الرياض:قال مقاتل سعودي متطرف تم القبض عليه في العراق أخيراً إنه لو أطلق فسيعود إلى القتال مرة أخرى، وعلى رغم تشدد محمد عبدالله العبيد (27 عاماً)، إلا أن قصة هجرته إلى التطرف والقنابل والقتال التي انتهت به في أحد سجون العراق تكشف جوانب من الطريق المظلمة التي يغوي فيها التكفيريون الشبان الصغار من جامعاتهم ومدارسهم بدعوى «الجهاد» ونيل «الشهادة». وأوضح العبيد – الذي رتبت قوات الأمن العراقية مقابلة معه لمندوب وكالة «اسوشيتد برس» في «المنطقة الخضراء» المحصنة وسط بغداد – أنه كان طالباً في السنة الثانية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض حين تم تجنيده للقتال في العراق. وذكرت «أسوشيتد برس» أن العبيد جيء به لإجراء المقابلة الصحافية مقيد اليدين، معصوب العينين، وكان يرتدي الزي الأزرق الذي يخصص للسجناء، وينتعل حذاء بلاستيكياً. وقال السجين السعودي: «ربما كنت سجيناً لكنني شخص في مهمة. إذا أطلقوا سراحي وخرجت فسأقاتل مرة أخرى». وكشف العبيد أنه تم التحدث إليه في شأن الانضمام إلى القتال في العراق أثناء عامه الثاني في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، إذ بدأ أحد زملائه الطلبة يعطيه كتباً وأقراصاً ممغنطة (دي في دي) عن «القاعدة» ومعارك العراق. وقال العبيد إنه عاد إلى منزل أسرته ليبلغها بأنه ينوي السفر إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة فبارك والده الفكرة وأعطاه شيئاً من المال لتحقيق غرضه وتحرك العبيد وهو يحمل حقيبة صغيرة وفي جيبه مبلغ 5 آلاف ريال (1300 دولار)، وقال: «لم أنظر إلى الوراء. كانوا (أهلي) يعتقدون بأنني ذاهب إلى مكة، لكنني ركبت حافلة متجهة إلى البحرين حيث كانت هناك تذكرة طائرة جاهزة بانتظاري». وأوضح العبيد أنه تم تزويده بأوراق ثبوتية مزيفة، وتم تقسيم مجموعة العبيد إلى مجموعتين، إحداهما للعمليات الانتحارية، والأخرى تم تدريبها على استخدام بنادق الكلاشينكوف والرشاشات. وزاد: «كنت أقوم بزراعة قنابل على جنبات الطرق، كان المعلم الذي يلقنني كيفية صنع القنابل أفغانياً. لقد قتلت أشخاصاً لا أعرف عددهم، لكن من المؤكد أنني قتلت جنوداً أميركيين». وذكر العبيد أن المتمردين خصصوا له غرفة لإقامته في منزل إحدى الأسر العراقية التي قاتل جنباً إلى جنب مع بعض أبنائها. وأثارت اهتمامه إحدى شقيقاتهم وتدعى «نسيبة». وقال: «هيأ لنا الإخوان فرصة الزواج، ولم يكن لدي اعتراض، لكننا اتفقنا على عدم الإنجاب، لأن زوجتي كانت تريد أن تكون شهيدة. وكان عدد كبير من النساء قد بدأن خوض العمليات الانتحارية. كانت تريد أن تحذو حذوهن، بل إن والديها شجعاها على القيام بذلك، وهكذا بدأنا نعد الخطط لاستشهادها، وكنت فخوراً بها». بيد أن «نسيبة» أضحت حبلى مطلع السنة السابقة، وذكر العبيد أنه في ضوء ذلك تقرر أن يتخلى الزوجان عن التمرد ويعودا إلى السعودية. وقال إنه قام إثر ذلك للمرة الأولى منذ سنوات عدة بالاتصال هاتفياً بأسرته في السعودية. لكن العبيد لم يكن يعرف أن الاستخبارات العراقية كانت تتنصت على محادثته. وبعد بضعة أسابيع مطلع عام 2008 تم استيقافه في نقطة تفتيش على الطريق من ديالا إلى بغداد. وقال إن رجال القوات العراقية سألوه: هل أنت السعودي؟ وأضاف: «بالنسبة إليّ... كل شيء انتهى في تلك اللحظة». وذكرت الوكالة أنه يبدو أن العبيد أبرم صفقة مع الاستخبارات العراقية بأن يتعاون معها في مقابل معاملة حسنة. الحياة