كتب المحرر بمجلة ويكلي ستاندرد كريستوفر كولدويل مقالا بصحيفة فايننشال تايمز ناقش فيه بعض التطورات المثيرة للجدل التي شهدتها علاقة ليبيا ببعض الدول الغربية, معربا عن اعتقاده بأن الزعيم الليبي معمر القذافي استطاع في النهاية أن يجعل الغربيين يرضخون لشروطه. وقال كولدويل:يحتفل الزعيم الليبي معمر القذافي حاليا بالذكرى الأربعين لانقلابه الذي أوصله إلى السلطة، كما يستعد لزيارة نيويورك للاحتفاء بتسلم بلاده دورة رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة. يأتي ذلك وسط تسابق المسؤولين الغربيين لكسب ود الزعيم والرضوخ لمطالبه بغية حماية مصالح بلادهم التجارية في هذا البلد النفطي الهام. فخلال الأسبوعين الأخيرين عرضت سويسرا نفسها للإذلال على يد القذافي بعدما اعتذر رئيسها هانس رودولف ميرز عن اعتقال الشرطة السويسرية هنبعل ابن الزعيم الليبي بتهمة ضرب اثنين من خدمه في فندق بجنيف. وكان هنبعل قد أطلق سراحه بعد يومين فقط من الاعتقال، إلا أن أخته عائشة هددت السويسريين بالقول "السن بالسن والعين بالعين" وهو ما تلاه وقف ليبيا تصدير شحنات من النفط إلى سويسرا ومضايقة رجال الأعمال السويسريين بل واعتقال موظفين بشركة أي.بي.بي الهندسية. بل ألمح الرئيس السويسري إلى احتمال توجيه تهم لضباط الشرطة, الأمر الذي اعتبره البعض "تخليا عن السيادة الوطنية". كما أذعنت بريطانيا للطلب الليبي بإطلاق سراح عبد الباسط المقرحي، ولا يرجح أن يكون قرار العفو هذا قد تم إلا مقابل تنازلات تجارية. وقد وصفت صحيفة لوتان السويسرية في أحد أعدادها الأخيرة القذافي بأنه "سيد التلاعب والمناورة", كما تهكم الكثيرون من ثنائه أمام القمة الأفريقية في فبراير/شباط الماضي على القرصنة الصومالية بوصفها إحدى الوسائل المساعدة في النمو. ويبدو من خلال تعامل القذافي مع سويسرا وأسكتلندا أن ما يصبو إليه ليس استدرار أموال وتقنية الغرب فحسب، وإنما كذلك تلطيخ سمعة الغربيين, وقد نجح في ذلك. فقد كشف أن هناك استثناءات في "أسس" القانون الدولي, إذ ما هي الأسس القانونية التي تجعل جنرالات تشيلي وعتاة مسؤولي البلقان يجبرون على الوقوف أمام المحاكم الأوروبية بينما يستطيع القذافي أن يسافر إلى إيطاليا لحضور قمة الثماني ومن ثم إلى نيويورك لحضور افتتاح دورة الجمعية العامة؟ لقد كشف القذافي أن هناك حصانة من القانون السويسري لبعض الأطفال الشريرين، وأن التعصب للقومية الأسكتلندية إما علامة على الضعف البريطاني أو قناة يمرر عبرها الفساد الدبلوماسي، أو بعبارة أدق.. لقد أظهر القذافي أن عودة ليبيا إلى حظيرة المجتمع الدولي ستتم حسب الشروط الليبية.