دعا فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية إلى التزام الهدوء والتعقل في غضبها إزاء إعادة نشر الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم؛ حتى لا تنشغل عن الاهتمام بقضاياها الأخرى «الإيجابية»، مطالبًا في الوقت نفسه الاتحاد الأوروبي بإصدار تشريع يجرم الإساءة للأديان. وقال فضيلته في برنامج «الشريعة والحياة» الذي بثته قناة الجزيرة القطرية امس الاول: «هذه إساءة بالغة لهذه الأمة واستهانة بها واستفزاز لمشاعرها، فأي فائدة ثقافية أو فنية أو أدبية من إعادة نشر تلك الرسوم تكسبها الدنمارك أو أي بلد من نشر صور هي عبارة عن سباب وقذف وشتائم لأعظم شخصية إنسانية». «كأنما هؤلاء الناس يستفزوننا لنغضب وتقوم المظاهرات، ومن حق أمتنا أن تغضب وقد غضبت من قبل، ولكننا في هذه المرة نقول للأمة الإسلامية اهدئي وقابلي هذا الأمر بعقلانية وحكمة وهدوء». واوعز دعوته لتهدئة الى باب سد الذرائع، ومن باب شغل الأمة بقضاياها الأخرى الإيجابية. مشددا على ضرورة «أن يسلك المسلمون الوسائل السلمية والوسائل القانونية؛ لمحاكمة الذين يسيئون لديننا، وأن نسعى مع الساعين لإصدار تشريعات تدين مثل هذه الأعمال». فيما طالب فضيلته الاتحاد الأوروبي بإصدار تشريع يجرم الإساءة للأديان، قائلاً: «نحن ندين هذا الأمر، ونرجو من العقلاء في الاتحاد الأوروبي العمل على إصدار تشريع يدين هؤلاء، فقضية حرية التعبير شيء وأن تشتمني شيء آخر فكيف إذا شتمت رسولي». محذرا من أن إعادة نشر تلك الرسوم تغذي العنف والأعمال الإرهابية في العالم الإسلامي، واستطرد مضيفًا «أرجو من أوروبا أن تنظر في هذا الأمر نظرة عقلانية حكيمة؛ حتى لا يؤدي إلى مزيد من الصراع والعنف، فمثل هذه الاستفزازات تثير العنف بين الشباب الذين يغضبون ضد الإساءة لنبيهم». وكان ان اعادت مؤخرا 17 صحيفة دنماركية الأربعاء الماضي نشر رسوم مسيئة للرسول كانت قد نشرتها صحيفة «يلاندز بوستن» الدنماركية في 2005، وأثار ذلك موجة احتجاج وغضباً عارماً في مختلف أنحاء العالم الإسلامي وصلت إلى حد إحراق سفارات للدنمارك والنرويج، ومقاطعة المنتجات الدنماركية في بعض الدول الإسلامية. وبررت الصحف إقدامها على ذلك بحجة التضامن ضد مخطط أعلنت عنه السلطات الدنماركية لاغتيال أحد رسامي تلك الرسوم المسيئة.