لندن أصدرت وزارة الداخلية البريطانية قرارا حظرت بموجبه المظاهرات لمدة ثلاثة أشهر في لوتون شرق لندن بعد أن أعلنت منظمات يمينية عن خططها للتظاهر يوم غد في لوتون ضد ما وصفوه بمحاكم الشريعة والتطرف الإسلامي.ووضعت الشرطة على أهبة الاستعداد ومن المتوقع أن تنتشر في البلدة غدا لتطبيق الحظر ولمنع تكرار مشاهد العنف التي وقعت في السابق من هذا العام بين عناصر منظمات يمينية وشبان مسلمين. واتهم وزير الجاليات جون دنهام جماعات معادية للإسلام بتعمد إثارة الاضطرابات وأعمال العنف. وأعربت منظمة الاتحاد ضد الفاشية عن قلقها الشديد من التصعيد الأخير في معاداة المسلمين من خلال مظاهرات نظمتها جماعات يمينية ، ونددت المنظمة بالتحريض على الكراهية والعنصرية ضد الأقليات العرقية بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة. وأكدت المبادرة الإسلامية في بريطانيا أن الرد على تحركات هذه المنظمات يجب أن يكون من قبل كافة أطياف المجتمع البريطاني وليس من المسلمين وحدهم. وناشدت المبادرة ومجلس مسلمي بريطانيا المسلمين وخصوصا الشباب الالتزام بالقانون وعدم تحقيق أهداف الجماعات المتطرفة التي تهدف إلى إثارة أعمال العنف. رابطة عنصرية وبات الظهور المفاجئ لما يسمى رابطة الدفاع الإنجليزية -الذي يعتقد على نطاق واسع أنها واجهه للحزب القومي البريطاني- يشكل قلقا متزايدا للكثيرين بسبب أهدافها وشعاراتها العنصرية، كما أنها نظمت العديد من المظاهرات المناهضة للإسلام انتهت جميعها باشتباكات وأعمال عنف. وتعمل الرابطة مع جماعات يمينية أخرى حيث تشاركها المظاهرات منظمة أوقفوا أسلمة أوروبا وهي جماعة يمينية تجاهر بمناهضة الإسلام وتضع قائمة لمقاطعة 52 دولة إسلامية وتدعو إلى دعم إسرائيل بينما يرفع نشطاؤها علم إسرائيل في مظاهرات هذه الجماعات. وفي هذه الأثناء علمت الجزيرة نت أن المنظمات الإسلامية ومعها منظمات بريطانية تجري اتصالات مكثفة مع الشرطة البريطانية والمجالس المحلية لمنع المظاهرات التي أعلنتها منظمات يمينية في عدد من المدن البريطانية الشهر القادم. وقالت إنينديه باتشاريا من الاتحاد ضد الفاشية في تصريح للجزيرة نت إن هذه الجماعات عندما يزعمون أنهم ليسوا عنصريين ورابطة الدفاع الإنجليزية تصر على أنها ليس لديها صلات مع الحزب القومي البريطاني الفاشي، إلا أن واحدا من المنظمين الرئيسيين كريس رينتون أحد أعضاء الحزب افتضح أمره بعد أن تم تصويره دون لثام في مظاهرة رابطة الدفاع الإنجليزية وهم يؤدون التحية النازية ويرددون شعارات عنصرية علانية. وأوضحت أن منظمة وقف أسلمة أوروبا تعترف علنا بأنها تعارض جميع المسلمين وليس فقط تلك التي تعتبرها جماعات متطرفة حيث أنها تقوم بالتلفيق ضد المسلمين في بريطانيا والأقليات العرقية الأخرى. واعتبرت أن الرد على هذه الاستفزازات العنصرية يأتي من جميع الطوائف والأديان والعرقيات، مشيرة إلى تدفق آلآف الناس من جميع الخلفيات الدينية والعرقية في الشوارع خارج مسجد هارو للدفاع عنه ومنع العنصرين من السير باتجاهه. حملة للجميع أما الناطق الرسمي باسم المبادرة الإسلامية في بريطانيا أنس التكريتي قال في حديث للجزيرة نت إنه منذ سنوات ولدى تصاعد ظاهرة إسلام فوبيا وظاهرة الكراهية للمسلين والمساجد ومقدساتهم قامت المبادرة في حملة ضمت أطياف المجتمع مسلمين وغير مسلمين في خطاب حول أهمية إجراء حوار حضاري متمدن في جو من الهدوء والعقلانية. وبين التكريتي أن هذه المظاهرات الغرض منها الإساءة للآخر واستغلال أيام الجمع ورمضان واستهداف الأماكن التي يوجد فيها عدد أكبر من المسلمين بدوره أكد مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي بلندن الدكتور عزام التميمي أن العنف ينبغي أن يتجنبه المدافعون عن الإسلام في الغرب وهناك وسائل سلمية كافية للتعبير عن وجهه النظر، ويجب أن نثق بالمجتمعات الغربية لأن معظمها وعلى رأسها بريطانيا تناهض النازية لأن النازية تسببت في أكبر المآسي في أوروبا. وبشأن رفع الجماعات اليمينية أعلام إسرائيل رأى التميمي أن النازية والصهيونية توأمان لفكرة واحدة والصهاينة والنازيون كانوا يتعاونون قبل الحرب العالمية الثانية كما كان لهم هدف واحد وهو إخراج اليهود من أوروبا. مدين ديرية