39،2 بالمائة نسبة امتلاء السدود    مركز النهوض بالصادرات ينظم مشاركة الشركات التونسية في معرض الجزائر الدولي من 23 الى 28 جوان 2025    عاجل/ العاصمة: تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    49 قتيلا حصيلة قصف إسرائيلي لمدرستين في غزة    الدوري الأوروبي: أتليتيك بيلباو يعلن غياب الشقيقان وليامز عن مواجهة مانشستر يونايتد    حي_التضامن: 03 منحرفين خطيرين مفتش عنهم وتعلقت بهم عدة قضايا عدلية ومروّجي مخدرات...في قبضة الأمن.    نفوق 7 أبقار بالمهدية.. الاتحاد الجهوي للفلاحة يوضح    الديوانة التونسية تحبط عمليات تهريب قياسية: محجوزات بالمليارات    مختص في طب الاستعجالي: نقص التكوين في الإسعافات الأولية يعرض حياة ''التوانسة'' للخطر    مركز البحوث والدراسات والتوثيق والاعلام حول المرأة ينظم تظاهرة فكرية ثقافية حول 'المرأة والتراث بالكاف    سيدي بوزيد: اللجنة المحلية لمجابهة الكوارث بسيدي بوزيد الغربية تنظر في الاستعدادات لموسم الحصاد وفي سبل التصدي للحشرة القرمزية    تحذير هام من الإستخدام العشوائي للمكمّلات الغذائية.. #خبر_عاجل    كيف تتصرف إذا ''لسعتك عقرب والا عضّتك أفعى''    اضراب بيومين..تونس دون وسائل نقل..#خبر_عاجل    عاجل/ البحر يلفظ جثة بهذه الولاية    طريقة فحص بطارية السيارة في المنزل: خطوات بسيطة لتجنب المفاجآت    المتسللون للحج بدون تصريح سيحرمون من دخول السعودية لمدة 10 سنوات..ما القصة..؟    فيديو/ معطيات جديدة وصادمة في جريمة قتل المحامية منجية المناعي..#خبر_عاجل    15 ماي.. مراد الزغيدي أمام قاضي التحقيق    الزمالك يعلن إقالة مدربه بيسيرو    كل ما تريد معرفته عن الازدواج الضريبي للتونسيين بالخارج    تونس: الحماية المدنية تدعو إلى الالتزام بإجراءات السلامة خلال رحلات التّنزه    مزاد على قميص صلاح... قيمته تتجاوزال 50 مليون    بداية من بعد ظهر اليوم: أمطار غزيرة ورياح قوية    منظمة إرشاد المستهلك تعبّر عن انشغالها بشأن عدم تطبيق بعض البنوك للفصل 412 جديد من المجلّة التجاريّة    الدورة الثانية للتظاهرة الثقافية 'عودة الفينيقيين' يوم 11 ماي بولاية بنزرت    الدورة الخامسة لتظاهرة اليوم البيئي يوم الاحد المقبل بمدينة حمام سوسة تحت شعار 'بيئتنا مسؤوليتنا'    اليوم في المسرح البلدي بالعاصمة: فيصل الحضيري يقدم "كاستينغ" امام شبابيك مغلقة    مصر وقطر في بيان مشترك: جهودنا في وساطة غزة مستمرة ومنسقة    تونس تتلقى دعوة للمشاركة في قمة "استثمر في باوتشي"    هذه أسعار أضاحي العيد بهذه الولاية..    عاجل/ نفوق عدد من الأبقار ببنزرت..وممثّل نقابة الفلاحين بالجهة يكشف ويُوضّح..    أطعمة تساهم في خفض ضغط الدم دون الحاجة لتقليل الملح    وليد بن صالح رئيسا للجامعة الافريقية للخبراء المحاسبين    هام/ موعد اختتام السنة الدراسية..وتفاصيل روزنامة الامتحانات..    وزير التشغيل والتكوين المهني يدعو الى ترويج تجربة تونس في مجال التكوين المستمر دوليا    قفصة: أفاعي سامة تهدد التونسيين في الصيف    باريس سان جيرمان وأرسنال..