولأن أبو عمار وكما نعرفه كان لديه سرعة البديهة والإستقراء ، ولكن هل أبو عمار خانته بديهيته وذكائه واستقراءه لحركة القرصنة التي تتغلغل في الأطر الفتحاوية وفي منظمة التحرير ؟ ، أم تعرض أبو عمار إلى عملية تجفيف المنابع والحصار والقهر المعنوي من قبل ما هو أقوى من فطينة أبو عمار واستقراءاته ولكي يسيطر هذا اللوبي على أقدار حركة فتح تدريجيا وبنهاية السيناريو يسمم أبو عمار وليبدأ الإنقلاب الفعلي على أبو عمار وعلى ما تبقى من شعارات الثورة الفلسطينية . فتح الإنقلاب الجديد تؤسس تاريخ جديد للثورة الفلسطينية الآن بتأليف كتاب عن سيرة قائد الإنقلاب المشبوه محمود عباس ، ويؤرخ هذا الكتاب تاريخ الثورة الفلسطينية بناء على رؤية محمود عباس نفسه ، فأصبح عباس الآن ملك الملوك ، بل تصرفاته وسلوكه فاقا سلوك الملوك من صلاحيات تفرضها نظم الملكية ، بل أن الملوك الآن أصبحوا أكثر ديمقراطية من بعض الرؤساء ، والآن محمود عباس وبعد اختطاف حركة فتح ومنظمة التحرير وتمرد نبيل عمرو وما أتى به نبيل عمرو في مداخلاته عن حركة فتح يعكس مدى الخطورة التي يمارسها عباس ويستغل بها من يشاء مرحليا ، بدء من قريع إلى نبيل عمرو إلى نصر يوسف .. الخ لقد أصبح عباس الآن : 1- رئيسا لما يسمى حركة فتح الآن . 2- رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية . 3- رئيسا للدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد أن اختطفت وهو آخر اختطاف للمؤسسات الفلسطينية التي كان يقودها أبو اللطف . 4- رئيسا قصريا وإجباريا على الشعب الفلسطيني لسلطة ما يسمى بالحكم الذاتي . 5- صلاحياته تعطيه رئيسا للصندوق القومي الفلسطيني . إذا أصبح عباس يسيطر على مقدرات الشعب الفلسطيني بدكتاتورية كاملة ومن خلال تنابلة السلطان أو تنابلة الملوك ، هم من زحفوا إلى بيت لحم ومن زحفوا إلى انعقاد المجلس الوطني بشكل غير شرعي ، ها هم التنابلة والتنابلة والتنابلة . وأتساءل هنا ما هي القوة الخارقة التي يمتلكها عباس ليحدث انقلابا شاملا في حركة فتح وفي منظمة التحرير ، وهذا ما يتناقض مع شخصية عباس المهتزة المريضة المصابة بالإزدواجية ، إذا هل فعلا محمود عباس بقدراته وقدرته هو الذي أحدث انقلابا شاملا على الأطر الفلسطينية ، وهل قدراته توفر له هذه الإمكانيات ، أم أن هناك قوى محركة لهذه الدمية المهتزة المصابة بالعقد الشخصية وبعقدة ياسر عرفات ، الأقرب للصحيح أن عباس يفتقد لكل مقومات القائد سلوكا ونهجا وسمات ، ولكن هناك قوى تحرك هذه الدمية ويعتبر عباس ذو شخصية مرحلية وجسر تعبر عليه منهجية إنقلابية قادت العمل الإنقلابي منذ أكثر من عقد ، إذا عباس هو رجل مرحلة وهو معبد الطريق لقيادات هي الأساسية في الساحة الفلسطينية وهي قادت الإنقلاب الفعلي على الثورة الفلسطينية وعلى الكفاح المسلح . عباس إمبراطور بلا إمبراطورية ويذكرني دور محمود عباس بمسرحية الزعيم لعادل الإمام ولا أريد أن أستفيض هنا في شرح خلفية هذه المسرحية وما يتم من استقراءات حول هذه الشخصية في هذه المسرحية . فالنتفق إذا أن محمود عباس الإمبراطور بلا إمبراطورية أسس لها دايتون ورفع محمود عباس على عرش الإمبراطورية الوهمية من خلال ما يسمى بالدمقرطة الأمريكية ، وإذا كانت الدمقرطة الأمريكية تعني صعود هذه الشخصية المهزوزة إلى أعلى مواقع القيادة الفلسطينية ، فإن ذلك فهو ضحك على اللحى واستغفال شعب واستهتار بقدراته ، وأي ديمقراطية هذه التي يلعب بها الحاوري محمد راتب غنيم في أطر حركة فتح وفي اللجنة التحضيرية لما يسمى المؤتمر السادس ، وأي ديمقراطية هذه يلعب بها العراب الكاهن أبو الأديب ليجير ما يوجد من فجوات في النظام وفي الميثاق وفي النظام الداخلي لصالح هذه الشخصية المهزوزة المهترئة إذا هذه هي مرحلة تعبر عن مدى المصيبة والمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وهي انعكاس لمدى الخطورة التي أصبحت تهدد الوجود الفلسطيني والشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية والحقوق التاريخية .