بنفوس تطمح لتجديد العهد مع الله وقلوب تعلن التوبة والندم.. يستعد مئات المسلمين في مقاطعة بوكيت جنوب تايلاند للتوجه للمملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج هذا العام والتي يعتبرونها "رحلة البحث عن الذات". ويقول "باسكال يوتاراك"، وهو قروي يبلغ من العمر50 عاما: "بعد حياة مديده كرستها للعبادة.. أشعر أن الله هداني الفرصة لأشارك في أداء هذه الفريضة"، بحسب ما ذكرته صحيفة "بوكيت جازيت" التايلاندية الجمعة 9-10-2009. ومن أجل السمو بنفسه روحانيا استعدادا لأداء فريضة الحج، يمضي باسكال وقته في قراءة القرآن الكريم، ويضيف: "أنا متحمس جدا للسفر.. إنها المرة الأولى التي أسافر فيها خارج البلاد". ويروي باسكال قصة كفاحه لمدة سنوات مع الادخار حتى منَّ الله عليه بفريضة الحج قائلا: "لقد استغرق مني الأمر سنوات لإدخار 150 ألف بات تايلاندي (أي ما يعادل 4.49 آلاف دولار أمريكي) وهي تكاليف الذهاب للحج". سعيد بخدمة الحجيج "خليد ونج نا" -45 عاما- إمام مسجد بمقاطعة بوكيت والذي يعمل كدليل للحجاج منذ 20 عاما، يتحدث هو الآخر عن فرحته وسعادته بخدمة الحجيج، قائلا: "على الرغم من أن الحج رحلة شاقة جدا.. فإنني سعيد جدا لمساعدة الحجاج على أداء الفريضة". ويوضح خليد أن أكثر المشاكل التي تواجهه مع الحجاج هي توفير الطعام ومتابعة أحوالهم الصحية في الرحلة التي تستمر أكثر من شهر، لكنه يشعر بالفرحة عندما يقوم بالعناية بالحجاج في رحلة وصفها ب"رحلة البحث عن الذات". ومن بين 15 ألف تايلاندي سيتوجهون للحج هذا العام يبلغ عدد الحجاج من مقاطعة بوكيت وحدها 214 حاجا سيسافرون خلال الفترة ما بين 21 و29 أكتوبر الجاري على متن الخطوط الماليزية لتنقلهم إلى مكةالمكرمة، ويقدر عدد مسلمي تايلاند بنحو 13 مليونا من إجمالي عدد السكان البالغ 65 مليون نسمة. وقال "بامرونج سامفاروت" رئيس المجلس الإسلامي في تايلاند: إن إدارة مقاطعة بوكيت تعتزم بالتعاون من المجلس الإسلامي إقامة حفلات لتوديع الحجاج فضلا عن تنظيم دورات تعليمية لهم لتدريبهم على أداء مناسك الحج. وأضاف أن الحجيج سيتم تزويدهم أيضا بملابس الإحرام البيضاء وكتيبات وأدوات طبية ضرورية للحجيج مثل الكمامات لحمايتهم من الأمراض المنتشرة خلال موسم الحج. الحج وإنفلونزا الخنازير ويأتي موسم الحج هذا العام وسط مخاوف من انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير والمعروف ب"H1N1" والذي قضى حتى الآن على أكثر من 2800 شخص في جميع أنحاء العالم. وظهر الفيروس لأول مرة بالمسكيك في أبريل الماضي، وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنه ينتشر في جميع أنحاء العالم "في سرعة لم يسبق لها مثيل" وحذرت من تحوره. وكانت السعودية قد اشترطت على المقبلين على الحج في وقت سابق التطعيم باللقاح الجديد المضاد لإنفلونزا الخنازير والإنفلونزا الموسمية، لكنها عادت وألغت هذا الشرط. وكانت دول عربية وإسلامية قد أعلنت أنها قد تضطر لإلغاء الحج هذا العام إذا لم يتوافر لديها المصل المضاد للمرض، وتعتبر تونس أول دولة عربية تلغي أداء هذه الفريضة هذا العام. لكن منظمة الصحة العالمية أكدت في بيان رسمي أوائل الشهر القادم على قدرة السعودية استضافة موسم الحج بنجاح.