الجزائر:حصل الأمير الإرهابي مختار بلمختار على ضمانات من أعلى السلطات، تتعلق بعدم تسليمه لأية دولة من الدول التي تطالب به لتورطه في خطف رعاياها، في مقابل أن يسلم سلاحه أولا ثم يستفيد من عفو يمحو الجرائم التي ارتكبها.تثير العلاقة التي يقيمها الأمير الإرهابي مختار بلمختار مع أجهزة الأمن الجزائرية، تساؤلات محيرة بحيث كل من اتصل ببلمختار تم القضاء عليه أو اعتقل. وبدأت هذه ''الظاهرة'' بمبعوث تنظيم القاعدة للجزائر، عماد عبد الوحيد أحمد علوان الذي قتل في أكتوبر 2002 بجبال باتنة من طرف الجيش، بعد أشهر من مغادرة معاقل مختار بلمختار في الساحل، ثم عبد الرزاق البارا الذي قبض عليه في التشاد في عملية استخبارية تضاربت المعلومات حولها، وحتى القريبين منه طالتهم أيادي الأمن منذ منتصف التسعينات، مثل عبد النبي وبيدة، وهما من قدامى أمراء الجماعة الإسلامية في الصحراء الذين قضي عليهم، وانتهاء بأبو إسحاق الأفغاني وأبو محمد، وعدد من مهربي السلاح قضي عليهم في عين صالح وغرداية بين عامي 2002 و.2006 ووصف مصدر عليم وضع قائد كتيبة الملثمين، الإرهابي بلمختار، الشهير ب''خالد أبو العباس''، بأنه بات عبئا ثقيلا على مضيفيه في قبائل الأجواد والبرابيش في شمال مالي، بعد أن تعقدت إصابته بمرض السكري واضطر لإجراء عملية جراحية على عينه في إحدى مدن مالي، وأصبح مطلوبا من دول وعصابات إجرامية وجماعات إرهابية ترغب جميعها في الاقتصاص منه. وحصل الإرهابي مختار بلمختار، حسب معلومات من تمنراست، على ضمانات من رئاسة الجمهورية بالامتناع عن تسليمه لأية دولة أجنية، مقابل تسليم نفسه وإلقاء السلاح. وكشف نفس المصدر ل''الخبر'' بأن الإرهابي مختار بلمختار يوجد مع اثنين من مرافقيه في موقع قريب من الحدود الجزائرية، بعد أن وافق على تسليم نفسه وإلقاء السلاح، طبقا لاتفاق مع مصالح الأمن قاده وسيط جزائري مع أحد أقارب الإرهابي المطلوب في 18 قضية جنائية في الجزائر، و3 قضايا في موريتانيا وقضية في ألمانيا تتعلق بخطف رهائن غربيين عام .2003 وقضى الاتفاق الأخير أن تضمن السلطات الجزائرية عدم تسليمه للمحاكمة في الخارج وحصوله على العفو مقابل تقديم كل المعلومات التي يملكها للأمن الجزائري. وتعتقد أجهزة الأمن في عدة دول معنية بمكافحة الإرهاب في الساحل، أن بلمختار هو مفتاح أية عملية عسكرية للقضاء على إمارة الصحراء التابعة لقاعدة المغرب، لكونه هو من أسس نواة الجماعة الإرهابية الأولى التي نقلت العمل الإرهابي المسلح من شمال الصحراء الجزائرية إلى شمال مالي والنيجر بمعية ''أبو محمد'' وأبو إسحاق الأفغاني، اللذين تم القضاء عليهما في الهجوم على ثكنة المغيطي في موريتانيا عام .2005 كما أجرى مختار بلمختار، في منتصف التسعينات، عبر مفتي الجماعة الإرهابية في الصحراء الذي أرسل إلى السودان سرا، أول اتصال بين الجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية وقائد تنظيم القاعدة الدولي أسامة بن لادن. والأهم من هذا، هو أن بلمختار مع غريقة إبراهيم ''أبو إسحاق الأفغاني'' كانا أول من وضع أساس التكتيكات العسكرية التي يتبعها الإرهابيون في الصحراء حاليا، والتي أثبتت فاعلية قصوى منعت القضاء على الجماعات الإرهابية في الساحل طيلة 10 سنوات. المصدر الخبر:الجزائر: أحمد ناصر