موعد المباراة والقنوات الناقلة    سامي المقدم: معرض تونس للكتاب 39... متاهة تنظيمية حقيقية    تونس: أسعار ''علّوش'' العيد بين 800 و مليون و200 دينار    تفعيل خدمات النفاذ المجاني للأنترنات بمطارات صفاقس وتوزر وقفصة وطبرقة وقابس    المهدية: تحيّل باسم ''الستاغ'' وسلب أموال المواطنين    الإصابة تنهي موسم المهاجم الدولي إلياس سعد    عاجل : وزارة التجهيز تعلن عن موعد انتهاء أشغال تهيئة المدخل الجنوبي للعاصمة    وزارة الصحة: احمي سَمعِك قبل ما تندم... الصوت العالي ما يرحمش    بطولة الكويت - طه ياسين الخنيسي هداف مع نادي الكويت امام العربي    الصين: روبوت يخرج عن السيطرة و'يهاجم' مبرمجيه!    قتلى وجرحى في قصف متبادل بين الهند و باكستان    هدف فراتيسي يحسم تأهل إنتر لنهائي رابطة الأبطال بفوز مثير على برشلونة    كوريا الشمالية.. الزعيم يرفع إنتاج الذخائر لمستوى قياسي ويعلن الجاهزية القصوى    المهدية: اختتام مهرجان الوثائقي الجوّال في نسخته الرابعة: الفيلم المصري «راقودة» يفوز بالجائزة الأولى    في تعاون ثقافي قطري تونسي ... ماسح الأحذية» في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما    قبل أن تحج: تعرف على أخطر المحرمات التي قد تُفسد مناسك حجك بالكامل!    دليلك الكامل لمناسك الحج خطوة بخطوة: من الإحرام إلى طواف الوداع    كل ما تريد معرفته عن حفلة ''Met Gala 2025''    بطولة روما للتنس :انس جابر تستهل مشوارها بملاقاة التشيكية كفيتوفا والرومانية بيغو    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"عبد السلام ياسين" : الاستبداد والتسلط الداخليين :عزيز العرباوي
نشر في الفجر نيوز يوم 11 - 09 - 2009

لا يمكن أن نتصور وجود جماعة العدل والإحسان دون شيخها ومؤسسها، شيخ الرؤى والأحلام وأضغاثها، "عبد السلام ياسين" صاحب أسطورة مخاطبة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ومبدع العديد من الكتب والمؤلفات التي تنهج في أسلوبها ونهجها الفكري والثقافي أسلوبا ونهجا واحدا ووحيدا، يؤدي في آخر المطاف إلى رسم طريق واحد ومنهج فكري يتسم بجذب أكبر عدد ممكن من المريدين الذين يؤمنون بأفكار الشيخ وعظمته وخوارقه وإنتاجه الفكري والديني الذي لا يعلو عليه أي فكر أو إنسان. ولا يمكن أن نفهم وضع وتركيبة هذه الجماعة إلا إذا حاولنا التوغل في أفكار البعض من المقربين من شيخ الجماعة أو محاولة خلق حوار مع بعض المريدين الذين لهم باع طويل في حضور جلسات الشيخ وخطاباته وادعاءاته، ولذلك كان هذا المقال الذي سنحاول فيه الحديث عن بعض الجوانب التي تؤطر الجماعة المذكورة ومن خلالها يتم تسييرها وفق خصوصياتها وبنيتها الفكرية والمفاهيمية .
إن القدرة الكبير ةالتي تمتاز بها الجماعة في جذب وتأطير مريديها، والتي نراها واضحة في التزام تيارها الطلابي في الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى الموازية، وحتى في قدرة الخطاب الخرافي الذي يتبناه شيخها في كل مناسبة وكل حين. فكل هذا يضعها في مكانة الفاعل الكبير سياسيا ودينيا في المغرب. ومن هنا يدفع المرء دفعا تلقائيا لتتبع كل خصوصياتها ونقد أفكار أهلها ومباديء تأسيسها وظهورها بين ظهرانينا .
