المؤرخ والمفكر الفرنسي بنجامين ستورا صدر عن دار "روبير لافونيقدم" الفرنسية كتاب "ديجول الغامض.. اختياره بالنسبة للجزائر" للمؤرخ والمفكر الفرنسي بنجامين ستورا، والذي قدم بين دفتيه تحليلا عميقا للسنوات الأخيرة للقضية الجزائرية وتوجهات الزعيم الفرنسي.وأوضح ستورا وفقا لصحيفة "الخبر" الجزائرية أن الجنرال ديجول لم يكن يرغب أبدا في إدماج الجزائربفرنسا، لعدة أسباب أهمها قضية الدين الإسلامي، ليقدم من خلال كتابه الجديد رؤية جديدة لمواقف الزعيم الفرنسي من استقلال مستعمرة الجزائر. وأشار المؤرخ الفرنسي الي أن ديجول تردد كثيرا في حسم وضعية الجزائر، حيث تناول مواقفه وسياسته تجاه هذه المستعمرة، وحاول عبر 266 صفحة تحليل السياسة الديجولية في الجزائر، والأسباب المتحكمة فيها بتحليل المواقف، والخطابات وردود الفعل والمواقف المقابلة. وأشارت مسعودة بوطلعة في عرض الكتاب أن ستورا أجاب علي مجموعة من التساؤلات أهمها، كيف كان تصوّر ديجول للجزائر بعد عودته للحكم سنة 1958 على رأس الجمهورية الخامسة؟ وستقي اجابته من خطاب ديجول الشهير في 16 سبتمبر 1959 والذي تحدث فيه لأول مرة عن تقرير مصير الجزائريين. وتناول بنجامين فكرة استقلال الجزائر في الرؤية الديجولية الذي بقي لوقت يحمل فكرة شراكة جزائرية فرنسية على شاكلة الكومنوالث، ولكنه كان يميل الي أن تتجذر فرنسا أكثر في أوروبا بتخليصها من حمل المستعمرات مع ثقته في استحالة دمج الأغلبية الجزائرية المسلمة في الجمهورية الفرنسية. وشدد ستورا في كتابه علي أن الزعيم الفرنسي شارل ديجول كان ينظر للإسلام من منظار الرجل الذي يرى فرنسا كنتاج للحضارة المسيحية، ويرى في الحضارة الإسلامية "جسد غريب".