لقد قلنا في مقام سابق أن مكانة شيخ الجماعة في عقول وقلوب قواعد الجماعة بل وضحنا بالواقع كيف أصبح في مرتبة الإله والمعبود في مفهوم المريدين، وإنه بالمطلق يرى إليه على أنه فوق الشبهات وبعيد عن كل فعل أو قول مشين. والدليل على هذا الحديث ما كان يقوم به أهل الجماعة من أعضاء مجلس الإرشاد والتيار الطلابي وقواعدها الأخرى المختلفة من تظاهرات واختلاق لمسيرات وحوادث في كل مكان عندما كان الشيخ في الإقامة الجبرية بمدينة "سلا" في التسعينيات في عهد الملك الراحل "الحسن الثاني". ويسجل البعض أن تركيبة الجماعة حاليا لا تمت أبدا إلى مباديء الديمقراطية والقيم الموافقة لها. فالرجل سيد الجميع فيها، يراسها ويتحكم في مجلس إرشادها، ويحكمها بيد من حديد هو وأهله من أولاده وأنسبائه دون إفساح المجال لباقي القواعد أن تصعد إلى دواليب تسييرها. فأمرهم يقتصر فقط على الانتماء والانبطاح عند هامة الشيخ وتقبيل يديه ورجليه في السراء والضراء .
إن الشيخ "عبد السلام ياسين" لا يختلف عن بعض حكامنا العرب الذين جاؤوا إلى السلطة على ظهور الدبابات وفي أيديهم الأسلحة، فاستبدوا وفرضوا سيطرتهم على البلاد وخيراتها واستباحوا كل شيء تحت مسميات عديدة انطلقوا فيها من بعض القرآن وبعض التراث الإسلامي االذي يفرض على المسلمين طاعة أولي الأمر وعدم رفض أي أمر لهم حتى ولو كان ضد مصالحهم اتقاء للفتنة. والشيخ ياسين لا يبتعد في سيطرته على الجماعة وسلطاتها التنفيذية، عن ما ينتهجه حكامنا العرب في بلدانهم، بل وصل به الأمر إلى منح العديد من السلطات فيها إلى أفراد عائلته صغيرهم وكبيرهم، بعيدهم وقريبهم، وهذا ما يجعلنا نتحفظ على كل ما يشاع أن الجماعة المذكورة أكبر فصيل سياسي في المغرببحيث نسمع ونقرأ أن عدد قواعدها كبير جدا يعد بالملايين .
إن التحفظ الذي نعلنه يرى مبرره في تراجع التأييد والتعاطف مع جماعات وحركات الإسلام السياسي، من خلال ما تعيشه المجتمعات من عدم الثقة، والتخوف من خطاباتها ومبادئها وقراراتها وفتاويها بعدما أصبحنا كلنا ضحايا لإرهابيين يدعون التدين والتقية، سرعان ما ترى على محياهم الكره والحقد على الجميع، ولعل موقفنا الواضح من كل الجماعات الإسلامية التي تنهج سياسة النفاق والمراوغة في التعامل والمنافسة بين باقي أقطاب السياسة الأخرى، هذا الموقف يعطينا الحق في نقد مثل هذه السلوكات والقرارات والأفعال التي لا تمت للديمقراطية بأية صلة .
وما يجعلنا ننتقد سلوك الجماعة وشيخها هو منطقها الفكري والسياسي المعلنين، مما يدفعنا إلى أن ننكر أي تقدم في تحقيق انفتاح على الآخرين الذين يختلفون معها، ومع قيمها ومبادئها التي تتسع للجميع دون إقصاء لأي طرف. ورغم التغيير الذي يعرفه العالم سياسيا وفكريا وثقافيا، وخاصة العالم العربي والإسلامي، فإن شيخ الجماعة لا يستطيع أن يتغير، أو بالأحرى لا يريد أن يتغير، لأن الاستبداد هو ثقافته، وهو وسيلته في الحكم داخل الجماعة والسيطرة على رقاب المريدين المساكين، فهم يمثلون عينة لمجتمع متخلف وأمي لا يمشي إلا بالسيطرة والاستبداد. والشيخ يعلم علما يقينا بهذا الأمر، لذلك فهو يؤسس لهذا العمل ويفتي في كل حين وآن بحلول زمن الخلافة والإمارة الإسلامية، بل يتبنى منهج "المهدي بن تومرت" رغم صمته عن هذا الحديث خشية أن يقوض مجهوداته في هذا الشأن ....
عزيز العرباوي
كاتب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.